أدوات الشرط غير الجازمة: تعريف وأمثلة
تُعتبر اللغة العربية من أروع اللغات حول العالم، حيث أن الله سبحانه وتعالى أكرمها وأرسل بها القرآن الكريم. كما أنها تتميز بوجود عدد هائل من القواعد مقارنةً باللغات الأخرى.
في هذا المقال، سنتناول أدوات الشرط غير الجازمة مع توضيحها من خلال أمثلة مناسبة.
أسلوب الشرط
- يعبر أسلوب الشرط عن ترابط جملتين بواسطة أداة من أدوات الشرط، ويظهر ارتباط عنصرين يتوقف تحقق أحدهما على تحقق الآخر.
- على سبيل المثال، في جملة (إن تدرس تنجح)، تدل على أن النجاح مرتبط بتحقق الدراسة أولًا.
- توجد أمثلة أخرى تعبر عن أسلوب الشرط مثل (من يكثر كلامه يكثر ملامه)، (كيفما تحب أصدقائك يحبونك).
- ومن الأمثلة أيضًا: (إن يزرني أحد أكرمه)، (أينما يكثر الفساد يضعف العمران)، (متى يأتي فصل الشتاء ينضج البرتقال).
- يتكون أسلوب الشرط من ثلاثة أركان رئيسية، وهي أداة الشرط، جملة فعل الشرط وجملة جواب الشرط.
- على سبيل المثال، في الجملة (كيفما تعامل أصدقائك يعاملوك)، فإن أداة الشرط هي “كيفما”، وجملة فعل الشرط هي “تعامل أصدقائك”، وجملة جواب الشرط هي “يعاملوك”.
أدوات الشرط
- قسم علماء النحو أدوات الشرط إلى قسمين رئيسيين: أدوات الشرط الجازمة وأدوات الشرط غير الجازمة.
- تتضمن أدوات الشرط الجازمة أسماءً مبنية تؤثر في فعلين مضارعين، ومن هذه الأدوات: (إن، من، أينما، أي، حيثما، كيفما، أنى، متى، أيان، إذما، مهما، ما).
- أما أدوات الشرط غير الجازمة، فهي أدوات لا تؤثر في إعراب ما يليها وتكون معتمدة على الموقع الذي تظهر فيه بالجملة.
- يجب توضيح ما إذا كان ما يليها عبارة عن فعل الشرط أو جواب الشرط عند الإعراب.
- تشمل أدوات الشرط غير الجازمة: (لولا، لو، كلما، لوما، لما، إذا، أما).
أدوات الشرط غير الجازمة
تنقسم أدوات الشرط غير الجازمة إلى قسمين: الأسماء والحروف. حيث تضم الأسماء (كلما، إذا، لما)، بينما تشمل الحروف (أما، لوما، لو، لولا).
وفيما يلي شرح مفصل لكل أداة مع أمثلة توضيحية:
إذا
تعتبر “إذا” ظرفًا يدل على ما يستقبل من الزمن، وتكون مبنية على السكون وفي محل نصب، ولا تدخل إلا على الجمل الفعلية.
غالبًا ما يكون الفعل الذي يليها فعل ماضي، وتُعرب جملة الشرط على أنها في محل جر بإضافتها إلى (إذا).
أمثلة توضيحية:
- (إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين)، (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم).
- وأحيانًا قد تُقترن جملة جواب (إذا) بحرف الفاء، مثل: (فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين)، (حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرًا وأقل عددًا).
- يمكن أيضًا أن تدخل (إذا) على اسم ليسبب رفعه لأنه فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعدها، مثل: (إذا السماء انشقت).
لما
- تُستخدم “لما” كظرف زمان يشير إلى وجود شيء ما، وتعطي نفس معنى كلمة (حين). وغالبًا ما تكون جملتا الشرط وجوابها جملتين فعليتين.
- يكون الفعل في كليهما فعل ماضي، ويمكن أن يكون الفعل ماضيًا بالمعنى أو باللفظ والمعنى.
- تُعرب (لما) كاسم شرط غير جازم مبني على السكون، وفي محل نصب ظرف زمان، وجملة الشرط يتم إعرابها كنحو محل جر بالإضافة.
- مثال: (فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها)، (فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت).
كلما
- تتكون “كلما” من جزئين (كل) و(ما)، وهي ظرف زمان بعد التركيب، تحتوي على معنى الشرط وتدل على التكرار، وغالبًا ما يكون الفعل الذي يليها سواء في فعل الشرط أو فعل الجواب فعل ماضي.
- تُعرب (كلما) كاسم شرط غير جازم مبني على السكون، في محل نصب ظرف زمان، وجملة الشرط تُعرب في محل جر بالإضافة.
- مثال: (كلما دخلت أمة لعنت أختها)، (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا).
لو
- تُعتبر “لو” حرف شرط غير جازم، تعمل على الربط بين جملة الشرط وجملة جواب الشرط، وتفيد امتناع لامتناع.
- وهذا يعني أن جوابها يمتنع لامتناع شرطها، مثل: (لو زارني لأكرمته).
- غالبًا ما يكون الفعل في جملة الشرط وجملة جواب الشرط فعل ماضي بالمعنى واللفظ.
- مثال: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين).
- يمكن أن يكون الفعل ماضيًا بالمعنى فقط مثل (لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون).
- يعتبر البصريون أن (لو) تختص بالأفعال، حيث لا يليها اسم إلا في الحالات الضرورية مع فعل مضمر.
- بينما أجاز الكوفيون دخولها في الجمل الاسمية، مثل (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذًا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورًا).
لولا
- يمكن تقسيم “لولا” إلى قسمين، حيث يكون القسم الأول هو حرف امتناع لوجود.
- أي أنها تلعب دورًا في امتناع حدوث شيء نتيجة وجود شيء آخر، مثل: (لولا علي لهلك عمر).
- يمكن اعتبارها “لولا الامتناعية” التي لا تدخل إلا على الأسماء المضمرة والظاهرة.
- مثل: (ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين)، (لولا أنتم لكنا مؤمنين).
- ويكون الاسم الذي يليها مبتدأ وخبره محذوف وتقديره موجود.
- قسم علماء النحو إلى فئتين، حيث يرى القسم الأول أن “لولا” مركبة من (لو) و(لا).
- ومعنى ذلك أنها حرف امتناع لوجوب، بينما القسم الثاني يرى أنها مركبة من معنى “إن” و”لو”.
أما
- تعتبر “أما” حرفًا بسيطًا يضمن معنى الشرط، تقوم بنفس وظيفة أداة الشرط المحذوفة وفعل الشرط المحذوف.
- مثل: (أما زيد فمنطلق) حيث تعني أنه إذا كنت تريد معرفة حال زيد، فهو منطلق، وبالتالي لا يأتي بعدها فعل.
- عادةً ما يرتبط جواب “أما” بالفاء، مثل: (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلًا يضل به كثيرًا).
- (فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث).
- يجوز حذف الجواب، مثل: (وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون).
- لا يجوز الفصل بين حرف الفاء و”أما” إلا بجملة الدعاء، مثل: (أما اليوم يرحمك الله).
- يتضمن معنى التفصيل أيضًا في “أما”، مثل: (فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطًا مستقيمًا).
- (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله).
لوما
- تنقسم “لوما” إلى قسمين، كما هو شائع بين علماء النحو، حيث يكون القسم الأول هو أنها تدل على امتناع لوجوب.
- تختص بالأسماء، حيث يُرفع الاسم بعدها على الابتداء، ويكون الخبر محذوف وجوبًا.
- أما القسم الثاني فيشير إلى كون “لوما” حرف تحضيض يختص بالأفعال فقط، ويحكم في كلا الحالتين بنفس حكم “لولا”.
- مثال: (وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين).