تُعَدُّ الابتلاءات في الإسلام من السنن الربانية، حيث تأتي كاختبار للمؤمنين يدفعهم للعودة إلى الله سبحانه وتعالى والدعاء لرفع هذه الابتلاءات عنهم. لا ينجو أحد من الابتلاءات، كما قول الله تعالى (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون). فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن استثناءً من ذلك. في هذا المقال، نستعرض لكم بشكل مبسط أسباب ودوافع الابتلاءات في الإسلام، لذا تابعوا معنا للتعرف على المزيد من التفاصيل.
أسباب الابتلاءات للمؤمنين
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى كثرة الابتلاءات، ومن أبرزها:
- رغبة الله في رفع درجات المؤمنين.
- اختبار صبرهم وولائهم لله.
أسباب الابتلاءات على الأفراد المرتكبين للذنوب
- الاستهانة بالذنوب وعدم التوبة.
- مجاهرة المحرمات.
- ظلم الناس والاستيلاء على حقوقهم.
- إيذاء الآخرين سواء بالقول أو الفعل.
- قطع الأرحام.
- عقوق الوالدين.
- دعْم الفساد وأصحابه.
- التعامل بالأموال الحرام.
الحكمة وراء الابتلاءات
تمتاز الابتلاءات بحكم عديدة، من أبرزها:
- تكريس عبادة الله وحده.
- تكفير الذنوب عن العاصين.
- رفع درجات المؤمنين.
- تذكيرهم بالاعتماد على الله.
- كشف ما في النفوس من إيمان أو نفاق.
أنواع الابتلاءات التي يمكن أن تواجه المؤمن
يمكن أن يتعرض المؤمنون لعدة أنواع من الابتلاءات مثل:
- الأمراض.
- الفقر ونقص المال.
- مشاكل في الصحة.
- مصاعب في الحياة.
- التحديات مع الأبناء.
فضل الدعاء في رفع الابتلاءات
- الدعاء يعتبر وسيلة للتقرب إلى الله وطلب العفو، وهو من أفضل السبل التي تُعين العبد على الخضوع له.
- يظهر رجاء العبد في استجابة الله؛ حيث يقول تعالى (وإذا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).
- الأمل في رحمة الله مرتبط بحسن الظن به، كما ورد في قوله تعالى (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني).
- دعاء الله يعزز الشعور بالعبودية ويكون وسيلة للنجاة من الهموم.
الفرق بين البلاء والعقاب
توجد فروقات جوهرية بين البلاء والعقاب، فكثير من الناس يعتقدون أن كل محنة هي عقاب. يقول الله تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)، مما يعني أن المؤمن ينبغي عليه أن يفهم الابتلاء كاختبار سنه الله لرفع درجاته وليس كتقصير. كما يظهر ذلك من ابتلاء النبي أيوب.
يعتبر البلاء امتحانًا إلهيًا لرفع الدرجات، بينما العقاب هو نتيجة لذنوب الناس. ويتحدث الله سبحانه وتعالى عن مدى شدة البلاء، حيث قال الأنبياء أنهم هم الأكثر بلاءً. فعندما يكون الإيمان قويًا، يكون البلاء أكبر، بينما يُبتلى ذوي الدين الضعيف بمصاعب أقل.
الابتلاءات في السنة النبوية
أشار الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث إلى أهمية الابتلاء للصبر، ومن هذه الأحاديث:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وصب، ولا همٍّ ولا حزنٍ، ولا أذىً، ولا غمٍّ حتى الشوكة تُشَكُّها إلا كفّر الله بها من خطاياه).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده، وفي ماله وولده حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة).
أدعية لرفع الابتلاءات
وفيما يلي بعض الأدعية التي يمكن استخدامها لرفع الابتلاءات:
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
- اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك.
- أسألك الله من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل.
- أعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا.
- الله إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والدين وهمّ الرجال.
- اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.
- يا رب إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك.
- لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم.
- لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش الكريم.
- اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت.
- يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث.
- اللهم إني نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا وأهلنا وأموالنا، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن يميننا وعن شمالنا ومن فوقنا، ونعوذ بك أن نُغتال من تحتنا.