تعتبر الفنون وسيلة تعبيرية تُستخدم لترجمة المشاعر والتجارب الإنسانية المتنوعة التي تنبع من عمق الإنسان.
وتشمل الفنون الأنشطة التي تعتمد على البصر أو السمع أو الأداء الحركي، وفي هذا المقال سنستعرض أنواع الفنون، تعريفاتها وأهميتها.
فهم الفنون وأهميتها
تُعرف الفنون اصطلاحًا بأنها عملية التجميل أو التزيين، والتعبير عن ابتكارات جديدة وأعمال مبدعة.
يمكن وصف الفن بأنه مجموعة من المهارات الشخصية التي تُنتج أعمالاً جمالية تثير في النفوس مشاعر الفرح والسرور.
يمثل الفن طريقة للرؤية، إذ يتيح للفنان تقديم تخيلاته في شكل أعمال فنية، وهدفه هو نقل الجمال وتقديمه للناس.
علاوة على ذلك، يعتبر الفن وسيلة للتواصل بين العنصر البشري والطبيعة، حيث تحاكي العناصر الفنية جوانب الطبيعة المختلفة، ويتجاوز الفنان ذلك من خلال خياله وإبداعه.
تصنيفات الفنون
تشمل الفنون العديد من الأنواع والامتدادات، ولذلك تم تصنيفها وفقًا لقواعد وأسس مختلفة.
وقد قام بعض الفلاسفة بتصنيف الفنون إلى فئات متعددة، ومن بين أهم هذه التصنيفات:
تصنيف إيمانويل كانت
عدّ إيمانويل كانت الفنون الجميلة ثلاث أنواع رئيسية كما يلي:
الفنون التشكيلية
تتعلق الفنون التشكيلية بما يتمتع به الفنان من عناصر طبيعية، حيث يعيد تشكيلها بطرق مبتكرة تميزها عن الوجود في الطبيعة، معتمدًا على رؤاه الخاصة، كفن النحت والفن المعماري.
التصوير
يعد التصوير فنًا بصريًا يمزج بين الحس الجسدي والمظهر الخارجي، ويشمل فنون التصوير وفنون الحدائق.
فنون الإحساس
فنون الإحساس هي تلك التي تؤثر على الحواس البشرية، مثل تأثير الموسيقى على السمع، أو التأثيرات البصرية للرسم والتلوين. وإذا أثر الفن على عدة حواس، يُطلق عليه عادة الفن المركب، مثل الأوبرا والمسرح.
تصنيف لاسباكس
ينتمي هذا التصنيف إلى المدرسة الاجتماعية الفرنسية؛ حيث قسم الفن إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وهي:
الفن الحركي
يمثل هذا الفن أحد أشكال الفنون القديمة التي تحفز الحركات البشرية وتعبر عن المشاعر، وتدعم رسائل ذات مغزى سامي. ومن الأمثلة البارزة على ذلك:
الرقص
يعتبر الرقص فنًا حركيًا جسديًا وفنًا متعدد الأشكال، يتراوح من الباليه إلى الرقصات التراثية المرتبطة بالمعاني الروحانية والدينية.
الغناء
هو فن حركي صوتي، يسعى إلى التعبير عن المشاعر الداخلية للفنان من خلال نصوص مؤثرة، تجعل الجسد ينشد معها بشكل متناغم.
الموسيقى
يرتبط ظهور الموسيقى بظهور الغناء، الذي يتم إنتاجه باستخدام آلات موسيقية بهدف تجسيد المشاعر عبر تأثيرات صوتية.
الفن الساكن
يمثل هذا الفن بسبب تناغم العقل مع المنطق، فهو يثير استحسان المشاهدين بجماله. وتشمل أنواع هذا الفن العمارة، التصوير، والنحت، وكلها تندرج تحت الفنون الساكنة، على الرغم من أن تأثيرها النفسي يبقى مستمرًا.
الفن الشعري
يتضمن الفن الشعري جميع أنواع الأدب كالتمثيل الكوميدي والتراجيدي والغنائي، ويعكس جوانب الفنون الأدبية والموسيقية.
تصنيف شارل لالو
قام شارل لالو، العالم الجمالي الفرنسي، بتصنيف الفنون بناءً على نظرية الجشتالت، التي تصف القدرات الإنسانية المتعلقة بالإدراك والتفاعل مع مجموعات معقدة من العناصر. ومن أبرز تلك التركيبات:
- التركيب السمعي المعتمد أساسًا على الموسيقى، بالإضافة إلى الكورال والأوركسترا.
- التركيب البصري الذي يشير إلى تفاعل العين مع عناصر الفن مثل النقوش والرسم والسينيما.
- تركيبات الحركية، مثل الباليه.
- تركيبات الأعمال الفنية التي تضم عناصر فنية متعددة، مثل المسرح، والتي تختلف عن التركيبات المادة الفيزيائية في النحت والعمارة.
- كما يتضمن التركيب اللغوي والشعري، وتركيبات التأثير الحسي مثل فن الطهي.
تصنيف هيجل
اعتمد هيجل في تصنيف الفنون على فلسفة الميتافيزيقا، حيث قام بتقسيم الفن إلى ثلاثة مستويات مرتبطة بالعلاقة بين المادة والروح:
الفن الرمزي
يعتبر هذا المستوى الأول، حيث تغلب فيه المادة على الروح، كما يظهر في فن العمارة.
الفن الكلاسيكي
في هذا المستوى الثاني، تتساوى المادة مع الروح، كما يتجلى في فن النحت.
الفن الرومانتيكي
وهو المستوى الثالث حيث تتفوق الروح على المادة، كما يتضح في فن الموسيقى والشعر.
الفن العربي الإسلامي
يشير مصطلح الفن العربي الإسلامي إلى الفنون التي تعبر عن التصورات الإسلامية للعالم، والعنصر البشري، والحياة بطرق فريدة.
يمتاز هذا الفن بعدد من الخصائص المميزة تدعمه في تصنيفه كفنون فريدة، ومن أهم هذه الخصائص:
- الابتعاد عن المحاكاة.
- الامتناع عن تصوير الكائنات الحية.
- ارتباط الجمال بالمنفعة.
- توافقه مع الشريعة.
تم تصنيف الفن العربي الإسلامي وفقًا لمعايير متعددة، بما في ذلك تصنيفات متعلقة بمكتبة الفن الجميل في جامعة هارفارد، وتصنيف ساردار، بالإضافة إلى الهولندي إيكونكلاس. ومن أبرز الاتجاهات في الفن العربي الإسلامي في الوقت المعاصر:
الفن الزخرفي والخط العربي
تشمل الفنون الزخرفية أسلوب الأرابيسك الذي يعد أبرز الفنون الإسلامية، والتي تعتمد على أشكال مترابطة، ومن أنواعها الزخرفة النباتية والهندسية والخطية.
أما الخط العربي، فيعتبر من أجمل الخطوط، حيث استخدم كوسيلة لتدوين آيات الكريم.
فن العمارة الإسلامية
تنوعت أشكال العمارة الإسلامية لتشمل المساجد، القصور، والأضرحة وغيرها، مع وجود أساليب تصميم مختلفة تعكس مدارس فنية متنوعة.
الفنون التطبيقية
تتعلق الفنون التطبيقية بالعمل اليدوي، مثل صناعة الخزف، الفخار، الزجاج والنسيج.
فنون النحت والتصوير
تعد فنون النحت والتصوير من الفنون التي حظيت باهتمام كبير في الدول العربية الإسلامية، حيث ازدهرت في مناطق متعددة مثل العراق وإيران ومصر.
فنون الموسيقى والغناء والرقص
ترتبط الموسيقى والغناء والرقص ارتباطًا وثيقًا بالفنون العربية الإسلامية، حيث تشمل الفنون من أمثال الابتهالات والموشحات، ورقصات الصوفيين.
فن التمثيل
يعد فن التمثيل فناً جماهيرياً يتضمن أداء الفنانين في المسرح، السينما، والعروض التلفزيونية.
تاريخ الفنون
يمكن اعتبار الفنون جزءًا لا يتجزأ من حياة البشر، إذ تعود جذور الفنون إلى العصور القديمة، حيث بدأت تظهر أولى علامات التعبير الفني في العصور الحجرية.
تتجلى تطورات الفنون من خلال النقوش الموجودة على جدران الكهوف والأشكال المجسمة المنحوته، مما يعكس إدراك الإنسان لجماليته وموهبته الفنية.