كان للشيخ محمد الغزالي رؤية ملهمة حول مكانة المرأة، حيث لم يرها ككيان ضعيف أو مجرد تابعة للزوج، بل قدّر مكانتها بصفته إسلامية واضحة، مُعطياً إياها حقوقها وواجباتها وفقاً للتعاليم الإسلامية الأصيلة.
من هو الإمام محمد الغزالي؟
الإمام محمد الغزالي، هو عالم ومفكر إسلامي مصري بارز، وُلد في 22 سبتمبر 1917م. يُعتبر أحد أبرز دعاة الفكر الإسلامي في العصر المعاصر، وقد عُرف بجهوده المتواصلة لتجديد الفكر الإسلامي، حاز على لقب “أديب الدعوة” ومن أبرز صفاته مناهضته للتشدد في الدين واتباعه للوسطية.
من مؤلفات الشيخ محمد الغزالي :
- السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث.
- عقيدة المسلم.
- فقه السيرة.
- كيف تفهم الإسلام.
- هموم داعية.
- سر تأخر العرب والمسلمين.
- دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين.
- خلق المسلم.
- معركة المصحف.
- مشكلات في طريق الحياة الإسلامية.
- الإسلام المفترى عليه.
- الإسلام والمناهج الاشتراكية.
- الإسلام والأوضاع الاقتصادية.
- الإسلام والاستبداد السياسي.
- الإسلام والطاقات المعطلة.
- الاستعمار أحقاد وأطماع.
- في موكب الدعوة.
- التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام.
- حقيقة القومية العربية.
- مع الله.
- الحق المر.
- قذائف الحق.
- كفاح دين.
- من هنا نعلم.
- نظرات في القرآن.
- صيحة التحذير من دعاة التنصير.
- جدد حياتك.
مكانة المرأة المسلمة في الإسلام :
لقد كرّم الله سبحانه وتعالى المرأة، ومنحها حقوقاً واجباً وعليها واجبات، كما ساواها مع الرجل في كثير من الحقوق، وإن فُرضت عليها بعض الأحكام، فكان ذلك لحمايتها ولتكريمها. قال تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”.
طريقة محمد الغزالي في تربية بناته :
عند سؤاله عن طريقة تربيته لبناته، أفصح الشيخ محمد الغزالي عن تطبيقه لما كتب في كتابه “البيوت السعيدة”. وأكد ابنه علاء قائلاً:
“كان تعامل أبي معنا مبنياً على الرحمة والتعاون، فلم يكن ديكتاتوراً، بل دائماً يستمع ويُناقش، ومنحنا حرية الاختيار، كنا نشاهده يساعد والدتنا في شؤون المنزل بكل محبة ودون إحراج”.
وعن بناته، قال: “لقد فقدت ابنة جميلة مثل أمها، فيما تبقى لدي خمس بنات متزوجات. البعض منهن يعمل في التعليم، بينما فضلت بعضهن البقاء في المنزل حسب رغبة الأزواج. أنا أعلم البنات كما أعلم البنين، وأرى أن تعليم الفتيات أمر واجب. ومعاملتي لهن تكون مماثلة لمعاملتي لزوجتي، حيث كنت دائماً أراهن كنعمة من الله سبحانه وتعالى”.
أروع ما قال الشيخ محمد الغزالي عن مكانة المرأة :
- إن ظلم الأزواج للزوجات أضر بالإفساد وأسرع في الهلاك من ظلم الحاكم للرعايا.
- إذا كان رب البيت جباناً ولصاً جريئاً، فإن البيت سيكون ضائعاً لا محالة.
- “التلطف مع النساء والرفق بهن هو علامة اكتمال الرجولة وتمام فضائلها، وهذا الأدب يُعطى للنساء بشكل عام، سواء كن قريبات أو بعيدات، كبيرات أو صغيرات، مع استقامة الفطرة الإنسانية التي لا تخفق في هذا السلوك الرفيع”.
- “الزوج والزوجة هما متساويان في الحقوق والواجبات، ومع صدق العاطفة، يصبح الرجل ملكاً طاعاً نافذ الكلمة، ووسيلته لذلك هي الوفاء والإخلاص والمحبة”.
- “أي مطالع للقرآن الكريم والسنن الصحيحة يدرك أن المرأة جزء حيوي من المجتمع، فهي تتعلم وتعبد وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتجاهد إذا شاءت، وتحظى بالبيعة في قضايا الإيمان والأخلاق، وتؤيد أو تعارض الحكم”.
- “إن الإنسان الذي يختار الفسق على الزواج الشرعي، سيجد من الشقاء مثل ما يشعر به الكلب التائه الذي يسعى وراء طعامه، حيث يحصل على الضربات أكثر مما يدخل جوفه”.
- “هناك فارق شاسع بين شعور الغيرة على حرمات الله والرغبة في حمايتها، وشعور الكراهية لعباد الله والرغبة في إذلالهم”.
- من المؤسف أن المسلم قد ينفق أوقاتاً وأموالاً طائلة في مراسم الزواج، ثم بعد كل ذلك يقول لزوجته “علي الطلاق” إذا عادت إلى فعل خاطئ، ثم يعود إلى ذلك الفعل، مما يؤدي إلى انهيار البيت الذي استثمر فيه الكثير.
كلمات محمد الغزالي للأمة :
- كانت رجولة النبي محمد عليه الصلاة والسلام في القمة، بينما جعلت قواه الروحية وصفائه النفسي لهذه الرجولة أبعادًا من الأدب والاستقامة والرضا.
- المعاناة والآلام هي التربة التي تنبت بذور الرجولة، ولم تتفتح مواهب العظماء إلا وسط التحديات والجهود.
- عندما يتحدث سياسي يهودي رافعاً بيمينه كتابه المقدس، هل يجسر سياسي عربي على السكوت عن كتابه، ولا يذكره لا في المعبد ولا في الساحة؟
- أحتقر من يثير الشكوك ليظهر على أنه ذكي، ومن يكتم إعجابه ليظهر كأنه مستقل.
- إن المحارب المؤمن ينظر إلى الظلام في ساعات الليل بعين حادة تبحث عن ألف وسيلة لمقاومة العدو وهزيمته، والعامل المؤمن يجفف عرقه ويتغلب على التعب لأنه يسعى لخدمة أمته وإعلاء رسالته بدافع من الحب، وليس القهر.
- إذا رأيت أن بعض الأشخاص يتصفون بالبلادة فلا تخلط بين تبلد الشخص المريض واستسلام الأقوياء لما يتعرضون له.
- إن الإلحاد ظاهرة نفسية ويجب مواجهته بالعقل.
- ويل لأمة يقودها التافهون، بينما القادرون في صمت.
- إن المعلومات النظرية التي لم تُترجم إلى أفعال تبقى بمثابة الطعام الذي لم يُهضم، وهو ما لا يمنح الحياة للنشاط والحركة شعوراً.
- “المجد والنجاح والتقدم تبقى أحلاماً لمن يسعى لتحقيقها، لكنها لن تتحقق إلا بجهود العاملين”.
- هناك من يتكاسلون في السعي وراء الدنيا.
أقوال محمد الغزالي عن الدين والأخلاق :
- الإسلام قضية ناجحة ولكن محاميها فاشل.
- لا يزال القائلون بأن العمل الجاد هو تغيير شعوب محقين، إذ أن تغيير الحكومات يأتي بعد ذلك بشكل تلقائي عندما تسعى الشعوب نحو التغيير.
- الناس يعيشون في فقر من خوف الفقر وفي ذل من خوف الذل.
- انتشار الكفر في العالم يتحمل مسؤوليته جزء من المتدينين الذين أساءوا لله في سلوكهم وكلماتهم.
- من الجميل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والآخر ليكتشف عيوبه وعيوبه ويخطط للخلاص منها.
- من لوازم الإيمان معرفة الحدود التي يجب التوقف عندها والمعالم التي يجب الوصول إليها.
- إن السقوط هو توظيف القدرات الهائلة في غايات تافهة.
- لا أخشى على المفكر الذي يسيء الفهم، لأنه سيعود إلى الحق لاحقاً، لكنني أخشى على من لا يفكر حتى لو أساء الفهم، لأنه سيكون كالقشة في مهب الريح.
حكم محمد الغزالي :
- رب ضارة نافعة، وقد تثمر الأمراض صحة الأبدان.
- ربما تكون المحنة خفية في طياتها عطاء.
- الله يكلف الإنسان بقدر ما يُعطيه.
- الغاية من الدين هي مساعدة المعاقين على النهوض وليس إنهاء حياتهم.
- صدق من قال: الناس رجلان، أحدهم نام في النور والآخر استيقظ في الظلام.
- ربما ينام الناس على الحصير، لكن لا يمكن أن يمنحهم ذلك شبه الرسول صلى الله عليه وسلم الذي نظر إلى الدنيا بنظرة غائبة، لأن قلبه كان حاضراً مع الله.
- هل تعرف كيف يُسرق عمر الإنسان؟ إنه ينسى حاضره وهو يترقب مستقبله، وسيمضي إلى أن يرحل دون أن يحقق شيئاً ذا قيمة.
- من المؤلم أن أرى الأعمال تخرج من يد غير المؤمن بشكل متقن ومن يد المسلم بشكل هزيل.
- آفات الفراغ في رحاب البطالة تولد رذائل متعددة، وتختمر بذور التلاشي والفناء.
- إذا كان العمل هو رسالة الأحياء، فإن البطالة تمثل موتهم.
من أقوال الإمام محمد الغزالي :
خلال رحلتنا مع ما قاله الشيخ محمد الغزالي حول مكانة المرأة، نستعرض بعض أقواله الحكيمة:
- إن الإنسان مخير فيما يعلمه، ومسيّر فيما لا يعلمه.. أي أنه يزداد حرية بقدر ما ينمّي معرفته.
- إذا استنفد الحق طاقة الإنسان المخزونة، فإن الباطل لن يجد نصيبًا للاستمرار.
- لسنا مطالبين بنقل تقاليد من الماضي إلى الدول الأخرى، بل نحن ملزمون بنقل الإسلام فقط.
- الحياة المعاصرة تعاني من عمال لا يتوكلون، وليس من متوكلين لا يعملون.
- الإعمار الثقافي يسعى لتخريج أجيال فارغة لا تنطلق من مبادئ ولا تصل إلى أهداف.
- لم أجد مظلوماً اتفق الناس على هضمه كما هو الحال مع الحقيقة.
- لن يجد البشر أرحم بهم من الله تعالى.
- إذا كان تغيير الوضع السيء في متناول يدك، فإن الصبر عليه يعتبر جنوناً.
- هناك معادلة يجب أن يعرفها كل عربي عن ظهر قلب: عرب – إسلام = صفر.