يعد سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، زوج السيدة فاطمة، ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسيدة نساء الجنة، من أبرز الشخصيات الإسلامية. وقد شارك علي بن أبي طالب في العديد من الغزوات مع سيدنا محمد ما عدا غزوة تبوك. اشتهر علي بشجاعته وكرامته، وهو ابن عم الرسول وأول من أسلم من الشباب. في هذا المقال، سنتناول مكان قبر سيدنا علي رضي الله عنه.
أين يقع قبر سيدنا علي؟
- تعددت الآراء بشأن مكان دفن سيدنا علي رضي الله عنه.
- لا يزال مكان قبره مجهولاً، حيث أحيط بالغموض لأسباب عدة.
- كان ذلك بغرض حماية القبر من الخوارج الذين قد يسعون إلى الكشف عن موقعه.
- لذا تم اخفاء القبر، بحيث لم يعد بارزا للعيان.
وبذلك تعددت الآراء حول موقع القبر كما يلي:
- قال بعضهم إنه مدفون في الكوفة، قرب مسجد يُعرف بمسجد الجماعة في الرحبة.
- بينما اعتقد آخرون أنه دُفن في الغري، أو الكناسة.
- ويوجد رأي يشير إلى أنه دفن في السدة.
- كما يُروى أن الحسن بن علي رضي الله عنه قد قام بنقل قبر والده إلى المدينة المنورة ليدفن بجوار والدته السيدة فاطمة الزهراء.
- أما الرأي الأخير فيقول إنه دُفن في البقيع.
- ولقد ثار جدل بين المؤرخين حول تحديد موقع القبر الأصلي لعلي بن أبي طالب.
- بعض الناس يشير إلى أن عدم معرفة مكان دفن القبر يعود إلى أن دفنه تم في أوقات سحرية.
- كما يُقال إن القبر تم اخفاؤه خوفاً من بني أمية لمنعهم من تدنيس الجثمان.
للتعرف على المزيد:
التعريف بسيدنا علي بن أبي طالب
مولده ونشأته
- يعد سيدنا علي رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين، وهو الرابع بينهم.
- وُلِد في السنة الثانية والثلاثين منذ ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- من المهم الإشارة إلى أنه وُلد داخل الكعبة أثناء طواف والدته حولها.
- تميز علي بن أبي طالب منذ صغره بالقوة والشجاعة.
- نشأ في بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إذ أخذه من عمه أبي طالب لتخفيف العبء عنه.
- وقد كان يُعتبر ذلك من فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم.
- أدخل الإسلام في سن مبكر وكان من أوائل من أسلم من الصبيان.
- ويذكر أنه قد شهد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو والسيدة خديجة رضي الله عنها يبشران بالإسلام.
- وعندما أراد أن يخبر والده، جازف بكتمان الأمر خشية غضبه.
- فتقبل الإسلام على يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من المبشرين بالجنة.
- تولى الفداء عن رسول الله خلال هجرته من مكة إلى المدينة بمبالغته في الذهاب إلى الفراش بدلاً عنه.
- لم يتردد علي رضي الله عنه في التضحية بنفسه في سبيل رسول الله.
نسبه
- هو علي بن أبي طالب، ابن عبد المطلب، ابن هاشم، ابن عبد مناف، ابن قصي، ابن كلاب.
- ابن لؤي، ابن غالب، ابن فهر، ابن مالك، ابن النضر، ابن كنانة.
- ابن خزيمة، ابن مدركة، ابن الياس، ابن مضر، ابن نزار، ابن معد، ابن عدنان.
- أما والدته فهي فاطمة بنت أسد بن عبد مناف، من بني هاشم.
- وبذلك فهي ذات صلة بالرسول صلى الله عليه وسلم.
- لديه ثلاثة إخوة وهم عقيل، وطالب، وجعفر، وهو الأصغر بينهم.
- ولديه أختان هما أم هانئ وجمانة.
- علي ابن أبي طالب هو ابن عم الرسول وله من السيدة فاطمة رضي الله عنها ولدان: الحسن والحسين، أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم وسيدا شباب أهل الجنة.
كنيته
- تعددت كنياته، من أبرزها أبو الحسن، وتيمناً بولده وأيضاً أبو تراب.
- تم إطلاق كنية أبو تراب عليه بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- تُروى قصة بأن سيدنا علي رضي الله عنه كان جالسًا في المسجد وتلطخ رداءه بالتراب.
- فرفع النبي رداءه ونفضه قائلاً: (قم أبا تراب، قم أبا تراب).
استشهاده
- كان علي كرم الله وجهه على علم بأنه سيموت شهيداً، حيث بشره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
- ذكر رسول الله أنه سيكون أشقى الناس من يضربه بسيفه، وكان يشير إلى ابن ملجم.
- في النهاية، نال سيدنا علي الشهادة على يد هذا المعتدي.
- راقب ابن ملجم حركة علي، فعندما نادى للصلاة، انتظر حتى سنحت له الفرصة.
- فأسقطه بسيفه على رأسه تاركاً أثراً على لحيته.
- استشهد كرم الله وجهه يوم الجمعة، السابع عشر من رمضان، في السنة الأربعين هجرية.
- كان حينها في الثالثة والستين من عمره، ويقول البعض إنه كان في الخامسة والخمسين.
فضائله
من أبرز فضائل سيدنا علي بن أبي طالب:
- أول صبي يدخل الإسلام.
- من بين العشرة المبشرين بالجنة.
- قام الرسول صلى الله عليه وسلم بإجلاسه في فراشه لإيهام الكفار بأنه ما زال موجوداً.
- تزوج من السيدة فاطمة الزهراء، ابنة الرسول.
- تولى الخلافة في عام 35 هجريًا.
- شارك في جميع الغزوات مع النبي ما عدا غزوة تبوك.
- حمل لواء النبي في العديد من الغزوات.
- كان عالماً من علماء الصحابة.
- تميز بالشجاعة والقوة.
- ورد في حديث نبوي: (لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، ويُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ).
سبب الاختلاف في تحديد مكان قبر سيدنا علي
هناك أسباب عديدة لعدم تحديد مكان قبر سيدنا علي بن أبي طالب، منها:
- قد يكون قد دُفن في الثلث الأخير من الليل مما أدى إلى عدم معرفته.
- قد تم دفنه في مكان مُخفى خوفاً من بني أمية.