إن إيذاء النفس بين الكبار في الإسلام يُعد من السلوكيات المرفوضة، حيث ينطوي على قيام الشخص بإلحاق الضرر بنفسه عمدًا. يعكس هذا التصرف شعورًا بالإحباط والغضب والتوتر. في هذه المقالة، سنناقش حكم إيذاء النفس في الإسلام وما ينبغي معرفته بهذا الخصوص.
إيذاء النفس في الإسلام بين الكبار:
- على الرغم من أن إيذاء النفس قد يُمنح الشخص شعورًا مؤقتًا بالراحة والتخلص من التوتر، إلا أنه في النهاية يؤدي إلى شعور عميق بالندم والمشاعر السلبية. قد تنجم هذه التصرفات عن اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب.
- يُعتبر إيذاء النفس محرمًا في الإسلام، ويُعد الانتحار من الكبائر، كما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم. إذ أن النفس تُعتبر أمانة يجب الحفاظ عليها، وخلق الإنسان وجسده هو للعبادة لله عز وجل.
- من غير المقبول أن يُعاقِب الشخص نفسه أو يُستخدم أي وسيلة تؤدي إلى الأذى، بغض النظر عن أي مبرر.
نصوص منع إيذاء النفس:
يوجد عدد من الآيات القرآنية التي تحظر إيذاء النفس، ومنها:
- قال الله تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَنُدْخِلُهُ نَارًا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا”.
- وقال تعالى: “وَلَا تَلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ”.
ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي تتناول هذا الموضوع:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كان فيمن كان قبلكم رجل به جُرح، فجزع، فأخذ سكينًا، فحزّ بها يده، فما رَقَأَ الدم حتى مات. قال الله: بادرني عبدي بنفسه، حَرمت عليه الجنة”.
- وذكر النبي صلى الله عليه وسلم: “من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتحوَّأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً”.
- وأضاف: “الذي يخُنق نفسه، يخنقها في النار، والذي يطعُن نفسه، يطعُنها في النار”.
أسباب اللجوء إلى إيذاء النفس:
تتعدد الأسباب التي تدفع الشخص لإيذاء نفسه، وتتمثل في مشاعر مختلطة، تشمل:
- عدم القدرة على التكيف مع الظروف النفسية.
- استخدام إيذاء النفس كوسيلة للتعبير عن الإحباط.
- الشعور بالحاجة إلى العقاب الذاتي جراء الأخطاء.
- السعي لجذب الانتباه والاهتمام من الآخرين.
يمكن أن تترتب على إيذاء النفس مضاعفات خطيرة، مثل:
- انعدام تقدير الذات والشعور بالندم.
- الإصابة بالعدوى نتيجة الجروح.
- المخاطر المحتملة التي قد تؤدي إلى فقدان الحياة.
- تشوهات دائمة في الجسم.
كيفية معالجة المصاب:
تظهر هذه السلوكيات غالبًا لدى المراهقين نظرًا لخصائصهم النفسية وقدرتهم المحدودة على التعامل مع المشاعر. يعتمد العلاج على العوامل المسببة له، ويتطلب وقتًا وجهدًا ورغبة في الشفاء. تشمل خيارات العلاج:
- العلاج النفسي، والذي يتضمن مناقشة المشكلات والدوافع مع المختص.
- الأدوية، حيث يقوم الطبيب بوصف أدوية مثل مضادات الاكتئاب تحت الإشراف الطبي.
كيفية تعامل الشخص مع نفسه عند الشعور بالرغبة في إيذاء النفس:
ينبغي على الشخص أن يكون واعيًا لمشاعره التي تؤدي به إلى إيذاء نفسه، سواء كانت الغضب أو التوتر. في حال عدم معرفته بمشاعره، ينبغي تعلم الوعي العاطفي لفهم المشاعر وأسبابها.
وتختلف الاستجابة وفقًا لطبيعة المشاعر، ومن بين ردود الأفعال الممكنة:
- إذا كان الشعور بالوحدة وراء إيذاء النفس، ينبغي محاولة التواصل مع شخص مقرب أو ممارسة الرياضة.
- عند تعرض الشخص للغضب، يمكن التعامل معه من خلال القيام بنشاط بدني كالجري أو خوض تجربة جديدة.
- في حالة الانخفاض في تقدير الذات، يجب التحدث بإيجابية مع النفس وتعزيز الثقة بالنفس.
- عند فقدان السيطرة على المحيط، يُنصح بترتيب الأشياء أو حل الألغاز.
طرق الوقاية من إيذاء النفس:
تشير الدراسات إلى أن الوقاية من إيذاء النفس تحتاج إلى جهد جماعي يشمل الأسر والمدارس والأصدقاء. تشمل وسائل الوقاية المدرجة ما يلي:
- تعليم مهارات التكيف لتجنب فكرة إيذاء النفس.
- بناء علاقات اجتماعية قوية لتجنب الشعور بالعزلة.
- رفع الوعي بين الكبار حول علامات إيذاء النفس وكيفية التعامل معها عند رؤيتها.
في اللحظات الملحة التي يرغب فيها الشخص بإيذاء نفسه، يمكن اللجوء إلى بدائل آمنة:
- استخدام قلم أحمر لتلوين المناطق المراد إيذاؤها بدلاً من الأذى الفعلي.
- تمرير قطعة من الثلج على الأماكن الشائكة.
- استخدام أشرطة مرنة لتقييد المناطق المطلوب إيذاؤها بدلًا من ذلك.