تعد أمثلة حسن الاستماع لدى الرسول صلى الله عليه وسلم وفيرة، حيث كان هو القدوة الحسنة ومصدر الأخلاق النبيلة العظيمة.
حسن الاستماع عند النبي
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمتع بأخلاق نبيلة ومتميزة، مما يجعل من يذكره يتذكر الصفات العظيمة التي يتميز بها، وهذا أسهم بشكل كبير في نجاحه في دعوته إلى الله سبحانه وتعالى.
- واحدة من أبرز صفاته كانت حسن الاستماع للآخرين، بغض النظر عن اعتقاداتهم.
نماذج من حسن الاستماع عند النبي
تميز رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعديد من الصفات الحميدة، حيث كان تجسيدًا لقيم القرآن الكريم.
من ضمن هذه الصفات كان الاستماع الجيد والإصغاء، وفيما يلي نستعرض بعض النماذج لحسن استماع النبي:
استماع النبي في دعوته للمشركين
تميز الرسول بحسن الخلق والتسامح، حيث استمع للمشركين خلال دعوته، وفيما يلي قصة تنم عن ذلك:
- كان عتبة بن ربيعة يتحدث مع النبي قائلًا: “يا ابن أخي، إنك منا كما تعرف من سلطة العشيرة والمكانة في النسب”، وكان النبي يستمع له حتى يفرغ من حديثه.
- أنهى عتبة حديثه قائلاً: “فاسمع مني، أعرض عليك أمورًا ربما تقبل منها بعضها”.
- رد النبي صلى الله عليه وسلم: “قل يا أبا الوليد، أسمع”، مما يعكس حسن خلقه.
- عندما أنهى عتبة حديثه، رد عليه الرسول بقراءة القرآن الكريم.
- تعتبر هذه القصة دليلاً على حسن الإصغاء الذي يتمتع به النبي صلى الله عليه وسلم.
- رغم ما عُرض عليه من شهوات الدنيا، استمع الرسول جيدًا لعتبة حتى أنهى كلامه قبل الرد.
استماع النبي في مسألة الشورى
وفيما يلي قصة توضح مدى اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بالاستماع في مسألة الشورى:
- حزن النبي صلى الله عليه وسلم لعدم تنفيذ المسلمين لأمر التحلل من الإحرام أثناء صلح الحديبية.
- رأى أنهم واهمين في شوقهم لبيت الله الحرام، بعد أن رفض أهل مكة دخولهم.
- اقترحت عليه أم سلمة أن يتحلل هو أولاً.
- استمع الرسول لهذه النصيحة وابتدأ تنفيذها.
- وكان لهذا الفعل أثر قوي على طاعة الصحابة له.
- ويبرز ذلك أهمية قيمة الشورى والاستماع للنصائح.
نصيحة النبي للمسلمين بشأن الاستماع
وجه الرسول المسلمين بأهمية الاستماع لما يأمر به الله سبحانه وتعالى:
- حث النبي المسلمين على الاستماع لما يأمر به الله، فهو الأولى بعقولهم وقلوبهم.
- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “إذا سمعت الله يقول: يا أيها الذين آمنوا، فاستمع لقوله، فإنه خير يؤمر به، أو شر ينهى عنه”.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس إصغاءً، حيث كانت كلماته قليلة مقارنة بما يستمع إليه.
- لم يكن ليقاطع أحدًا أثناء حديثه، بل كان ينتظر حتى يفرغ المتحدث.
- أظهر الرسول أهمية الاستماع بين الأزواج، حيث كان يستمع لزوجاته في مختلف الأمور الحياتية والدينية، وكان لديه نقاشات مع عائشة رضي الله عنها.
- يمكن القول إن النبي الكريم قد أوصى بثقافة الاستماع بين المسلمين.
استماع النبي في أمور الدنيا
توجد العديد من القصص التي توضح انفتاح عقل النبي صلى الله عليه وسلم ورحابة صدره، ومن بينها قصة النخيل:
- كان النبي قد نصح المسلمين بزراعة النخيل بطريقة لم تحقق النجاح.
- استشار بعض الخبراء في الزراعة حول طريقة زراعة النخيل لتحقيق الإنتاج.
- رد النبي بعد أن استمع إلى آرائهم: “أنتم أعلم بشؤون دنياكم”.
- وتدل هذه الإجابة على حكمته وفتحه المجال للمتخصصين في أمور الدنيا.
أسس الاستماع في الإسلام
بناءً على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، هناك أسس ينبغي على المسلم تطبيقها ليحسن استماعه للآخرين:
- يجب أن يكون الاستماع جزءًا من أخلاق المسلم، إذ ينبغي أن ينصت للناس دون مقاطعة.
- أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بتصرف مهذب أثناء الاستماع، مثل النظر إلى المتحدث والابتسامة.
- لا حرج في طلب إعادة الكلام من المتحدث إذا شعرت بالتشتت أو كان يشعر بالارتباك، مما يدل على الحكمة وحسن الخلق.
- نهى الرسول عن إصدار الأحكام على المتحدث قبل أن يفرغ من حديثه.
آيات قرآنية حول حسن الاستماع
لم يكن حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الهوى، بل كان وحيًا من عند الله سبحانه وتعالى. ومن الآيات التي تشير إلى أهمية حسن الاستماع:
- قال الله تعالى: “وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا”.
- وقال سبحانه: “وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا”.
- وذكر أيضًا: “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”.
- وبشر الله عباده الصالحين الذين يحسنون الاستماع والعمل، حيث قال: “فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ”.