آثار مضادات الاكتئاب السلبية على صحة الكبد والكلى

تعتبر مضادات الاكتئاب من العلاجات الأساسية في مواجهة الاكتئاب الذي أصبح شائعًا في عصرنا الحديث، حيث يؤثر بشكل ملحوظ على كافة الفئات العمرية. ولكن يبقى التساؤل قائمًا حول الأضرار المحتملة لمضادات الاكتئاب على الكبد والكلى، وهو ما سنوضحه في هذا المقال.

الاكتئاب

  • الاكتئاب هو حالة نفسية معروفة باللغة الإنجليزية بـ Depression، وهو اضطراب نفسي يُعَدّ من الحالات الشائعة والخطيرة، حيث يؤثر سلبًا على مشاعر وأفكار وسلوكيات المصابين به.
  • يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب من مشاعر حزن عميق وفقدان كبير للمتعة في الأنشطة التي كانت تُسعدهم في السابق.
  • يساهم الاكتئاب في تقليل قدرة الفرد على أداء مهامه اليومية، ويتميز بتباين أعراضه بشكل كبير بين الأفراد، حيث قد تكون هذه الأعراض بسيطة لدى البعض، بينما تتسم بالشدة لدى آخرين.
  • من الأعراض الشائعة للاكتئاب: تغيرات كبيرة في الشهية، مما يؤدي إلى فقدان الوزن أو زيادته بشكل ملحوظ، فضلًا عن اضطرابات النوم وفقدان الطاقة وصعوبة التركيز.
  • ومن بين الأعراض الأكثر خطورة، يأتي التفكير الدائم في الموت أو الانتحار، حيث ينبغي أن يستمر هذا العرض لمدة أسبوعين لكي يُعتبر شخصًا مصابًا بالاكتئاب.

مضادات الاكتئاب

  • تُعرف مضادات الاكتئاب باللغة الإنجليزية بـ Antidepressants، وهي أدوية تهدف إلى تخفيف أعراض الاكتئاب أو اضطرابات القلق.
  • تُساعد هذه الأدوية في تصحيح الاختلالات الكيميائية التي تؤثر على الناقلات العصبية في الدماغ، المسؤولة عن التغيرات المزاجية والسلوكية.
  • مع أن لمضادات الاكتئاب فوائد عديدة في معالجة الاكتئاب، فإنه يجب أن نعي وجود آثار سلبية تؤثر على عدة أعضاء حيوية في الجسم، خاصة الكبد والكلى.
  • ستكون النقاط التالية مخصصة لتفاصيل الآثار السلبية لمضادات الاكتئاب على الكبد والكلى، بالإضافة إلى توضيح باقي الأضرار المحتملة الناجمة عن تناولها بدون إشراف طبي.

أضرار مضادات الاكتئاب على الكبد والكلى

  • تؤثر مضادات الاكتئاب على العديد من الأعضاء في الجسم، ويمثل الكبد والكلى أهم الأعضاء التي تساعد الجسم في المحافظة على توازن صحي.
  • أثبتت العديد من الدراسات العلمية أن استخدام مضادات الاكتئاب يمكن أن تتسبب في أضرار للكبد والكلى، مما يعرقل وظائفهما الأساسية.
  • سنقوم في الفقرات القادمة بمناقشة أضرار مضادات الاكتئاب على الكبد والكلى بشكل مفصل، مع الإشارة إلى بقية المخاطر التي يمكن أن تنتج عن تناول هذه الأدوية دون إشراف طبي مختص.

أضرار مضادات الاكتئاب على الكبد

  • ينبغي على كل شخص إجراء فحص شامل لوظائف الكبد قبل بدء استخدام مضادات الاكتئاب، حيث أنه يمكن أن تترتب على استخدامها بعض الأضرار.
  • أظهرت العديد من الأبحاث أن مضادات الاكتئاب قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد، ومع ذلك، هذا الارتفاع يكون غالبًا مؤقتًا، ويعود لوضعه الطبيعي بعد التوقف عن العلاج.
  • يمكن أن تترك مضادات الاكتئاب آثارًا على مستوى الدم بسبب التفاعلات السلبية التي تحدث، مما ينتج عنه تغييرات في تركيبة الدم.
  • لذلك، يُنصح الأطباء بإجراء تحاليل دم دورية للمرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب، مع تحديد فترات لا تتجاوز الثلاثة إلى أربعة أسابيع بين كل فحص.

أضرار مضادات الاكتئاب على الكلى

  • يمكن أن تؤثر بعض مضادات الاكتئاب بشكل كبير على وظائف الكلى، حيث قد تشمل تأثيراتها الجانبية احتباس البول.
  • هذا الاحتباس يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مختلفة في الكلى، مثل تكوين الحصوات أو ترسب الأملاح في الجسم.
  • لذا، يتعين على المرضى الذين يخططون لاستخدام مضادات الاكتئاب إجراء فحوصات شامل لوظائف الكلى للاطمئنان على صحتهم وتفادي المضاعفات المحتملة.
  • بشكل عام، يكون تأثير مضادات الاكتئاب على الكلى ضعيفاً ولكن يتوجب معرفة الأنواع المسببة لاحتباس البول لتفادي استخدامها.
  • سنقوم بتوضيح المجموعات المختلفة من مضادات الاكتئاب والأعراض الجانبية المرتبطة بها لمساعدتكم في معرفة الخيارات المثلى للعلاج.

أضرار مضادات الاكتئاب العامة

  • تتضمن مضادات الاكتئاب مجموعة متنوعة من الأدوية التي تختلف في كيفية عملها داخل الجسم، مما يسبب اختلاف الأعراض الجانبية الناتجة عنها.
  • كل نوع من مضادات الاكتئاب يحمل نتائج سلبية مختلفة على صحة الأعضاء، وسنستعرض أدناه بعض أنواع مضادات الاكتئاب والأعراض الجانبية المرتبطة بها.

1- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية

  • تُعتبر هذه الفئة من الأدوية الأكثر شيوعًا في معالجة الاكتئاب، حيث تزيد من مستويات السيروتونين في الدماغ.
  • على الرغم من عدم تأثيرها على مستوى النورإيبنفرين، إلا أن لها بعض الآثار الجانبية مثل الصداع الشديد، والغثيان، والاضطرابات النائمة، والدوخة، والإسهال.
  • قد يشعر بعض المرضى بالتعب العام والقلق، بالإضافة إلى اضطرابات المعدة وجفاف الفم المتكرر.

2- مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإيبنفرين

  • تتميز هذه المجموعة بتسببها في عدة مشاكل على مستوى الدماغ، حيث تعوق امتصاص الناقلات العصبية.
  • تشمل الأعراض الجانبية الشائعة الصداع المستمر، الغثيان، الأرق، الدوخة، فقدان الشهية، جفاف الفم، والإمساك المتكرر.

3- مثبطات أكسيداز أحادي الأمين

  • ترتبط هذه المجموعة بأساليب معالجة الاكتئاب القديمة والتي أصبحت أقل شيوعًا، بسبب الآثار الجانبية العديدة التي قد تنجم عنها.
  • تعمل على منع الجسم من هدم الناقلات العصبية مثل السيروتونين والنورإيبنفرين والدوبامين، مما قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل انخفاض ضغط الدم والشعور بالغثيان والصداع المستمر.
  • قد تسبب أيضًا زيادة الوزن، آلام المعدة، الإسهال، وسيلان الأنف ومشاكل جنسية عند الذكور.

4- مضادات السيروتونين ومثبطات امتصاص السيروتونين

  • تتميز هذه المجموعة عن غيرها من المجموعات بأنها تُعرف بمضادات الاكتئاب غير النمطية، ورغم اختلاف آلية عملها، إلا أنها تساهم في زيادة السيروتونين.
  • يترتب على استخدامها بعض الأعراض الجانبية مثل النعاس المستمر، جفاف الفم، الصداع، والدوخة، بالإضافة إلى مشاكل في وضوح الرؤية وضغط الدم المنخفض.

5- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات

  • هذه المجموعة من الأدوية قد تم استخدامها لفترات طويلة لمعالجة الاكتئاب، وما زالت تظل مفضلة في بعض الحالات، وتعمل على زيادة السيروتونين مثل مجموعات أخرى.
  • لكنها تُظهر آثارًا جانبية أكثر شدة، تساعد على تعزيز خطر حدوثها، مثل عدم وضوح الرؤية، ارتفاع ضغط العين، احتباس البول، وتغير في معدل نبض القلب.
  • ينبغي استخدام هذه الأدوية بحذر، وتفضل غالبًا لتكون مكملة لعلاجات أخرى للحد من آثارها السلبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top