القرآن الكريم هو الكتاب الذي أنزله الله عز وجل على نبيه ليكون مرجعًا للمسلمين، وفيه ما يكفي من الأجوبة التي يبحث عنها الإنسان في حياته، حيث يقول الله تعالى: “ما فرطنا في الكتاب من شيء”.
آيات قرآنية تتناول الصبر والتفاؤل
يتضمن القرآن الكريم العديد من الآيات التي تبرز أهمية الصبر والتفاؤل، مما يسهم في تحقيق الطمأنينة في نفوس المؤمنين، ومن ضمن هذه الآيات:
- في سورة البقرة الآية 177: “وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقوا ۖ وَأولَٰئِكَ هم الْمتَّقونَ”.
- أما الآية 66 من سورة الأنفال فتقول: “الْآنَ خَفَّفَ اللَّه عَنكمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكمْ ضَعْفًا، فَإِن يَكن مِّنكم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكن مِّنكمْ أَلْفٌ يَغْلِبوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّه مَعَ الصَّابِرِين”.
- أيضًا قال تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنوا اتَّقوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْض اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ”، الآية 10 من سورة الزمر.
آيات قرآنية حول الصبر
يُعتبر الصبر من الصفات الأساسية التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان، حيث لا يمكن للمرء أن يتجاوز معظم المصاعب والتحديات دون الصبر. ومن الآيات التي تتحدث عن الصبر:
- في سورة العصر قال الله تعالى: “وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر”.
- كذلك قال تعالى: “وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يوقِنُونَ” (السجدة 24).
- في سورة آل عمران قال تعالى: “وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ” (186).
- كما ورد: “وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّه غَفُورٌ رَّحِيمٌ” (25 النساء).
- وذكر الله أيضًا: “إِنَّه مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ” (90 يوسف).
- وفي سورة البقرة: “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” (155).
- أيضاً قال تعالى: “وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّه يُحِبُّ الصَّابِرِينَ” (146 آل عمران).
- قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (153 البقرة).
- أيضًا: “الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ” (17 آل عمران).
- وكذلك: “وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرَّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا” (120 آل عمران).
- في سورة آل عمران قال تعالى: “بَلَىٰ إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمِدِّدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ” (125).
آيات قرآنية تتناول التفاؤل
يعتبر التفاؤل من الصفات الهامة التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان، حيث يسهم في توفير جو من الراحة النفسية. ومن الآيات التي تعبر عن التفاؤل:
- قال تعالى: “واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ۖ وسبح بحمد ربك حين تقوم” (سورة الطور).
- ورد أيضًا: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ۚ إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين” (سورة غافر).
- قال تعالى: “وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون” (سورة البقرة).
- أيضًا: “ولقد نعلم أن صدرك يضيق بما يقولون* فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين” (سورة الحجر).
- قال الله: “إن ينصركم الله فلا غالب لكم ۖ وإن يخذلكم فإن من ذا الذي ينصركم من بعده، وعلى الله فليتوكل المؤمنون” (سورة آل عمران).
- وأكد تعالى: “إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين”.
التوازن بين التفاؤل والصبر في القرآن الكريم
إن القرآن الكريم يحتوي على دعوات قوية للصبر على التحديات والتفاؤل بما تكفل الله به من نعيم، ومن الآيات الداعية لذلك:
- في سورة الأنبياء، قال: “وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۖ وَكذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ”.
- قال تعالى: “لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحًا قريبًا”.
- كما قال تعالى: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعًا، إنه هو الغفور الرحيم”.
- وفي الآية: “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا، وعلى الله فليتوكل المؤمنون”.
- قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون”.
يمكنكم التعرف على:
آيات قرآنية تتعلق بالأمل
في سياق مناقشة آيات الصبر والتفاؤل، يجب علينا أن ندرك أن الأمل جزء جوهري من التفاؤل. ويحث الله على الأمل، مما يمكن الإنسان من التغلب على المشكلات. ومن الآيات التي تشير لذلك:
- قال تعالى: “وألف بين قلوبهم، لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم، ولكن الله ألف بينهم، إنه عزيز حكيم”.
- في قوله: “قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير” (سورة آل عمران).
- كما قال تعالى: “وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين، فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه، إنهم كانوا يسارعون في الخيرات، ويدعوننا رغبا ورهبا، وكانوا لنا خاشعين”.
- قال الله: “قل كذالك قال ربك هو علي هين، ولنجعله آية للناس ورحمة منا، وكان أمرًا مقضيًا”.
- قال: “إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار، إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله هي العليا، والله عزيز حكيم”.
آيات قرآنية عن الأمل مكتوبة
- قال الله: “ولسوف يعطيك ربك فترضى” (سورة الضحى).
- قال: “فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة، فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين”.
- أيضًا: “وما بكم من نعمة فمن الله، ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون”.
- قال: “فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا”.
- كما ذُكر: “وجاءوا على قميصه بدم كذب، قال بل سولت لكم أنفسكم أمرًا، فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون”.
- أيضًا: “لأي يوم أجلت، ليوم الفصل، وما أدراك ما يوم الفصل”.
- قال: “إن يوم الفصل كان ميقاتًا”.
- بالإضافة إلى: “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله”.
- كما ذكرت: “أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون”.
- وواصل الله: “مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون”.
- وأيضًا: “ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”.
آيات قرآنية حول الفرج
في سياق النقاش عن آيات الصبر والتفاؤل، يجدر الإشارة إلى أن الفرج يأتي من الله تعالى، وينتظر الفرج يتطلب التفاؤل والصبر، ومن الآيات التي تناولت الفرج:
- قال تعالى: “ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين”.
- قال: “وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم”.
- قال: “هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانًا مع إيمانهم”.
- وثمرة الأمل: “إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها”.
- وآية أخرى: “لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا”.
- أيضًا قال: “فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون، نخشى أن تصيبنا دائرة، فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين”.
- قال: “يمنون عليك أن أسلموا، قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين”.
أحاديث نبوية تتعلق بالصبر
- الصبر يُعتبر من الفضائل الغالية التي تتمتع بها النفس البشرية، وهو من القيم الأساسية التي يدعو إليها الإسلام ويعززها في نفوس المؤمنين.
- يتجسد الصبر في القدرة على تحمل الشدائد والمحن بروح من الثبات والقوة، دون الاستسلام أو الشكوى، كما يتضمن المثابرة والسعي المستمر لتحقيق الأهداف على الرغم من الصعوبات.
وفيما يلي بعض الأحاديث النبوية التي تتحدث عن الصبر:
- قال النبي عليه الصلاة والسلام: “رَجَعْنَا مِنَ العَامِ المُقْبِلِ فَما اجْتَمَع مِنَّا اثْنَانِ عَلَى الشَّجَرَةِ الَّتِي بَايَعْنَا تَحْتَهَا، كَانَتْ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ، فَسَأَلْتُ نَافِعًا: عَلَى أيِّ شَيْءٍ بَايَعَهُمْ، عَلَى المَوْتِ؟ قالَ: لَا، بَلْ بَايَعَهُمْ عَلَى الصَّبْرِ.”
- قال النبي: “إذا أحبَّ اللهُ قومًا ابتلاهم، فمَن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع.”
- قال النبي: “مَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْه الله، وما أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأوسعَ من الصبر.”
- قال: “واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا.”
- قال النبي: “عَجَبًا لأَمْرِ المؤمن، إنَّ أمره كُلَّهُ خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكانَ خَيْرًا له.”
- قال النبي: “مَن صَبَرَ على لَأْوَائِهَا، كُنْتُ له شَفِيعًا، أَو شَهِيدًا يَوْمَ القِيَامَةِ.”
آيات قرآنية تدل على فضل الصبر
هناك العديد من الآيات القرآنية التي تتحدث عن فضل الصبر، ومنها:
- قال تعالى: “وَاصبِر فَإِنَّ اللَّـهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ” (سورة هود).
- كما ورد: “إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ” (سورة المؤمنون).
- وفي قوله: “قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي قَد مَنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ” (سورة يوسف).
آيات قرآنية تتعلق بأمر الأنبياء بالصبر
هناك آيات عديدة يأمر الله فيها أنبياءه بالصبر، ومن هذه الآيات:
- قال تعالى في سورة آل عمران: “بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ”.
- قال تعالى: “وَلَقَد كُذِّبَت رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَى أَتَاهُم نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ وَلَقَد جَاءَكَ مِن نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ”.
- في سورة هود: “تِلكَ مِن أَنباءِ الغَيبِ نُوحِيها إِلَيكَ ما كُنتَ تَعلَمُها أَنتَ وَلا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هـذا فَاصبِر إِنَّ العَاقِبَةَ لِلمُتَّقِينَ”.