تعتبر آيا صوفيا من المعالم التاريخية البارزة، وتُعتبر رمزاً يثير جدلاً كبيرًا في الفترة الأخيرة. فقد كانت آيا صوفيا كنيسة تُعنى بالديانة المسيحية عند نشأتها، ولكنها تحولت لاحقًا إلى مسجد خلال حكم الدولة العثمانية في مدينة القسطنطينية.
تحدد الأحداث التاريخية مسيرة آيا صوفيا حتى وصولها إلى هذه المرحلة، ويعزى ذلك إلى القائد العثماني محمد الفاتح، لذا دعونا نستعرض في السطور التالية تاريخ آيا صوفيا والعلاقة به مع محمد الفاتح.
آيا صوفيا ومحمد الفاتح
- تتجلى العلاقة بين هذا المسجد والسلطان العثماني محمد الفاتح من خلال عملية فتحه، إذ يُعتبر الفاتح من قام بتسهيل عملية الفتح، مما يعطيه الحق في ملكية المباني الموجودة في المدينة.
- أثبت محمد الفاتح ملكيته للمسجد من خلال الوثائق التي كتبها، والتي تُظهر أنه قد اشترى الكاتدرائية الرومانية، مما أدى إلى تحويلها إلى مسجد بعد رفع الأذان لأول مرة في عام 1453م.
- تاريخ هذه الأحداث مسجّل من قبل العديد من المؤرخين البارزين مثل طورسون بك وعشق باشا، الذين وثقوا جميع التحركات المتعلقة بفتح القسطنطينية.
تصرفات محمد الفاتح في آيا صوفيا
- عند فتح القسطنطينية، كان هناك عدد كبير من المسلمين الذين عاشوا في المدينة، ووسط مخاوف من العنف، عمل محمد الفاتح على تهدئة القلوب ومنح الأمان للسكان بالعودة إلى منازلهم.
- أراد محمد الفاتح أن يُحوّل أقدم مبنى في المدينة إلى مسجد كبير يُرفع فيه الأذان، فاتجه إلى مدخل الكنيسة وأمر بإذاعة الأذان لأداء صلاة العصر للمرة الأولى داخل مسجد آيا صوفيا.
رؤية المؤرخين الغربيين حول دخول محمد الفاتح إلى آيا صوفيا
- أوضح العديد من المؤرخين الحقائق حول السيطرة العثمانية على المسجد وتعاملهم مع المسيحيين بشكل عام.
- أشاروا إلى أن دخول العثمانيين كان دموياً، حيث قُتل العديد من المسيحيين في هذه الفترة، وقدّروا عدد القتلى بحوالي ثلاثين ألف مواطن، وفقاً لتقديرات المؤرخ ما نسييل.
وجهات نظر أخرى حول فتح القسطنطينية
- من جهة أخرى، علق المؤرخ ديفيد على دخول القسطنطينية واعتبره حدثًا حضاريًا وسلميًا.
- غير أن هناك آراء تقول إن عدد القتلى كان أقل بكثير، حيث أشير إلى وجود حوالي خمسين ألف أسير، بينما قُتل أربعة آلاف شخص فقط.
الوقائع الفعلية عند فتح القسطنطينية
- تشير الشهادات إلى أن السلطان محمد الفاتح لم يأمر المسلمين بالتخريب أو نهب ممتلكات المسيحيين، بل اتخذ تلك الإجراءات فقط للتعامل مع بعض الفوضى في البداية.
- بعد أن تأكد من أمن المدينة، توجه إلى آيا صوفيا وأمر بإيقاف أعمال الشغب والدعوة لرفع الأذان.
- ثم أتم الصلاة مع المسلمين، وتحديدًا صلاة العصر، ليُثبِت حقائق التاريخ حول ملكية محمد الفاتح للمسجد وعدم تعرض الجنود للنهب أو السلب.
سبب شراء محمد الفاتح لآيا صوفيا
- أحدث قرار رئيس تركيا رجب طيب أردوغان بتحويل آيا صوفيا مرة أخرى إلى مسجد بعد أن كانت متحفًا الكثير من الجدل، حيث انتقده العديد من المسيحيين.
- عرضت الحكومة التركية وثائق تُظهر أن محمد الفاتح سعى لشراء الكاتدرائية والأراضي المحيطة بها، وأن هذه العملية تمت بماله الخاص وليس من أموال الدولة.
- كان الفاتح ينوي إنشاء منطقة مؤهلة تستقبل المسلمين، لذلك عمل على بناء عدة منشآت إسلامية حول المسجد.
- إضافة إلى ذلك، حرص على الحفاظ على بنية الكاتدرائية، حيث أمر بتغطية الزجاج الملون دون إزالته، حرصًا على مشاعر المسيحيين الذين عاشوا في المنطقة لفترة طويلة.
ما الذي حدث لآيا صوفيا في 2020
- في عام 2020، احتفلت إسطنبول بمرور خمسمائة وسبعة وستين عامًا على فتح القسطنطينية من قبل محمد الفاتح، وتمت الصلاة فيها تشبهًا بما قام به محمد الفاتح في السابق.
- أثناء الاحتفال، أُثيرت اعتراضات من اليونان التي وصفت هذا الأمر بالهمجية.
- ردت الحكومة التركية على هذه التصريحات بأنه لا يشغلهم ما قيل أثناء الصلاة، بل يسعون لإحياء التراث الديني.
- أعرب عدد من الباحثين عن أهمية الحفاظ على آيا صوفيا كمتحف بدلاً من تحويلها إلى مسجد، لتبقى شاهدة على التاريخ البيزنطي.
- هذه الأحداث حدثت بعد قرار المحكمة الإدارية بسحب صفة المتحف من آيا صوفيا، وإعادة تصنيفها كمسجد للصلاة.
- خلال حكم أردوغان، تم تحويل ثلاث كنائس بيزنطية أخرى إلى مساجد كذلك من خلال عدة قرارات بهذا الشأن.
الصلاة الأولى في آيا صوفيا
- في سعيه لإحياء التاريخ، دعا أردوغان العديد من الأشخاص من أنحاء العالم لحضور الصلاة في آيا صوفيا.
- أقيمت هذه الصلاة بعد تحويل المبنى لمسجد، حتى أن البابا فرانسيس حضر المناسات في الرابع والعشرين من يونيو الماضي.
التجهيزات لصلاة آيا صوفيا
- تم إعداد المسجد لاستقبال المصلين بصورة تليق بأهميته التاريخية، مع فرش العديد من السجاد بلون فيروزي.
- احتُرِمت قواعد السلامة العامة، حيث كان المكان مفتوحًا لتجنب انتشار فيروس كورونا، مع سعة استيعابية تصل إلى ألف مصلي، وهو أمر جيد جداً للمسلمين في تركيا.