تُعَد آية قرآنية تتعلق بشكر الله من أهم الآيات الدالة على أهمية شكر الله تعالى، والتي تستهدف كل من حصل على ما يبتغيه من الله عز وجل، وما كان يدعوه به في صلواته، إذ تُعزز هذه الآية شعور القرب بين العبد وربه.
تعمل هذه الآية على تحفيز الإنسان لإدراك حب الله له واستجابته لدعواته. سنتناول في سطور هذا المقال تفاصيل هذه الآية ووسائل شكر الله بالشكل المناسب.
آية قرآنية تدل على شكر الله
يعتبر شكر الله من أسمى العبادات التي جاء بها الدين الإسلامي، ووصى بها الله تعالى جميع المؤمنين، إذ إن الشكر من سمات الأنبياء. نعرض فيما يلي بعض آيات الشكر:
- “وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ.”
- تشير هذه الآية إلى النعم الوفيرة التي يمنحها الله تعالى للإنسان.
- ولكثرتها، يصعب على الفرد حصرها.
- يتوجب على الإنسان احترام هذه النعم.
- وذلك من خلال استخدامها بالشكل الصحيح كما أمره الله.
- يمكن أيضًا التعبير عن الشكر من خلال الثناء على الله وطلب بقاء النعم لضمان استمرارها في حياته.
- ”قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ.”
- تعلّمنا هذه الآية أن من يشكر الله، إنما يشكر نفسه بالأساس، حيث أن الله غني عن الشكر.
- كما أن من ينكر نعم الله المتعددة يكون الجاني على نفسه، إذ يجلب لنفسه أذىً كبيرًا.
- ”كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ.”
- توضح هذه الآية أن جزاء من شكر الله كان إنقاذهم من عذابٍ عظيم، مما يبرز أهمية الشكر في حياتنا.
- ”رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاه وَأَصْلِحْ لِي فِي ذرِّيَّتِي إِنِّي تَبْتُ إِلَيْكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.”
- تمثل هذه الآية واحدة من أروع آيات شكر الله، حيث تحتوي على دعاءُ واضحٍ لله لتحقيق أعمال صالحة ونعمة في الأبناء.
كيف أشكر الله على استجابة الدعاء؟
كثيرًا ما ندعو الله لأمر نرغب في حدوثه، ولكننا في بعض الأحيان لا نعرف كيف نشكره عند استجابته لنا، لذا نستعرض النقاط التالية:
- ذكرت الإمام ابن القيم بأن الشكر لله لا يتطلب طقوس محددة.
- يكفي أن نشكره من القلب، ويمكن التعبير عن ذلك أيضًا باللسان.
- كما يُعتبر الاعتراف بفضله من أسمى صور الشكر.
- وأشار السعدي في تفسيره للقرآن الكريم إلى أن الشكر لله يتجلى في اعتراف قلب المؤمن بنعم الله عليه.
- العبد المؤمن يعتبر شكر الله جزءًا من استخدام نعمه في الأعمال الصالحة، مع الابتعاد عن المعاصي.
كيف يتم شكر الله بالقلب؟
بعد معرفتنا بآية شكر الله، نشير إلى كيفية شكره من القلب وفق ما قال الإمام ابن القيم، من خلال النقاط التالية:
- يتم شكر الله بجعل القلب خاضعًا لله.
- وذلك بالابتعاد عن الفرح بالأمور المعاصية والتركيز على الطاعات.
- وذلك بخفض المعاصي قدر المستطاع.
- يتوجب أيضًا تجنب الأحزان في القلب، إلا عند التسبب بمعصية.
- لأن حالة القلب تعتبر ركناً أساسياً في العبادة والطاعات.
- ينبغي أن يشعر القلب بالراحة عند القرب من الله، بينما يظهر الحزن عند الابتعاد عنه.
- يمكن تعزيز هذه الحالة من خلال التعليم الذاتي على الطاعة والشعور بالمكافأة الروحية.
- ويجب أن يُعاقب النفس يومياً على التقصير في العبادات وفقاً لما أمر به الله.
شكر الله باللسان
إلى جانب الشكر القلبي، هناك طريقة أخرى للشكر وهي عبر اللسان. نستعرض ما يلي:
- خلق العديد من العلماء مؤلفات حول هذا الموضوع، وبيّنوا أنه يتمثل في ثناء الله تعالى وعدم إنكار أي من نعمه.
- من الضروري أن يشكر المؤمن الله على جميع النعم.
- لأن ذلك يعزز النعم ويدعو الله لزيادة الثروات.
- يتوجب على العبد أن يعترف بلسانه بفضل الله، وعدم نطق الاسم لأي شخص الآخر.
- ويستند القول إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا السياق.
- “هلْ تَدْرُونَ مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: أصْبَحَ مِن عِبَادِي مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ.”
- شكر الله باللسان يعد من الأمور الأساسية التي يجب أن يتبعها المؤمن.
- من الأحاديث التي تبرز هذا الأمر، نقول:
- “أعوذُ برضاك من سخَطِك، وأعوذُ بمعافاتك من عُقوبتِك.”
- كما أوصانا رسول الله بذكر هذا الكلام يوميًا.
- لأن من يقول: “اللهمَّ ما أصبح بي من نعمةٍ فمنك وحدك” أدّى شكراً لما قام به خلال اليوم.
شكر الله بالجوارح
الطريقة الأخيرة التي تناولها العلماء القدامى في الشكر هي شكر الله بالجوارح، وتتمثل في:
- شكر الله يكون من خلال طاعته والانقياد لتوجيهاته في كافة الأمور.
- ويشير القرآن إلى دور سيدنا داود كقدوةٍ للشاكرين، متمنين اقتفاء أثره.
- يُعتبر شكر الله أيضًا دليلاً على العمل بنية صادقة ونشر أعمال صالحة.