تُعد أضرار البلاستيك على صحة الإنسان من المسائل المهمة التي تحتاج إلى انتباه. فالملامسة المستمرة للمنتجات البلاستيكية، التي تشمل العديد من المواد الكيميائية الضارة، تعتبر أحد المسببات الرئيسية للأمراض. في حياتنا اليومية، قد نتعرض للعديد من العوامل التي تؤدي إلى مشاكل صحية، ومنها المواد البلاستيكية التي تُعتبر واحدة من أخطر هذه العوامل.
سنتناول في هذه المقالة تأثير البلاستيك على صحة الإنسان، ونستعرض دور صناعة البلاستيك في تلوث البيئة وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المختلفة.
التأثيرات الصحية الضارة للبلاستيك
هناك مجموعة متنوعة من التأثيرات الصحية السلبية الناتجة عن استخدام البلاستيك، حيث يمكن أن تؤدي المواد الكيميائية المكونة له إلى حدوث عدداً من الأمراض الخطيرة. ومن أبرز هذه الأمراض:
اضطرابات الغدد الصماء
تسبب التعرض الطويل للمواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك، مثل ثنائي الفينول أ (BPA) والألدهيدات والأنتيمون، بظهور مشاكل في الغدد الصماء. تنتمي هذه المواد إلى قائمة المواد الهرمونية التي تثير القلق، بسبب قدرتها على التأثير سلبًا على وظائف الغدد الصماء.
تؤدي الغدد الصماء دورًا أساسيًا في إفراز الهرمونات المسؤولة عن تنظيم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، مثل النمو، والتطور الجنسي، والأداء العصبي، والتوازن الهرموني. وبالتالي، فإن التعرض المفرط لهذه المواد الكيميائية يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الإنسان.
من المشاكل الصحية المحتملة الناتجة عن تأثير المواد الكيميائية في البلاستيك على الغدد الصماء ما يلي:
- اضطرابات هرمونية: تؤدي هذه المواد إلى عدم انتظام إفراز الهرمونات، مما يؤثر سلبًا على وظائف الجسم.
- تأثيرات على تطور الأعضاء التناسلية: يمكن أن تؤثر المواد الكيميائية على نمو الأعضاء التناسلية، مما يُسبب مشاكل في الخصوبة.
- اضطرابات في النمو: تشكل هذه المواد خطرًا خاصًا على الأطفال والمراهقين، حيث تتسبب في مشاكل في النمو.
لتفادي مشاكل الغدد الصماء الناتجة عن التعرض للمواد الضارة في البلاستيك، من المهم تجنب استخدام المنتجات المحتوية على هذه المواد وتفادي تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة يمكن أن تؤدي إلى إطلاقها. يفضل أيضًا استخدام بدائل غير بلاستيكية عند الإمكان.
مخاطر السرطان
تشير العديد من الدراسات إلى أن التعرض المستمر للمواد الكيميائية في البلاستيك يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، على الرغم من أن البحث مستمر لتحديد العلاقة الدقيقة بينهما وتأثيرات الصحة العامة.
تشمل المواد الكيميائية المثيرة للقلق في البلاستيك، تلك التي تُستخدم لتعزيز مرونته أو متانته، مثل ثنائي الفينول أ (BPA) والفثالات ومركبات البولي كلوريد الفينيل (PVC). قد تؤدي هذه المواد إلى اضطرابات في النظام الهرموني، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان مثل سرطان الثدي وسرطان البروستاتا.
المدة وكمية التعرض تلعبان دوراً حيوياً في تحديد درجة الخطر؛ حيث أن التعرض المطول للمواد الكيميائية يعتبر الأكثر خطورة. أظهرت بعض الأبحاث أن الفئات التي تعرضت لكميات كبيرة من هذه المواد على المدى الطويل سجلت زيادة في معدلات الإصابة ببعض أنواع السرطان.
للوقاية من مخاطر الإصابة بالسرطان الناتجة عن البلاستيك، يُوصى باتباع الخطوات التالية:
- تجنب استخدام البلاستيك في المنتجات اليومية بقدر الإمكان واستبدالها بخيارات غير بلاستيكية.
- تفادي تسخين الطعام أو المشروبات في أوعية بلاستيكية باستخدام الميكروويف أو الغلايات، حيث أن التسخين قد يسبب إطلاق المواد الكيميائية الضارة.
- ابحث عن المنتجات البلاستيكية المعروفة بأنها خالية من BPA والفثالات ومواد PVC.
- تخلص من المنتجات البلاستيكية المتضررة أو المتآكلة، حيث أن هذه المواد تكون أكثر عرضة لإطلاق المواد الكيميائية.