تعتبر أدوية تجلط الدم أثناء الحمل مسألة مهمة، حيث يؤدي حدوث تجلطات دم عند المرأة الحامل إلى مجموعة من المضاعفات الخطيرة. في هذا المقال، سنستعرض معًا تأثير هذه الحالة وسبل علاجها والوقاية منها.
تجلط الدم خلال فترة الحمل
- الدم له وظائف حيوية عديدة داخل جسم الإنسان، بما في ذلك دوره في التنقل المستمر داخل الجسم أثناء الحياة.
- عند التعرض لإصابة أو جرح، يستطيع الدم إيقاف النزيف من خلال تكوين جلطة، مما يؤدي إلى الحفاظ على سلامة الجسم.
- لكن أحيانًا، تحدث هذه الجلطات بدون حاجة الجسم إليها، مما يجعلها غير صحية.
- هذه الجلطات قد تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب.
- تكون النساء الحوامل أكثر عرضة لتشكيل الجلطات الدموية، حيث يحاول جسمهن حماية أنفسهن من النزيف المتوقع عند الولادة.
- يمكن تشكيل هذه الجلطات في مناطق معينة مثل أوردة الساقين أو الحوض.
- تشير الإحصائيات إلى أن نسبة حدوث جلطات الدم أثناء الحمل تتراوح بين 1 إلى 2 حالة لكل ألف امرأة حامل، وعادة ما تحدث معظم الحالات في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل أو خلال ستة أسابيع بعد الولادة.
أعراض تجلط الدم عند الحامل
تتفاوت علامات وأعراض الجلطات الدموية بحسب الموقع المتأثر. نستعرض أهم الأعراض كما يلي:
- في حالة وجود جلطة دموية في الساقين أو اليدين، يصاحبها انتفاخ في المنطقة المصابة، بالإضافة إلى ألم وسخونة، مع تغير لون الجلد إلى الأحمر.
- إذا كانت الجلطة في القلب، فقد تظهر أعراض مثل ضيق التنفس والدوخة، مع ألم وثقل في منطقة الصدر.
- أما الجلطات الدموية في المخ، فمن الممكن أن تشمل صداعًا شديدًا وصعوبة مفاجئة في الكلام أو الرؤية.
- تجلط الدم في الرئتين يُعرف بالانسداد الرئوي، ويكون مصحوبًا بضيق في التنفس، وألم في الصدر، وسرعة في ضربات القلب، وقد يترافق مع سعال دموي.
مخاطر تجلط الدم أثناء الحمل
- توجد مجموعة من العوامل التي قد ترفع من نسبة الإصابة بجلطات الدم، مثل تاريخ سابق للإصابة بهذه الجلطات.
- تشمل هذه العوامل أيضًا البدانة، التدخين، تقدم العمر خاصة بعد سن الخامسة والثلاثين، وقلة الحركة لفترات طويلة مثل السفر لمسافات طويلة، بالإضافة إلى الحمل بتوائم.
- هناك أيضًا استعدادات وراثية لتشكيل الجلطات، فضلاً عن الأمراض الأخرى التي قد تزيد من المخاطر، بما في ذلك الالتهابات أو حالات الولادة القيصرية.
المضاعفات المرتبطة بتجلط الدم عند الحامل
في بعض الحالات، قد تؤدي جلطات الدم لدى النساء الحوامل إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على سلامتهن أو على صحة الأجنة. سنستعرض بعضًا من هذه المضاعفات:
تجلط الدم في المشيمة
- المشيمة تتشكل في الرحم وتعمل على إيصال الأكسجين والمواد الغذائية للجنين عبر الحبل السري.
- في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي تجلط الدم في المشيمة إلى قطع إمداد الجنين بالعناصر الأساسية، مما يشكل تهديدًا لصحة الجنين.
التخثر الوريدي للأم
- تظهر الجلطات في الأوعية الدموية، وقد تحدث في مناطق متعددة من الجسم، وأكثرها شيوعًا هو تجلط الأوردة العميقة.
- تجلط الأوردة العميقة يشكل خطرًا على الأوردة الموجودة في الساق أو الفخذ أو الحوض.
- إذا انتقلت الجلطات إلى أعضاء حيوية كالرئتين، فقد تؤدي إلى انسداد رئوي، مما يؤثر سلبًا على عمل الرئتين والأنظمة الحيوية الأخرى بسبب نقص الأكسجين. هذه الحالة تحتاج إلى علاج فوري.
الإصابة بمقدمات الارتعاج
- تحدث مقدمات الارتعاج نتيجة لمجموعة من العوامل، منها ضعف تدفق الدم إلى الرحم ومشكلات مناعية أو تلف بالأوعية الدموية.
- تؤدي هذه الحالة إلى ارتفاع ضغط الدم وقد تؤثر على وظائف أعضاء أخرى مثل الكبد والكلى، وغالبًا ما تظهر بعد الأسبوع العشرين من الحمل.
- تصاحبها أعراض مثل صداع شديد، آلام بالبطن، غثيان وزيادة البروتين في البول.
مضاعفات إضافية لتجلط الدم
- إصابة الأم بالنوبة القلبية نتيجة لتجلط في القلب، مما يؤدي إلى نقص في تدفق الدم والأكسجين، مما قد يسبب تلفًا دائمًا لعضلة القلب أو حتى وفاة.
- الإجهاض الذي يشير إلى وفاة الجنين في الرحم قبل الأسبوع العشرين من الحمل، أو ولادة جنين ميت بعد ذلك.
- الولادة المبكرة، التي تحدث قبل الأسبوع السابع والثلاثين، وتقديم الجنين النمو الجيد في الرحم.
- قصور المشيمة، وهي الحالة التي لا تتمكن فيها المشيمة من أداء وظائفها بشكل طبيعي مما يؤدي إلى نقص الأكسجين والغذاء للجنين.
تجنب تجلط الدم أثناء الحمل
- هناك خطوات متعددة يمكن اتباعها لتقليل احتمالية حدوث جلطات الدم لدى النساء الحوامل، ومنها:
- الالتزام بتعليمات الطبيب، وممارسة الرياضة بانتظام مع زيادة المشي.
- الانتباه للعوامل التي قد تزيد من فرص الإصابة، ومراجعة التاريخ الصحي العائلي.
- رصد علامات وأعراض جلطات الدم، وزيارة الطبيب عند ملاحظتها.
- إخبار طبيبك بتاريخك الصحي السابق أو العائلي المرتبط بالجلطات.
أدوية معالجة تجلط الدم
- من ضمن الأدوية الشائعة: أسبرين، كيدايرين، ادبرين، الكا-زلتسر، أسبرين الأطفال، ديسبرين، جوسبرين، نوفاسين، ليوتون، كسارليتو، كومادين، جانتوفين.
- تشمل أيضًا الوارفرين، وأبيكسابان، إيليكويس، ودابيغاتران، براداكسا، حيث يتم تناولها مع الماء، بينما يُفضل تناول ريفاروكسابان مع الطعام.
تابعي أيضًا:
الوقاية من تجلط الدم للحامل
- التأكد من القيام بالتمارين والنشاطات اليومية كجزء من نمط الحياة، واستشارة الطبيب قبل البدء.
- إذا كانت تعانين من زيادة الوزن أو السمنة، يجب العمل على إنقاص الوزن وممارسة الرياضة.
- إذا كنت تتلقين تعليمات بالبقاء في السرير، يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية مضادة للتخثر.
- الحفاظ على ترطيب الجسم من خلال شرب الماء بكثرة، لكي لا يصبح الدم كثيفًا مما يعيق تدفقه.
- استخدام الجوارب الضاغطة لتحسين الدورة الدموية، مما يساعد في تقليل التورم.
- ينبغي ارتداء الجوارب الضاغطة خلال فترة الحمل لتقليل فرصة حدوث تجلطات الأوردة العميقة.
- وأخيرًا، يجب تجنب الجلوس لفترات طويلة، حيث ينبغي القيام بفترات استراحة، وزيارة الوقوف أو المشي كل ساعة.
ننصح بقراءة:
علاج تجلط الدم أثناء الحمل
تعتبر مضادات التخثر الأدوية التي يصفها الأطباء في حالات جلطات الدم غير المهددة للحياة عند النساء الحوامل:
- هذا النوع من الأدوية يعمل على تفكيك الجلطات الحالية وتقليل حدوث جلطات جديدة.
- يسمح باستخدام بعض الأدوية المضادة للتخثر خلال الحمل، بينما لا تعتبر جميعها آمنة.
- غالبًا ما تُعطى مضادات التخثر عن طريق الوريد، مع ميزة عدم تأثيرها على الجنين لأنها لا تمر عبر المشيمة.
- تُستخدم هذه الأدوية عادةً بجرعات وقائية وليس علاجية، مما يقلل من مخاطر المضاعفات مثل النزيف.
- الأسبرين قد يوصف في حالة وجود عوامل خطر محددة عند المرأة، ولكن ينبغي استخدامه فقط بعد الأسبوع الثاني والثلاثين.
- تحذر التوصيات من استخدامه في بداية الحمل بسبب خطر النزيف على الجنين. لذا يتطلب الأمر إجراء فحوصات دورية أثناء استخدامه.