تتعدد روائع شعر الحب التي كتبها نزار قباني، إذ يُعتبر قباني مدرسة شعرية فريدة من نوعها، وقد أضاف إسهامات شعرية قيمة حيث تنوعت مواضيعه وتجربته الشعرية.
روائع شعر الحب لنزار قباني
يُعد نزار قباني شاعرًا سوريًا بارزًا، حيث كانت أحداث حياته لها تأثير كبير على تشكيل موهبته الشعرية. ومن أروع قصائده التي تتناول موضوع الحب:
يا سيِّدتي
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخه
قبل أن ينقضي العام.
وأنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
بعد بداية هذا العام.
أنتِ امرأةٌ لا يُمكنني قياسك بالزمن.
أنتِ امرأةٌ.. أُعجبت بعبق الشعر.
ومن خيوط الأحلام.
أنتِ امرأةٌ..
عاشت في أحشائي قبل ملايين السنين.
يا سيِّدتي
يا من هي مصنوعة من القطن والسحاب.
يا أمطارًا ينبعث منها الياقوت..
يا أنهارًا من الموسيقى..
يا غابات متألقة من الرخام.
يا من تسيرين في مياه القلب كأسماكٍ عائمة..
وتسكنين في عينيّ كغيث من الحمام.
لن يتغير شيءٌ في حبي..
في مشاعري..
في أعماقي..
في إيماني..
فأنا سأظل على ديني الإسلامي.
قصيدة عشق لنزار قباني
تميز نزار قباني في صياغة مشاعر الحب بقلم شعري فريد، فيقول في قصيدة الحب المستحيل:
أحبك جدًا
وأعلم أن الطريق إلى المستحيل طويل
وأعلم أنكِ سيدتي النساء
ولا بديل لي سواكِ
وأعلم أن زمن الحنين قد ولّى
وماتت الأحاديث الجميلة
لكن لست النساء أجمل مما أقول..
أحبك جدًا..
أحبك جدًا وأرى أنني أعيش في منفى
وأنتِ أيضًا في منفى.. وبيننا
ريحٌ وبروقٌ وغيمٌ ورعدٌ وثلوجٌ ونار.
وأعرف أن الاقتراب من عينيك وهمٌ
وأعرف أن الوصول إليك انتحار.
وسأكون سعيدًا..
إذا مزقت نفسي لأجلكِ، أيتها الغالية.
ولو.. ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية.
يا من غزلتِ قميصك من ورقات الشجر.
يا من حميتك بالصبر من قطرات المطر.
أحبك جدًا وأعرف أنني أسافر في بحر عينيك بلا يقين
وأترك عقلي ورأيي وأركض.. أركضُ خلف جنوني.
أيا امرأةٌ تمسك القلب بين يديها.
سألتك بالله.. لا تتركيني.
لا تتركيني..
فما أكون أنا إذا لم تكوني.
أحبك جدًا.. وجدا وجدا وأنا أرفض أن أتوقف عن حبك.
وهل يستطيع المتيم بالحب أن يتوقف؟
وما يهمني إن خرجت من الحب حيًا
أو خرجت قتيلاً.
أشعار الحب الدائم لنزار قباني
لا يُمكن لأحد أن يكتب شعر الحب كما فعل نزار قباني، لذلك تم استحقاقه لقب شاعر الحب وشاعر المرأة. ومن أجمل ما كتب:
أُكرّر للمرّة الألف أنني أُحبّكِ..
كيف تريدينني أن أفسّر ما لا يُفسّر؟
وكيف تريدينني أقيس مساحة حزني؟
وحزني كطفل.. يزدادُ جمالًا ويكبر.
دعيني أقول بكل اللغات التي تعرفين والتي لا تعرفين..
أحبّك أنتِ..
دعيني أبحث عن مفرداتٍ بحجم حنيني إليكِ..
وعن كلمات تغطي مساحة نهديكِ..
بالماء، والعشب، والياسمين.
دعيني أفكر عنك..
وأشتاق إليكِ..
وأبكي وأضحك لكِ..
وأُلغي المسافة بين الخيال والواقع.
أشعار نزار قباني عن العشق والغرام
الكثير من الفنانين تغنوا بأشعار نزار قباني، على رأسهم كاظم الساهر. ومن أجمل القصائد التي غناها:
زيديني عشقًا..
زيديني يا أحلى نوبات جنوني.
يا سفر الخنجر في أنسجتي.
يا غلغلة السكين..
زيديني غرقًا يا سيدتي.
إن البحر يناديني.
زيديني موتًا..
عل الموت، إذا يقتلني، يحييني.
جسدك خارطتي.
ما عادت خارطة العالم تعنيني.
أنا أقدم عاصمة للحب.
وجرحي نقشٌ فرعوني.
وجعي يمتد كبقعة زيتٍ.
من بيروت إلى الصين.
أبيات حب جميلة لنزار قباني
حتى بعد مرور سنوات على رحيل نزار قباني، لا تزال أشعاره تُردد على ألسنة المحبين والعشاق في العالم العربي. ومن أجمل ما قال:
عامان.. مرا عليها، يا مقبلتي.
وعطرها لم يزل يجري على شفتي.
كأنها الآن.. لم تذهب حلاوتها.
ولا يزال شذاها ملء صومعتي.
إذا كان شعرك في كفي زوبعة
وكأن ثغرك أحطابي.. وموقدتي.
قولي، أأفرغت في ثغري الجحيم
وهل من الهوى أن تكوني أنتِ محرقتي.
لما تصالب ثغرانا بدافئة
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي.
تروي الحكايات أن الثغر معصية
حمراء.. إنك قد حببت معصيتي.
ويزعم الناس أن الثغر ملعبها
فما لها التهمت عظامي وأوردتي.
يا طيب قبلة الأولى.. يرف بها
شذا جبالي وغاباتي وأوديتي.
شعر غزل لنزار قباني
يُعرف نزار قباني بأنه شاعر غزل بارع، وقد عُرض لانتقاداتٍ قاسية بسبب صراحته، لكنه لم يتوقف عن قول مختلف أنماط الشعر:
لا تسألوني
ما اسمه حبيبي.
أخشى عليكم
ضوء الطيوب.
زق العبير إن حطمتموه.
غرقتم بعطرٍ سكيب.
والله لو بحت بأي حرفٍ
تكدس الليلك في الدروب.
لا تبحثوا عنه هنا بصدري
تركته يجري مع الغروب.
ترونه في ضحكة السواقي
في رفرفة الفراشة اللعوب.
في البحر، في تنفس المراعي
وفي غناء كلّ عندليب.
في أدمع الشتاء حين يبكي
وفي عطاء الديمة السخية.
لا تسألوا عن ثغره.. فهل
رأيتُم أناقة المغيّب؟
ومقلتاه شاطئٌ من صفاءٍ
وخصره يتراقص كالعصا.
محاسنٌ لا يُجمعها كتابٌ
ولا يُدعيها ريشة الأديب.
وصدره ونحره كفاكم
فلن أبوح باسم حبيبي.