تعتبر المعاملة في الإسلام تجسيدًا لقيم حسن الخلق وتعامل المسلم مع الآخرين. تستند هذه المعاملة إلى تعاليم دينية متعددة، وفي هذا المقال سنتناول الأخلاقيات التي يجب أن يتحلى بها المسلم عند التعامل مع الناس.
أخلاقيات التعامل في الإسلام
تنقسم أساليب التعامل مع الآخرين في الإسلام إلى النقاط التالية:
الصدق في التعامل
تعد هذه الصفة إحدى الصفات الجوهرية المرتبطة بأهل الخير، وتشمل ما يلي:
- يجب أن يتحلى الإنسان بالصدق مع الله ومع الآخرين.
- الصدق لا يقتصر على الأقوال، بل يجب أن ينعكس أيضًا في نوايا الإنسان في تعاملاته.
- الإنسان الصادق يعكس أعلى مراتب الأخلاق، وهي مرتبة الصديقين.
العفو عن الآخرين
يمثل العفو عاملًا مهمًا في تقوى الإنسان، وله آثار إيجابية عديدة، منها:
- يحصل الفرد على عزّة ورضا الله سبحانه وتعالى.
- يكتسب أيضًا محبة الله والناس من حوله.
التعاون من أجل البر
يتم التعاون بين الأفراد لتحقيق مصلحة مشتركة، وذلك بالشكل التالي:
- يجب أن يكون التعاون في سبيل إرضاء الله سبحانه وتعالى.
- يشمل ذلك إقامة حدود الله ورفع الظلم عن المظلومين ومساعدة المحتاجين.
الإيثار وعدم الأنانية
الإيثار يعني تفضيل الآخرين على النفس، ويتضح ذلك فيما يلي:
- الشخص الذي يتحلى بهذه الصفة يفضل احتياجات الآخرين على احتياجاته الشخصية.
تتضمن فوائد الإيثار ما يلي:
- يعمل على تقوية الروابط والمحبة بين أفراد المجتمع.
- يظهر درجات من الإيثار تتطلب تقديم رضا الله وعون الآخرين قبل النفس.
التكافل الاجتماعي
- تُعد هذه المبادئ أساسيات لابد من اتباعها عند التعامل مع الآخرين.
- تعاون الأفراد في تلبية احتياجات المجتمع يعد جزءًا جوهريًا من الأخلاق.
- يلزم أن يركز التكافل على الأعمال الخير وليس الشر.
الألفة في العلاقات
- يحث الدين الإسلامي على نشر الألفة والتعاون بين الناس.
- تشكل الألفة استقرارًا في العديد من جوانب المجتمع.
أهمية الأخلاق في الإسلام
تمثل الأخلاق صفات ذات أهمية كبيرة في الإسلام، منها:
- تشكل الأخلاق أركانًا أساسية تُثاب عليها النفس يوم القيامة.
- تساهم في تعزيز الخير والوحدة بين أفراد المجتمع.
- يقدّر الإسلام صاحب الأخلاق حتى لو كان جاهلاً، إن لم يكن يتحلى بحسن الخلق.
- تشكل الأخلاق دعامة أساسية للحياة الاجتماعية المثالية.
حسن المعاملة في القرآن
تحتوي آيات القرآن الكريم على تعليمات واضحة بشأن حسن التعامل مع الآخرين، ومنها:
- قال تعالى: “يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا لَا تَدْخلوا بيوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يؤْذَنَ لَكمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاه…” سورة الأحزاب.
- قال تعالى: “وَأَنفِقواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تلْقواْ بِأَيْدِيكمْ إِلَى التَّهْلكَةِ…” سورة البقرة.
- وقال تعالى: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبدونَ إِلَّا اللَّهَ…” سورة البقرة.
- قال تعالى: “يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا لَا تَأْكلوا الرِّبَا أَضْعَافًا مجَازَ…” سورة آل عمران.
- قال تعالى: “وَسَارِعوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكمْ…” سورة البقرة.
- قال تعالى: “الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ…” سورة البقرة.
- قال تعالى: “لَقَدْ جَاءَكمْ رَسولٌ مِنْ أَنْفُسِكمْ…” سورة التوبة.
فوائد الألفة في التعامل مع الآخرين
للألفة فوائد عديدة، نذكر منها:
- تعزز نشر الخير والمحبة في المجتمع.
- تشير إلى نقاء النوايا في النفس.
- تدل على خلو الشخص من صفات النفاق.
- ينبغي تدريب النفس على الألفة عبر إفشاء السلام وتقديم مبادرات إيجابية.
- استمرار الزيارات في المناسبات المختلفة للتفاعل الإيجابي مع الآخرين.
كيفية اكتساب قيمة اللين والألفة
معاشرة الناس
- تواصل مع الآخرين بروح الود والتسامح، وكن دائمًا مفتوحًا لوجهات نظرهم، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.”
إفشاء السلام
- ابدأ التعامل مع الآخرين بإفشاء السلام، فالابتسامة تعكس لين القلب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الناس أفشوا السلام، واطعموا الطعام…”.
الإصلاح بين المتخاصمين
- اعمل على تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين وساعد في حل النزاعات، ويقول الله تعالى: “فَاتَّقُواْ اللهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ”.
الاقتناع بما لديك
- تقبل ما لديك برضا، وتجنب الحسد أو الطمع بما يمتلكه الآخرون. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “وازهدْ فِيما في أيدِي الناسِ يُحبَّكَ الناسُ”.
زيارة الآخرين في مناسباتهم
- كن حاضرًا في مناسبات الآخرين، وتفاعل بإيجابية، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من عاد مريضاً أو زار أخاً له، ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك…”.
التهادي
- تعلم فن التهادي وكن مرنًا في تعاملك مع الآخرين، وتجنب التمسك بالرأي الخاص، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تهادوا تحابوا”.
التواضع
- اعترف بخطأك إذا ارتكبت أي خطأ، وتواضع في تعاملاتك مع الآخرين.