الابتعاد عن الله هو سبب رئيسي لكل ما يواجه الإنسان من مصاعب وضيق. إن ذكر الله تعالى يُعد بمثابة الحياة لقلوب المؤمنين، وهو سبب لتيسير الأزمات، وله فوائد لا حصر لها. ومن الطبيعي أن يمر المسلم بفترات من الفتور في عبادته، مما قد يؤدي به إلى شعور عميق بالحزن.
فضل ذكر الله
- إن ذكر الله تعالى وطاعته يجلب السعادة للإنسان ويعزز من استقراره النفسي وهدوئه.
- أيضًا، يُعتبر ذكر الله من المصادر الأساسية لشقاء الإنسان وعلاج آلامه، ويُستجاب من خلاله الدعاء.
- يجعل ذكر الله قلب المسلم حيًا، بينما يؤدي الابتعاد عنه إلى موت القلب، وهو من أعظم العبادات وأسهلها على من يحب ربه.
- يُعد ذكر الله من أهم أسباب الطمأنينة، كما ورد في قوله تعالى، (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِن قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقلُوبُ).
- تتعدد أنواع ذكر الله، فمنه ما يُمارس بالقلب، وما يُمارس باللسان، ويمتاز الجمع بينهما بأنه الأفضل.
- هناك أيضًا ذكر لصفات الله وأسمائه والثناء عليه، مثلما يقول العبد، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
- وكذلك هناك ذكر لصفات الله تعالى، مثل قوله: الله هو العليم الحكيم.
- وهناك ذكر لأوامر الله ونواهيه، مثل قوله: يأمر بكذا وينهى عن كذا.
- وأخيرًا، ذكر النعم التي لا تُحصى التي أنعم الله بها على العبد.
قم بزيارة المقالات التالية:
أسباب الابتعاد عن ذكر الله
توجد العديد من الأسباب التي قد تجعل الإنسان ينفر عن ذكر ربه سبحانه وتعالى، ومن هذه الأسباب:
الانغماس في شؤون الدنيا
- يتسبب الانغماس في الأمور الدنيوية والتفكير فيها بإفراط، بالإضافة إلى اتباع الشهوات، في الابتعاد عن ذكر الله.
قلة تنويع العبادات
- قد يُنظر للإسلام بصورة جزئية وكأنه يقتصر على عبادات معينة فقط، ولكن الحقيقة أن الإسلام دين شامل ويشتمل على عبادات متنوعة يمكن للعبد اختيارها.
- لذا، يجب على المسلم تنويع عباداته بين الصلاة والدعاء والذكر وتحسين الأخلاق وممارسة مختلف العبادات.
نسيان شكر نعم الله تعالى
- نسيان الإنسان لشكر النعم التي أنعم الله بها عليه يُعد أحد الأسباب الرئيسية للابتعاد عن ذكر الله، كما قال تعالى، (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
طول الأمل والتسويف
- من الأمور الأخرى التي تؤدي إلى الإعراض عن ذكر الله هو اعتقاد المسلم أنه سيعيش لفترة طويلة، مما يجعل قلبه يألف عدم الذكر وينتهي عمره دون أعمال صالحة.
أشكال الإعراض عن ذكر الله تعالى
- تتنوع أشكال الإعراض عن ذكر الله كما هو مذكور في الأحاديث النبوية.
- (ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه بينما كان جالسًا في المسجد مع الناس، جاء ثلاثة أشخاص، فتوجه اثنان إلى رسول الله بينما ذهب واحد. فلما اقتربوا منه، حياهم أحدهم ورأى مكانًا فارغًا فجلس فيه، بينما جلس الآخر خلفهم. أما الثالث فقد أدبر وترك. فقال رسول الله: ألا أخبركم عن هؤلاء الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، والثاني استحيا فاستحيا الله منه، أما الثالث فقد أعرض، فأعرض الله عنه) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- يُشير هذا الحديث إلى ثلاثة تصنيفات:
- الأول: الذي يعرض عن ذكر الله والأماكن التي تُذكر فيها الله.
- الثاني: الذي يبتعد قلبه عن الله، لكنه قد يحضر أماكن الذكر.
- الثالث: الذي ينصرف عن ذكر الله على كافة الأصعدة.
يمكنك الاطلاع على المزيد:
نتائج الإعراض عن ذكر الله عز وجل
للاستغناء عن ذكر الله آثار سلبية عديدة على الإنسان، نورد منها ما يلي:
- الإعراض عن ذكر الله يعد ظلمًا لنفسه وذلك بمنعها من اكتساب الأجر والثواب العظيم.
- كما أن الإعراض يضع غشاوة على قلب الإنسان، مما يمنعه من الفهم في أمور دينه.
- يفقد المعرض عن ذكر الله قدرة التفاعل مع الحقائق والمواعظ، ولا يستطيع فهمها.
- أيضًا، يتعرض الإنسان لغضب الله وانتقامه، كما يُشير القرآن الكريم، (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ).
- تتوالى على هؤلاء الأفراد المصائب والمحن، مما يؤدي إلى عذابهم.
- ومن النتائج أن الابتعاد عن ذكر الله يسفر عن حياة مليئة بالفقر والضيق، كما ورد في قوله تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) صدق الله العظيم.