أسباب تحريم النكاح في الدبر
- قام رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، بتوضيح جميع جوانب الزواج، بما في ذلك نكاح الدبر، وذلك استنادًا إلى قوله تعالى:
- (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
- يعتبر النكاح من الدبر من الأمور التي قد تلحق الأذى الكبير بالرجال على مدار حياتهم.
- حيث إن هذه المنطقة تُعتَبَر مكانا لخروج الفضلات، مما يعني أنها تحتوي على قدر كبير من الأذى والنجاسة.
- أيضًا، يؤدي الوطء من الدبر إلى حرمان الزوجة من الحصول على حقوقها الطبيعية والغريزية وإشباع رغبتها الجنسية.
- وذلك في إطار ما أحله الله من متعة مع الزوج.
- لذا فإن النكاح من الدبر يُعتبر محرمًا بشكل قاطع في الإسلام.
- من المهم أن نشير إلى أن الهدف الأساس من الزواج هو الاستمتاع بين الزوجين فيما أباحه الله لهم.
- فضلاً عن إنجاب ذرية صالحة، حيث إن النكاح من الدبر لا ينتج عنه إنجاب وإنما يؤدي إلى انقطاع النسل، وهذا يتعارض مع ما شرعه الله.
- كما يُعتبر هذا النوع من النكاح شكلاً غير لائق من أشكال الاستمتاع المحرمة، حيث يفرغ الرجل شهوته دون أن يدرك عواقب غضب الله عليه.
- ويستند تحريم ممارسة هذه الفاحشة إلى قوله تعالى:
- (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).
- بناءً على ذلك، فإن إتيان الزوجة يجب أن يكون في فرجها، ومنطقة الإنجاب فقط، وبالتالي فإن مجامعة الزوجة في أي مكان آخر تُعتبر حرماً.
يمكنك أيضًا الاطلاع على:
عقوبة النكاح في الدبر
بعد أن استعرضنا أسباب تحريمه، سنلقي نظرة على بعض الأحاديث النبوية التي تُشير إلى عقوبة النكاح من الدبر:
- إن مجامعة الزوجة في الدبر تتعارض مع الفطرة التي خلق الله الناس عليها، والدليل على ذلك قول الرسول، صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم).
- هذا الحديث يبين أن الرجل الذي يرتكب هذه الفاحشة يُعتبر ملعونًا ومطرودًا من رحمة الله، كما الكافر.
- وورد عن النبي أيضًا في حديث آخر: (لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى رَجُلٍ أَتَى امْرَأَةً في الدبر).
- لقد أحل الله تعالى للرجل معاشرة زوجته في مكان محدد، وهو الفرج فقط، سواء كانت مدبرة أو مقبلة، أما غير ذلك فهو محرم.
- كما أوضح رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن الرجل المرتكب لهذه الفاحشة يستوجب الفراق من زوجته، حيث يُرى أن المعاشرة في هذه الحالة هي أهون من أن يُحل غضب الله عليه، إذ إن أذى النكاح في الدبر يُعتبر أشد بغضًا عند الله من إتيان الزوجة وقت الحيض.
يمكنك أيضًا التعرف على:
آثار النكاح من الدبر على الرجال
هناك العديد من الأضرار التي قد تتسبب في حدوثها نتيجة إتيان الرجل زوجته من الدبر، من بينها:
- يمكن أن يؤدي قذف السائل المنوي في دبر الزوجة إلى التهابات وشروخ كثيرة تتسبب في تأثير سلبي على الأنسجة الموجودة في تلك المنطقة.
- كما أن هذا الأمر قد يؤثر على نسبة الحيوانات المنوية لدى الرجل، ممّا قد يقلل عددها وقد تنفذ إلى مجرى الدم.
- عندما يجامع الرجل زوجته في الدبر، فإن جسم المرأة يقوم بردة فعل غير عادية نتيجة دخول الحيوانات المنوية إلى فتحة المستقيم، مما قد يؤدي إلى إنتاج الجسم العديد من الأجسام المضادة في كل مرة يحدث فيها القذف في دبر الزوجة.
- وبالتالي، عندما يغتشيها في فرجها، يصبح الدم الذي في جسم المرأة مملوءًا بالأجسام المضادة التي تكافح الحيوانات المنوية وتؤدي إلى إعاقة fertilization، مما قد يسبب للعقم لدى الرجل للمدى الطويل.
- أظهرت العديد من الدراسات أن حوالي 70% من حالات ضعف المناعة المكتسبة تتعلق بممارسة النكاح من الدبر، حيث إن السائل المنوي يحتوي على مواد تُسمى البروستاجلاندين، والتي يؤثر نقصها سلباً على خلايا الليمفاوية، وبالتالي تضعف المناعة بشكل عام.
أضرار النكاح من الدبر
هناك مجموعة من الأضرار والمخاطر الصحية التي قد يتعرض لها كل من الرجل والمرأة عند ممارسة النكاح في الدبر، وتشمل ما يلي:
- توسيع فتحة الشرج بشكل مفرط مما يؤدي، مع مرور الوقت، إلى العديد من المشاكل الصحية للمرأة، بحيث تعاني من فقدان السيطرة على خروج الغازات والفضلات.
- تُعتبر انتقال الأمراض الجنسية أحد المخاطر البارزة الناتجة عن هذا الوطء، مثل الإيدز والتهابات الكبد الوبائي وغيرهما.
- يمثل إتيان الزوجة في الدبر نمطًا من الإدمان لكلا الطرفين، نتيجة وجود نوع خاص من البكتيريا في منطقة المستقيم التي تتغذى على الفضلات.
- عند ممارسة النكاح في الدبر، يحل السائل المنوي محل تلك البكتيريا، مما يؤدي إلى الجفاف بعد مرور فترة قصيرة، مما يُجبر الزوج على العودة لممارسة هذا النمط، وبالتالي يصبح الأمر أشبه بالإدمان.
ولا تفوتوا قراءة مقالنا عن:
حكم وطء المرأة في الدبر
يعتبر إتيان المرأة في دبرها من الكبائر، وقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم فاعله، كما قال: “ملعون من أتى امرأة في دبرها”، وأيضًا قال: “من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهناً فقد كفر بما أنزل على محمد”.
كفارة إتيان المرأة من الدبر في المذاهب الأربعة
- اتفق العلماء على أن نكاح المرأة من دبرها محرم شرعًا وكبيرة من الكبائر لا كفارة لها، وعلى فاعله أن يتوب إلى الله توبة صادقة ويندم على ذنبه وينوي عدم العودة إليه مرة أخرى.
- على الزوجة ألا تطيع زوجها في معصية الله، وفي حال إصراره يُمكنها أن تطلب الطلاق من الزوج أو من المحكمة.
- عدم وجود كفارة لهذا الذنب يعكس ضخامة هذه الكبيرة، لذا يُفضل تجنب الاقتراب منها.