يجب على كل مسلم أن يدرك أسباب تحقيق الرجاء للوصول إلى مكانة سامية. وتجدر الإشارة إلى أن الرجاء يتطلب الإيمان بالله عز وجل وحسن الظن به، بغض النظر عن الظروف المحيطة. كما أن الرجاء والأمل في الله سبحانه وتعالى يمكّن العصاة من العودة إلى الصراط المستقيم، مع الأمل في الحصول على العفو والمغفرة بعد ترك المعاصي.
معنى الرجاء من الله
الرجاء في اللغة العربية يعني الأمل، أما من الناحية الشرعية، فيشير إلى:
- توقع حدوث أحداث إيجابية في المستقبل القريب.
- يمكن اعتبار الرجاء تمني المسلم أو المسلمة لتحقيق ما يرجونه في المستقبل.
- ابن القيم عرّف الرجاء بأنه الثقة برحمة الله عز وجل تجاه عباده.
- ويذهب البعض إلى أن الرجاء هو التفاؤل وانتظار الإحسان والكرم من الله عز وجل.
- كما ورد في القرآن الكريم آية تشير إلى أهمية الرجاء حيث قال الله تعالى: (إنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).
أسباب تحقيق الرجاء
لتحقيق الرجاء، يجب على المسلم الالتزام بنقاط معينة التي سنستعرضها فيما يلي:
الإيمان بالله ومعرفة أسمائه وصفاته
- الإيمان بالواحد الأحد هو من العوامل الأساسية لتحقيق الرجاء. قال الله تعالى: (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
الهجرة في سبيل الله
- الهجرة من أجل مرضاة الله تعني جهاد النفس ومقاومة التقاليد والعادات التي تتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف، آملين في رضا الله عز وجل.
- يعد الخوف من الله والتوكل عليه في الأمور الدنيوية والدينية من شروط تحقيق الرجاء. نجد ذلك جليًا في آيات القرآن الكريم التي تؤكد معنى الرجاء والخوف من الله عز وجل:
- (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
- (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُ الْأَلْبَابِ).
الجهاد في سبيل الله
- ينقسم الجهاد في سبيل الله إلى نوعين: الجهاد الظاهر والجهاد الباطن. أما الجهاد الظاهر فهو مكافحة أعداء الله لنصرة دينه عز وجل، وهذا جزء من الجهاد الباطن المتمثل في مقاومة النفس والامتثال لأوامر الله تعالى والابتعاد عن النواهي، أي الالتزام بشرع الله.
- مجاهمة النفس تشمل الصبر على الأذى من المحيطين والمضي قدمًا في تأدية ما هو معروف وترك ما هو منكر.
أنواع الرجاء
الرجاء لا يقتصر على الأمور الدينية فحسب، كما سنوضح فيما يلي:
- رجاء العبادة، وهو اليقين بأن الله عز وجل هو من يمتلك النفع والضر.
- رجاء التوكل، أي اتخاذ الأسباب مع الدعاء والاجتهاد لله عز وجل لتيسير الأمور.
- رجاء التواكل، وهو نوع غير محمود؛ لأن الشخص يتوقع من الله عز وجل تحقيق أمنياته دون بذل مجهود.
- رجاء الدنيا، وهو الاستعانة بالناس لتحقيق ما يتمناه الفرد.
وإليكم المزيد:
من ثمرات الرجاء
بعد التعرف على أسباب تحقيق الرجاء، نجد أن له فوائد عديدة، نذكر منها:
- التعود على التوجه إلى الله عز وجل في كل الأوقات.
- يساعد الرجاء أيضًا في أداء الأعمال الصالحة رغبةً في رضا الله سبحانه وتعالى.
- الاستمرار في الطاعة في الأزمات المالية أو النفسية.
- الرجاء يعزز حسن الظن بالله عز وجل دومًا.
- التقرب من الله عز وجل من خلال الأقوال والأفعال الصالحة طلبًا لمغفرة الذنوب.
- يشعر المسلم بلذة العبادة والعبودية لله -عز وجل- مما يعزز إقباله على الطاعة.
- يساعد في فهم صفات الله عز وجل والتفكر في أسمائه الحسنى.
- من أهم ثمار الرجاء هو الابتعاد عن غضب الله عز وجل، حيث يسارع المسلم في القيام بالطاعات طمعًا في رحمته.
وإليكم المزيد: