إن ارتكاب المعاصي وكبائر الذنوب من الأسباب الرئيسية التي تؤدي بالإنسان إلى النار، وقد حذرنا الله تعالى كثيرًا من هذه الأفعال، ووجب علينا الالتزام بكل ما أمرنا به والابتعاد عن كل ما نهانا عنه.
كما يتعين علينا القيام بالأعمال الصالحة التي تقودنا إلى الجنة. وفي حال ارتكاب أي ذنب، يجب علينا التوبة الصادقة والعودة إلى الله عز وجل، لأن هذا هو سبيل الهدى والحق الذي ينبغي أن نسير عليه. في هذا المقال، سنستعرض شرح حديث يتعلق بالفم والفرج ودورهما في دخول الناس إلى النار.
أكثر ما يدخل الناس النار
- ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن أكثر من سيدخلون النار هم (الفم، والفرج)، حيث روى أبو هريرة أنه سئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: “الفم والفرج”.
كيف يكون الفم والفرج سببين لدخول النار؟
- لقد نهى الله عن العديد من الأفعال وحثنا على تجنبها، ومنها الشهادة الزور، والنميمة، والغِيبة، والحكم على الآخرين بباطل، وغيرها من الأفعال التي قد تصدر عن اللسان فقط ولكنها تؤدي بالشخص إلى ارتكاب الذنوب وبالتالي إلى دخول النار.
- لذا، يتوجب على الإنسان أن يتحفظ على لسانه، حيث أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم خطورته بقوله: “وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم.”
- من هنا، أمرنا الله بكف اللسان، فقد رواية معاذ بن جبل التي تعبر عن هذا المعنى: “فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله، هل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟”، وهذا يوضح خطر الفم.
- أما بالنسبة للفرج، فإن من المعاصي المحرمة التي تعتبر من كبائر الذنوب هي اللواط والزنا، وكذلك جماع الزوجة خلال فترة الحيض، فجميع ذلك يعد من تصرفات الفرج، مما يجعله سببًا من أسباب دخول الإنسان النار.
هل يعني دخول النار الخلود فيها؟
توجد العديد من الأحاديث التي تشير إلى أن من شهد بالتوحيد بصدق لن يخلد في النار. ولتوضيح ذلك يمكن أن نذكر النقاط التالية:
- إن الشخص الذي يؤمن بالتوحيد لن يظل في النار بل سوف يدخلها ويعاقب فيها وفقًا لذنوبه، ثم بعد ذلك سيخرج منها ويسير إلى الجنة.
- إذا تاب المسلم من ذنوبه قبل وفاته، فسيدخل الجنة، وهذا وفقًا لما ذكره أهل السنة والجماعة.
- يجب أن ندرك أن دخول النار والعذاب فيها لا يمكن لأحد تحمله، لذا ينبغي لنا أن نتجنب المعاصي للحماية من هذا العذاب.
يمكنكم أيضًا التعرف على:
أول ثلاثة تسعر بهم النار يوم القيامة
هناك ثلاثة أشخاص سيعذبون في النار يوم القيامة وهم كالآتي:
- أول شخص يمتلك القوة الموهوبة له من الله، وعندما يجاهد يسأل الله عن ما فعله بهذه النعمة، فيجيب “جاهدت في سبيل رضاك”، فيقول الله له “كذبت، إنما جاهدت ليقال عنك شجاعًا”، ثم يتم سحبه على وجهه ويلقى في النار.
- ثاني شخص مَن منح العلم والقرآن، وعند سؤاله ماذا فعل بهذه النعمة، يجيب “تعلمت وعلمت ابتغاء لوجهك”، فيقول الله “كذبت، إنما فعلت ذلك ليقال عنك عالم وقارئ”، ثم يسحب أيضًا ويلقى في النار.
- ثالث شخص يمتلك المال وعندما يسأله الله ماذا فعل به، يقول “تصدقت ابتغاء لوجهك”، فيقول الله “كذبت، إنما تصدقت ليقال إنك كريم وجواد”، فيسحب ويلقى في النار أيضًا.
- لذا، يتعين علينا شكر الله على النعم التي أنعم بها علينا، ويجب أن يتضمن شكرنا قولًا وعملاً، وعلينا أن نعمل لله تعالى بوجه خالص دون رياء.
أكثر ما يدخل الناس الجنة
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سُئِلَ الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟” قال: “تقوى الله وحُسن الخلق”.
- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم”.
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم”.