أسباب زيادة النشاط الكهربائي في المخ وطرق العلاج

تعتبر الكهرباء الزائدة في الدماغ من المشكلات الصحية التي قد يطلق عليها البعض اسم “الصرع”. تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه الظاهرة، وتختلف بين الأفراد بناءً على حالتهم الصحية والفئة العمرية. يمكن أن تنجم كهرباء الدماغ الزائدة عن عوامل وراثية، أو عدم نمو الدماغ بشكل سليم، بالإضافة إلى العديد من الأسباب الأخرى التي سنستعرضها في هذا المقال. لذلك، تابعوا معنا للتعرف على أسباب الكهرباء الزائدة في الدماغ وعلاجها.

الكهرباء في الجسم والدماغ

قد تشعر بصدمة كهربائية خفيفة عند ملامستك لسطح معدني، ويكون هذا نتيجة لتراكم شحنات كهربائية ساكنة، واحدة على السطح والأخرى داخل جسمك.

تشير الدراسات العلمية إلى أن هناك ملايين الشحنات الكهربائية التي تسري داخل جسم الإنسان، وتلعب هذه الشحنات دورًا حيويًا في الاتصال بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم.

يعمل الدماغ على إرسال إشارات كهربائية عبر الألياف العصبية التي تصل إلى كافة أجزاء الجسم. تُعرف هذه الشحنات بسرعة نقلها العالية، ولكنه في بعض الأحيان قد تخرج الأمور عن السيطرة، مما يؤدي إلى أن تصبح هذه الشحنات غير مسيطر عليها وتظهر كهرباء زائدة في الجسم، والتي تعرف بالصرع.

أسباب الكهرباء الزائدة في الدماغ

توجد عدة أسباب رئيسية تؤدي إلى حدوث الكهرباء الزائدة في الدماغ، ومن أبرزها:

• قد تظهر أعراض الكهرباء الزائدة في الدماغ عند الأطفال الذين ورثوا جينات هذا المرض من آبائهم. غالبًا ما تكون الجينات موجودة لدى الأبوين حتى لو لم يعانيان من المرض، ويستطيعان نقلها إلى الأبناء.
• حوادث التعرض للصدمات الكهربائية الخارجية الناتجة عن الأجهزة الكهربائية أو التعرض للضغط العالي، مثل صدمات البرق، قد يؤدي إلى زيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ.
• استخدام الهواتف المحمولة المزودة بتقنيات حديثة لفترات طويلة قد ينتج عنه ترددات كهرومغناطيسية تفوق قدرة الدماغ، مما يؤدي إلى الكهرباء الزائدة في الدماغ.
• الأورام الدماغية قد تسبب تدفق شحنات كهربائية إضافية، مما يؤثر على التركيز والسلوكيات الطبيعية، ويؤدي إلى اختلال في الإدراك.
• الفوبيا من العوامل الأساسية التي تسهم في زيادة معدل ضربات القلب والتنبيه المفرط في الدماغ، مما يستلزم إرسال كم كبير من الإشارات الكهربائية، مما يكشف عن زيادة الكهرباء في الدماغ.

أعراض الكهرباء الزائدة في الدماغ

تختلف الأعراض بين الأفراد، حيث يمكن أن تكون بعض هذه الأعراض خطيرة. نلقى نظرة على أهم أعراض الكهرباء الزائدة في الدماغ:

• ضعف السمع والبصر.
• ضعف حاسة الشم والتذوق.
• تغيرات ملحوظة في المزاج.
• ضعف الذاكرة.
• شعور بالتعب الشديد وارتفاع درجة الحرارة.
• صعوبة في القيام بعمليات الإخراج.
• صداع شديد.
• التعرض للتشنجات وفقدان الوعي.

متى يحتاج المريض للكهرباء الزائدة في الدماغ إلى العلاج؟

تحدث حالات الكهرباء الزائدة في الدماغ بصورة مفاجئة، وقد تختفي الأعراض أحيانًا دون الحاجة لعلاج، ولكن يجب استشارة الطبيب في حالات معينة. أبرز هذه الحالات تشمل:

• حدوث نوبة صرع لأول مرة تستدعي زيارة طبيب متخصص.
• إذا استمرت النوبة لأكثر من خمس دقائق.
• وجود صعوبة في التنفس بعد النوبة.
• فقدان الوعي عقب النوبة.
• حدوث نوبتين متتاليتين.
• الشعور بالحمى الشديدة والإرهاق الحراري.
• حدوث النوبات لدى المرأة الحامل.
• إذا كانت الحالة مرتبطة بمرض السكري.

أنواع نوبات الكهرباء الزائدة في الدماغ

يقوم أطباء الأعصاب بتصنيف نوبات الكهرباء الزائدة في الدماغ إلى نوعين رئيسيين سنستعرضهما فيما يلي:

أولاً: النوبات البؤرية

• تحدث نتيجة النشاط الكهربائي غير الطبيعي في منطقة واحدة من الدماغ.
• قد تشمل النوبات البؤرية فقدان الوعي، حيث يقوم المصاب بتحركات متكررة مثل البلع أو التحرك بشكل دائري، ولا يستطيع التفاعل مع المحيطين.
• في حال عدم وجود فقدان للوعي، قد يعاني المصاب من عدم توازن وإحساس بالتخدير، مع رعشة في الأطراف.

ثانيًا: النوبات المعممة

تظهر النوبات المعممة نتيجة النشاط الكهربائي الزائد في جميع مناطق الدماغ، ونستعرض أنواعها فيما يلي:

1. النوبات المعممة التوترية
   

تؤدي النوبات التوترية إلى سقوط المريض على الأرض، مما يتسبب في تشنجات في مختلف أجزاء الجسم.

1. النوبات المعممة التوترية الرمعية
   

تعتبر من أقوى أنواع الصرع، حيث تتسبب في تشنجات قوية جدًا، ويمكن أن يتعرض المصاب لعض لسانه أو فقد السيطرة على عملية التبول.

1. النوبات المعممة الارتخائية
   

يشعر المريض بارتخاء كامل في عضلات جسمه، مما يجعله غير قادر على الوقوف وغالبًا ما يسقط أرضًا.

1. النوبات المعممة الارتعاشية
   

تؤثر هذه النوبات على بعض أعضاء الجسم، حيث يقوم المصاب بتحريك الوجه أو الذراعين أو الرقبة بشكل متكرر وعشوائي.

أسباب تشخيص حالة الكهرباء الزائدة في الدماغ

يعتمد الأطباء على عدة اختبارات للتأكد من انطباق الحالة تحت تصنيف الكهرباء الزائدة في الدماغ، منها:

فحص الدم

يتم أخذ عينة من الدم لتحليلها وتحديد ما إذا كان هناك أمراض وراثية أو السكر أو أي عوامل أخرى ترتبط بالكهرباء الزائدة.

عينة من النخاع الشوكي

يمكن أخذ عينة من النخاع الشوكي لاكتشاف العدوى المحتملة التي قد تكون سبباً في زيادة الكهرباء.

فحص أعصاب الدماغ

يعمل الطبيب على تقييم القدرات العقلية والحركية والسلوكية للمريض لتحديد مشاكل في الجهاز العصبي.

اختبار رسم كهرباء الدماغ

يتم توصيل أقطاب كهربائية بفروة الرأس لقياس النشاط الكهربائي في الدماغ، مما يساعد على تحديد وجود نشاط زائد.

الأشعة المقطعية

تمكن الأشعة المقطعية الأطباء من كشف أي أنواع الأورام أو التليفات أو الصدمات في الدماغ.

أشعة الرنين المغناطيسي

تتيح تقنية الرنين المغناطيسي للأطباء الحصول على صور دقيقة للدماغ، مما يساعد في اكتشاف أي تشوهات أو حالات سليمة.

علاج الكهرباء الزائدة في الدماغ

تتطلب كهرباء الدماغ الزائدة معالجة، خاصة إذا تكررت النوبات. هناك عدة خيارات علاجية تشمل:

1. العقاقير المضادة للصرع
   

تتطلب الحالة تقييمًا دقيقًا من قبل الطبيب، الذي قد يصف أدوية مضادة للصرع حسب شدة الحالة وخصائصها، مع مراعاة التفاعلات الممكنة مع أدوية أخرى.

1. العمليات الجراحية
   

يمكن النظر في الخيارات الجراحية لعلاج المناطق المسؤولة عن النوبات في الدماغ.

1. تحفيز العصب المبهم
   

يتضمن هذا العلاج زرع جهاز في منطقة الصدر لإرسال إشارات إلى الدماغ للحد من النشاط الكهربائي الزائد، ويرفق عادةً مع استخدام الأدوية.

1. تحفيز العصب الاستجابي
   

يتم زراعة جهاز داخل أنسجة الدماغ لتنظيم النشاط الكهربائي الزائد.

1. تحفيز الدماغ العميق
   

تشمل هذه التقنية زرع أقطاب كهربائية لتنظيم النشاط الكهربائي، يتحكم بها جهاز مثبت تحت جلد منطقة الصدر.

كيفية التعامل مع مريض الكهرباء الزائدة في الدماغ

في كثير من الأحيان، قد لا تقدم العلاجات نتائج سريعة. لذا من الضروري معرفة كيفية التعامل مع المرضى بهذا الوضع.

يجب أن يكون أفراد الأسرة والأصدقاء على دراية بكيفية التعامل مع الحالة عند حدوث النوبات. هنا بعض الأمور التي يجب اتباعها:

• تجنب الخنق من خلال إرخاء أو إزالة الملابس.
• وضع المريض على أحد الجانبين عند سقوطه لتفادي الاختناق.
• حماية رأس المريض من الاصطدامات.
• في بعض الحالات، استخدم حاجزًا بين الأسنان لتجنب عض اللسان.
• إبلاغ الطبيب بأي تغييرات تحدث أثناء النوبات.
• تفعيل تقنيات الاسترخاء للهدوء.
• تشجيع المصاب على ممارسة أنشطة مهدئة مثل اليوغا.
• الابتعاد عن الضغوط النفسية التي قد تؤدي إلى زيادة ضربات القلب والكهرباء في الدماغ.