تعاني العديد من الأشخاص من صعوبة في التنفس وخفقان القلب المستمر. يُعتبر المعدل الطبيعي للتنفس لدى البالغين الأصحاء حوالي 20 مرة في الدقيقة، مما يعني حوالي 30,000 مرة خلال 24 ساعة. أما الشعور بضيق التنفس، فينجم عن الإحساس بعدم الحصول على كمية كافية من الأكسجين في الرئتين.
في هذا المقال، سنستعرض المعلومات الكاملة حول أسباب صعوبة التنفس وخفقان القلب المستمر، لذا تابعونا.
ما هو ضيق التنفس؟
- ضيق التنفس هو شعور بالاختناق ووجود ضغط شديد في منطقة الصدر، يصاحبه الحاجة المتزايدة للأكسجين.
- لعله يترافق مع شعور بالخوف نتيجة عدم قدرة الشخص على الحصول على الأكسجين الكافي.
- في المجال الطبي، يشار إلى ذلك بمصطلح “عسر التنفس” أو “الزلة التنفسية”، المعروف باللغة الإنجليزية باسم (dyspnea).
أسباب صعوبة التنفس
قد يتعرض الشخص السليم لصعوبة في التنفس نتيجة لعوامل مختلفة، ومنها:
- الصعود إلى السلالم.
- ممارسة الرياضة الشديدة.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- زيادة الوزن (السمنة).
عند تعرض الشخص لضيق التنفس دون الأسباب المذكورة، قد يشير ذلك إلى وجود مشكلة صحية، مثل:
- يعود سبب معظم حالات ضيق التنفس إلى أمراض تصيب القلب أو الرئتين، حيث تعتبر هذان العضوان من الأعضاء الرئيسية المسؤولة عن عملية التنفس، بدءًا من استنشاق الأكسجين وحتى إخراج ثاني أكسيد الكربون.
تتأثر عملية التنفس بتركيز الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى نسبة الهيموغلوبين، المعروفة باللغة الإنجليزية بـ (hemoglobin) ونسبة الحموضة. الدماغ ينظم عدد من التفاعلات المعقدة المرتبطة بالتنفس، المرتبطة بالمواد الكيميائية في الدم والعناصر في الهواء. على سبيل المثال:
- عندما يرتفع مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون في الدم، يعمل الدماغ على زيادة سرعة وعمق التنفس، مما قد يؤدي إلى شعور بالخنق وضيق التنفس. كما يحدث في حالة ارتفاع الحموضة في الدم الناتج عن العدوى أو زيادة مستوى حمض اللاكتيك.
أسباب صعوبة التنفس المستمر
لقد تعرفنا على مفهوم ضيق التنفس، لنستعرض الآن أسبابه، والأوقات التي يجب فيها استشارة طبيب، بالإضافة إلى الخيارات العلاجية المتاحة، سواء الطبية أو المنزلية:
ضيق التنفس المستمر هو حالة يعاني فيها الشخص من مشاكل في التنفس لفترة تتجاوز الشهر، وهناك مجموعة واسعة من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، وتشمل:
- مرض الانسداد الرئوي المزمن (chronic obstructive pulmonary disease).
- الإصابة بالربو (asthma).
- ضعف عضلة القلب.
- زيادة الوزن (السمنة).
- سرطان الرئة.
- الإصابة بالسل (tuberculosis).
- تليف الرئة (pulmonary fibrosis).
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي (pulmonary hypertension).
- مرض الساركويد الغرناوي (sarcoidosis).
- مرض الكالوق (croup).
أسباب ضيق التنفس الشديد
يشير ضيق التنفس الشديد إلى حدوث اختناق مفاجئ وحاد، وسنقوم بعرض الأسباب المحتملة لهذه الحالة كما يلي:
- تجمع السوائل حول القلب، وهو ما يعرف طبياً بـ (cardiac tamponade).
- التعرض لنزيف حاد، مما يؤدي إلى فقدان مفاجئ للدم.
- الإصابة بالربو.
- العدوى الرئوية أو الالتهاب الرئوي (pneumonia).
- انسداد في الجزء العلوي من مجرى التنفس.
- استرواح الصدر وانكماش الرئتين (pneumothorax).
- التسمم بغاز أول أكسيد الكربون.
- جلطة في الشريان الرئوي (pulmonary embolism).
- هبوط ضغط الدم.
- فشل القلب أو النوبات القلبية (heart failure or heart attack).
متى يجب استشارة الطبيب المختص؟
هناك بعض الأعراض التي تشير إلى ضرورة مساعدة طبية عاجلة في حالة ضيق التنفس، والتي تشمل:
- السعال المستمر والشعور بالقشعريرة والحمى.
- صعوبة في التنفس عند الاستلقاء.
- تغيرات ملحوظة في قدرة الشخص على التنفس.
- صوت صفير مصاحب لضيق التنفس.
- تورم في القدمين أو الكاحلين.
طرق العلاج الطبية لضيق التنفس
- يعتمد نوع العلاج على السبب الجذري لحالة ضيق التنفس. في العديد من الحالات، يمكن أن يعود الشخص إلى حالته الطبيعية بعد الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
- في الحالات الأكثر حدة، قد يلزم استخدام علاج الأكسجين، خاصةً في حالات الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.
- يمكن أن تشمل العلاجات استخدام الستيرويدات أو استنشاق الأدوية الموسعة للقصبات الهوائية، وأحيانا مضادات حيوية في حالة العدوى البكتيرية.
- قد يحتاج بعض المرضى لأدوية إضافية، مثل العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (non-steroidal anti-inflammatory drugs) أو مضادات القلق (anxiolytic).
طرق العلاج المنزلية لضيق التنفس
في بعض الحالات، يمكن اتخاذ خطوات بسيطة في المنزل لتخفيف أعراض ضيق التنفس دون الحاجة للاستعانة بطبيب، ومن هذه الخطوات:
الجلوس مع الاسترخاء
- يمكن تخفيف ضيق التنفس من خلال الجلوس بشكل مريح، مع إمالة الرأس والصدر للأمام قليلًا.
- يجب أن تكون القدمين مستقيمتين على الأرض، ويمكن وضع المرفقين على الركبتين، أو وضع الذقن على كفتي اليدين.
الوقوف وإسناد الظهر
- يفضل أن يقوم المريض باستناد ظهره والوركين على الحائط، مع وضع يديه على الفخذين وثني رأسه للأمام قليلاً.
تحسين وضعية النوم
- الأشخاص الذين يعانون من ضيق التنفس أثناء النوم يمكنهم تجربة النوم على جانبهم مع وضع وسادة تحت الرأس وبين الساقين.
- يمكن أيضًا النوم على الظهر مع رفع الرأس باستخدام وسادة ورفع الركبتين لتحقيق راحة أكبر.
استنشاق الهواء البارد
- أثبتت الأبحاث أن استنشاق الهواء البارد يمكن أن يساعد في تخفيف ضيق التنفس، لذا يمكن الاستعانة بمروحة لتوجيه الهواء إلى الوجه.
تناول مشروب القهوة
- تشير الدراسات إلى أن تناول القهوة قد يساعد على استرخاء عضلات القصبة الهوائية، وذلك بفضل احتوائها على الكافيين، مما يعمل على تحسين كفاءة الرئتين لفترة قد تصل إلى 4 ساعات.