يقدم موقع mqaal.com مقالاً حول أسباب عدم قبول الدعاء، إذ يُعتبر الدعاء وسيلة التواصل بين العبد وخالقه، وعندما يتوجه العبد إلى الله ويرغب في تحقيق دعوته، يجب أن يكون هذا الدعاء صادراً من القلب.
إن للدعاء قواعد ومعايير يتوجب على الداعي الالتزام بها، فهو بمثابة حوار بين العبد وخالقه، لذا ينبغي أن يكون خالياً من الأخطاء التي قد تعيق قبول الدعاء.
أسباب عدم قبول الدعاء
توجد مجموعة من الأسباب التي قد تؤدي إلى عدم استجابة الدعاء، حيث يخطئ الكثيرون في صياغة أدعيتهم بطريقة صحيحة. وسنستعرض فيما يلي الأسباب التي قد تؤثر على قبول الدعاء، بالإضافة إلى الشروط التي يجب توفّرها لاستجابته:
تناول المال الحرام
يتعين على العبد اللجوء إلى الله بقلب نقي وصادق. ومن أبرز أسباب عدم استجابة الدعاء:
- يشترط في الدعاء أن يصدر عن قلب طاهر خالٍ من الشوائب، مليء بالإيمان. لذلك، لا يتم قبول الدعاء من السارقين والقتلة، ومن يحصلون على الرشوة أو يأكلون المال الحرام.
- كما أن الدعاء لا يستجاب للشخص الذي يكسب ماله عن طريق الاحتيال على الأبرياء، حيث يكون قلبه مليئًا بالأفكار السيئة.
- إن الدعاء الذي يصدر عن شخص يتناول المال الحرام لا يُقبل، فذلك يعبر عن قلبٍ قاسي ومليء بالمعاصي مما يشكل عائقًا أمام قبول دعائه.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا، إني بما تعملون عليم” (المؤمنون: 51). وأيضًا ذكر الرجل الذي يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يتوسل إلى ربه، لكن مطعمه ومشربه وملبسه حرام.” لذا، فإن الدعاء يُقبل من أصحاب القلوب النقية المليئة بالإيمان.
- إضافةً إلى ذلك، يجب على العبد أن يراعي ربه في طعامه وملبسه ومصادر رزقه قبل التوجه بالدعاء.
ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لتحقيق قبول الدعاء، يجب أن يكون الشخص من الناصحين بالمعروف والناهين عن المنكر. لذا، فإن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُعتبر من أسباب عدم قبول الدعاء.
- يتطلع العبد إلى مناجاة خالقه وتحقيق ما يتمناه، ولكن هناك قواعد يجب أن تتوفر في شخصيته.
- عندما يرغب العبد في تحقيق رغباته والتخلص من الأذى، يتعين عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لتكون الاستجابة ممكنة.
- إذا كان العبد لا يقوم بالأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر، فإن دعاءه لن يُستجاب، إذ أن الجزاء يرتبط بالعمل.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليشكن الله أن يبعث عليكم عذابًا منه، ثم تدعون فلا يُستجاب لكم.”
- لذا، فمن يسعى للخير لنفسه، يجب أن يقدمه للآخرين أيضًا؛ ومن يريد إنقاذ نفسه من الشر، عليه أن يساعد في إزالة الشر عن الآخرين.
الذنوب والمعاصي
تشكل الذنوب والمعاصي عقبة كبيرة أمام قبول الدعاء. يجب أن يكون الداعي من أصحاب القلوب الرحيمة التي تقي نفسها من الآثام.
- يدعو العبد الله وهو غارق في الذنوب والمعاصي، ويتمنى قبول دعائه، لكن الحقيقة هي أن الدعاء لا يُستجاب من قلب مثقل بالآثام.
- الذنوب تجعل القلب قاسيًا، خاليًا من الإيمان وطاعة الله، فإذا لم يعمل العبد على إصلاح قلبه، فإن الله لن يغير حاله ودعاؤه لن يكون مقبولًا.
- قال الله تعالى: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإذا أراد الله بقوم سوءًا فلن يُردَّ، وما لهم من دونه من والٍ.”
شروط الدعاء المستجاب
توجد عدة شروط يجب تحقيقها لقبول الدعاء، ولتحقيق استجابة دعائك، يجب أن تتوافر هذه الشروط التي سنذكرها في السطور التالية:
- عند الدعاء، يجب أن يكون موجهًا إلى الله وحده دون شريك.
- يجب أن يدعو العبد من قلب نقي وصادق، ويترك الأمر برمته إلى الله تعالى دون استعجال.
- يُشترط أن لا يُتضمن الدعاء قطع الرحم أو ارتكاب المعاصي.
- من الأسباب الأساسية لاستجابة الدعاء أن يكون الدعاء صادرًا عن قلب حاضر وصادق.
- يجب على العبد أن يثق في الله عز وجل وقدرته على استجابة دعائه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب لدعاء من قلب غافل لاه.”