تعتبر أورام النخاع الشوكي موضوعًا مهمًا لفهم تأثيراتها وأسبابها، حيث يلعب العمود الفقري دورًا محوريًا في حركة جسم الإنسان. يُعتبر النخاع الموجود داخل الحبل الشوكي أحد الأجزاء الأساسية، وسنتناول في هذا المقال تفاصيل حول أورام النخاع الشوكي.
ما هي أورام النخاع الشوكي؟
- تتكون أورام النخاع الشوكي، المعروفة باللغة الإنجليزية بـ Spinal Cord Tumors، من نمو كتل غير طبيعية من الخلايا داخل النخاع الشوكي، وتُسمى هذه الأورام أيضًا الأورام تحت الجافية. وتنقسم إلى نوعين رئيسيين: الأورام الحميدة والأورام الخبيثة.
- تتميز الأورام الحميدة بأنها تبقى داخل الحبل الشوكي ولا تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم.
- أما الأورام الخبيثة، فهي قادرة على الانتشار من موقعها الأصلي إلى أجزاء أخرى من الجسم، ما قد يؤدي إلى أنواع سرطانات أخرى.
أنواع أورام النخاع الشوكي
يمكن تصنيف الأورام التي تصيب النخاع الشوكي وفقًا لموقعها، أي بناءً على المنطقة المتأثرة حول الأغشية التي تحمي النخاع الشوكي:
1- الأورام الداخلية
- تشمل الأورام الداخلية التي تحدث داخل النخاع الشوكي، وتمر بجذور هذه الأورام من الخلايا المكونة للنخاع. رغم أنها غالبًا ما تكون حميدة، إلا أن إزالتها جراحيًا قد تكون صعبة.
- من الأشكال المعروفة لهذه الأورام الأورام النجمية، الأورام الدبقية، وأورام البطانة العصبية.
2- الأورام الخارجية
- تظهر الأورام الخارجية، التي تكون أيضًا حميدة، في أغشية النخاع الشوكي أو الجذور الممددة من الحبل الشوكي، مثل الأورام السحائية والأورام الليفية العصبية.
- أما النوع الثالث، فيحدث في فقرات العمود الفقري أو من العظم نفسه، ويُعرف بأورام العمود الفقري.
أعراض أورام النخاع الشوكي
- تختلف علامات وأعراض الإصابة بحسب تقدم الورم.
- من أكثر الأعراض شيوعًا الشعور بألم حاد في موضع الورم.
- يمكن أن يشعر المصاب بضعف في العضلات وفقدان الإحساس في الذراعين والساقين.
- تظهر صعوبات في الحركة والمشي، وكما قد يؤدى ذلك إلى السقوط في بعض الحالات.
- يحدث ضعف عام في العضلات في مناطق مختلفة من الجسم.
- تزداد شدة الألم ليلاً، بخاصة إذا كان الألم في منطقة الظهر، وقد تعاني المثانة أو الأمعاء من خلل وظيفي.
- أحيانًا، قد يفقد المصاب القدرة على الإحساس بالحرارة أو الألم أو البرودة.
- كما قد يسبب زيادة حجم الورم شعورًا بألم في الورك.
الآثار الجانبية لأورام النخاع الشوكي
- يمكن أن تؤدي الأورام إلى آثار جانبية متفاوتة، تختلف بناءً على نوع الورم والمنطقة المتأثرة.
- قد تكون آثار الورم واضحة عند انتشارها إلى مناطق أخرى، بما في ذلك الانتقال من الفقرات إلى الحبل الشوكي نفسه.
- تشير بعض الأورام إلى انضغاط الحبل الشوكي، مما يؤثر على وظائفه وحركة الجسم.
- في بعض الحالات، تسبب الأورام مشاكل في الأعصاب، وقد تؤدي إلى الشلل، مما يزيد من خطر الإعاقة الدائمة.
أسباب أورام النخاع الشوكي
على الرغم من أن الأطباء لم يتوصلوا بعد إلى أسباب واضحة للإصابة بأورام النخاع الشوكي، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تُساهم في حدوثها:
- قد تلعب العوامل الوراثية والجينية دورًا في ذلك.
- كذلك، يمكن أن تُعتبر العوامل البيئية مثل التعرض للمواد الكيميائية عامل خطر.
- بعض الحالات تشير إلى وجود صلة بين الإصابة بأورام النخاع الشوكي ومتلازمات وراثية معينة مثل متلازمة الورم الليفي العصبي.
تشخيص أورام النخاع الشوكي
- إذا اشتبه الطبيب في وجود ورم بالنخاع الشوكي، فإن عدة اختبارات قد تُجري للمريض.
- تشمل هذه الفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، الذي يوفر صورًا دقيقة للعمود الفقري والحبل الشوكي.
- تُعتبر الخزعة من أدق الفحوصات، حيث يتم فحص عينة من الأنسجة تحت المجهر لتشخيص الورم وتحديد نوع العلاج المناسب.
- كما يُستخدم الفحص التصويري المقطعي للحصول على صور تفصيلية للعمود الفقري والنخاع الشوكي.
- في بعض الأحيان، تُستخدم صبغة تباين لتحسين وضوح الصور وزيادة دقة التشخيص.
علاج أورام النخاع الشوكي
- يركز علاج أورام النخاع الشوكي على إزالة الورم أو الحد من انتشاره، بالإضافة إلى محاولة تعديل حالة الإصابة.
- في بعض الحالات، يمكن مراقبة الورم إذا كان حجمه صغيرًا ولا يسبب ضغطًا على الأنسجة.
- يعد التدخل الجراحي من الخيارات الرئيسية للعلاج، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المحتملة على الأعصاب.
- غالبًا ما يُستخدم العلاج الإشعاعي في حال تعذر إزالة الورم كليًا أو إذا كان التدخل الجراحي يمثل خطرًا.
- يُمكن للعلاج الكيميائي أن يدمر الخلايا السرطانية أو يمنع انتشارها، ويحدده طبيب الأورام وفقًا لمسار الورم.
- يمكن أن يصف الأطباء بعض الأدوية لتخفيف الالتهابات الناتجة عن العلاج الجراحي أو الإشعاعي.
- قد يتطلب الشفاء من ورم النخاع الشوكي فترة تتراوح من أسابيع إلى أشهر، ويمكن أن تحدث مضاعفات مثل تلف الأنسجة العصبية أو فقدان مؤقت للإحساس أو نزيف.
عوامل الخطر
- توجد بعض الأمراض والمتلازمات التي يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة.
- إذا كان الورم من نوع الأورام الليفية العصبية، فقد يتسبب ذلك في فقدان السمع التدريجي نظرًا لارتباطه بالأعصاب السمعية.
- يمكن أن يعاني بعض المرضى من أورام في القناة الشوكية.
مضاعفات أورام النخاع الشوكي
- تتجلى مضاعفات أورام النخاع الشوكي في العواقب المحتملة الناجمة عن الإصابة.
- يمكن أن تشمل مضاعفات الأورام فقدان الحركة أو فقدان الإحساس أسفل مكان الورم.
- يعتمد مستوى الخطر على موقع الورم، حيث قد يضغط على الحبل الشوكي بشكل مزمن.
- قد تؤدي إلى تلف الأعصاب أو تأثيرات سلبية على وظائف الإخراج.