تتميز الأسماك البحرية بتنوعها الكبير، حيث تمتلك كل نوع منها سرعة محددة لا يمكن تجاوزها. في هذا المقال، سنستعرض أسرع مخلوق بحري على وجه الأرض، بالإضافة إلى معلومات هامة حوله، وكذلك سنلقي نظرة على بعض الحيوانات البحرية السريعة الأخرى.
أسرع حيوان بحري على الإطلاق
قبل التعرف على أسرع الأسماك في العالم، ينبغي علينا أولًا فهم مفهوم الحيوانات البحرية بشكل عام وتحديد تصنيفاتها.
ما هي الحيوانات البحرية؟
الحيوان البحري هو الكائن الذي يقضي معظم حياته أو فترتها داخل المياه، وقد ينتمي إما إلى شعبة الحيوانات الفقارية أو اللافقارية.
من الأمثلة على اللافقاريات: علائق البحر، شقائق النعمان، المرجان، الهيدرا، والحلقيات.
يحدث التنفس في الحيوانات البحرية عن طريق الخياشيم أو عبر الجلد أو الرئة، أثناء ظهورها على السطح لتجديد هوائها.
توجد كذلك حيوانات برمائية، تعيش بين الماء والبر، وهي تُعرف بالبرمائيات.
تمتلك الحيوانات البحرية أنظمة تكيفية في أجسامها تساعدها على العيش في بيئة مائية، وكلما طالت فترة بقائها تحت الماء، زاد تكيفها مع مختلف الظروف البيئية.
تتمتع الحيوانات البحرية بالعديد من الخصائص، حيث تختلف أنماط حياتها، وتنوع وظائف أعضائها، وطرق تكاثرها وتزاوجها، مما يجعل تصنيفها أمرًا معقدًا.
تصنيفات الحيوانات البحرية
يمكن تصنيف الحيوانات البحرية إلى عدة فئات، كما يلي:
البلانكتون
البلانكتون هو كائنات دقيقة، سواء كانت وحيدة الخلية أو متعددة الخلايا، وتعرف أيضًا بالعوالق والششفائية. تُحمل هذه الكائنات عبر تيارات المياه من منطقة لأخرى، وتعتبر غذاءً أساسيًا للعديد من الأسماك.
يتكاثر البلانكتون في التربة الخصبة الغنية بالمعادن مثل الفوسفات والنترات، ويكون بوسعها أن تصل لنسبة رؤية تصل إلى 80% في فترة التكاثر.
تستطيع بعض أنواع البلانكتون تغيير لون ماء البحر إلى بني، وتعيش بشكل اجتماعي في مجموعات كبيرة.
الأسماك
الأسماك تمتلك عمودًا فقريًا وتندرج ضمن ذوات الدم البارد، وتمتاز بقدرتها على استخراج الأكسجين من الماء المذاب.
تستخدم الأسماك زعانفها وذيلها لتغيير اتجاهاتها، وهي تعتبر الروافع التي تحملها في الماء.
يحتوي جسم السمكة على حويصلة هوائية تساعدها في الحفاظ على توازنها، بينما تسهم الخطوط الجانبية في استشعار المحيط الخارجي.
يمكن تصنيف الأسماك إلى ثلاثة فئات: الأسماك القابلة للأكل مثل سمك البياض والحريد، وغير القابلة للأكل مثل البالون والشوكي، فضلاً عن الأسماك السامة مثل الثعابين والدجاجة الصخرية.
الرخويات
تشمل الرخويات كائنات مثل الأخطبوط والحبار، وهي معروفة بامتلاكها أذرعًا طويلة تحتوي على مصاصات.
يعيش الأخطبوط مع الشعب المرجانية ويتكون من ثمانية أذرع، بينما الحبار يتميز بعشر أذرع ويعيش في مجموعات صغيرة، وقد يتغير لونهم ليتماشى مع بيئتهم.
يستطيع الحبار أن يتحرك بسرعة كبيرة للخلف عبر دفع الماء، تاركًا خلفه سحابة من الحبر للتضليل عن مطارديها.
القشريات
تشمل القشريات المعروفة بالمفصليات، ومن أبرز أنواعها: الكابوريا والاستكوزا والجمبري، حيث يتميز الجسم بقشرة صلبة تحميها.
تتكون أطراف القشريات من مفاصل، ويمكنها التعويض عن الأجزاء المفقودة، وقد يحمل بعضها فوائد غذائية، ولكن ينصح الأطباء بتناولها بحذر بسبب ارتفاع مستويات الكولسترول.
الثدييات
الثدييات هي كائنات ذات دم دافئ، تلد أجنة وتقوم بإرضاعها، وتمتلك جلدًا سميكًا مبطنًا بالشحم لحمايتها من البرد.
تتكون عملية التنفس لدى الثدييات بالطريقة نفسها كما هو الحال في الحيوانات البرية، لكنها قادرة على الغوص لفترات طويلة دون الحاجة إلى الهواء.
يمكن للثدييات أن تغوص لعمق كبير، ومن أشهرها: كلب البحر والدلفين والحوت.
أسرع حيوان بحري على الإطلاق
تعتبر سمكة أبو شراع، أو ما يُعرف بالزعنفة الشراعية (Sailfish)، من أسرع الكائنات البحرية، حيث يمكنها السباحة بسرعة تصل إلى 30 مترًا في الثانية.
تتميز سمكة أبو شراع بقفزاتها السريعة في الجو وجسمها الذي يمتاز بالألوان الزرقاء المائلة للرمادي، حيث يصل طولها إلى 3 أمتار ووزنها تقريبًا 100 كجم.
تتواجد سمكة أبو شراع، أسرع حيوان بحري على الإطلاق، في المحيط الأطلسي والهادئ، وتفضل العيش في المياه الدافئة التي تصل حرارتها إلى 26 درجة مئوية.
سمكة أبو شراع
تُعرف بهذا الاسم نظراً لزعانفها التي تشبه شراع القارب، وتعيش أساسًا على الأسماك الصغيرة مثل الحبار والأخطبوط.
تُقدر متوسط عمر سمكة أبو شراع حوالي 7 سنوات، ويبلغ ارتفاع زعانفها ما يعادل طول جسمها في بعض الأحيان، مما يعطيها مظهرًا مميزًا.
تعتبر سمكة أبو شراع إحدى الأنواع التي تعتبر محط اهتمام لشغوف الصيد، سواء من الناحية الرياضية أو الترفيهية، ويمكن مشاهدتها في مجموعات تتكون من فردين أو أكثر.
حقائق حول سمكة الزعنفة الشراعية
فيما يلي بعض المعلومات الهامة حول سمكة أبو شراع:
- تتعاون سمكة أبو شراع مع الأسماك الزعنفية الأخرى لبناء سياج يتيح لها صيد الفريسة، بينما تحمي نفسها من افتراس الأسماك المفترسة باستخدام منقارها الحاد.
- تعتبر لحوم سمكة أبو شراع صعبة المضغ، لذا فهي ليست شائعة كوجبة بحرية في العديد من الأماكن حول العالم.
- تُعد متواجدة بشكل كبير في خليج المكسيك وسواحل المحيط الأطلسي بفوريدا والبحر الكاريبي.
- تضع أنثى سمكة أبو شراع عددًا كبيرًا من البيض قد يصل إلى 4.5 مليون بيضة في المرة الواحدة.
- حلقتها العليا تفوق الطول السفلي بمعدل الضعف تقريبًا.
- يحرص عشاق الصيد على صيد سمكة أبو شراع ليس بسبب الرغبة في تناول لحمها، بل للاستمتاع بتجربة الصيد المثيرة مع هذا الكائن الكبير.
أسماك أخرى سريعة جدًا
توجد العديد من الأسماك السريعة بعد سمكة أبو شراع، ومن أبرزها:
سمكة أبو سيف
تُعرف سمكة أبو سيف (Swordfish) بسرعتها الكبيرة، حيث تصل سرعتها إلى 111 كيلومتر في الساعة، وتصل بعض الإحصائيات إلى 129 كيلومتر في الساعة.
تتواجد سمكة أبو سيف في المحيطات الأطلسي، الهادئ، الهندي، وأيضًا في البحر الأبيض المتوسط، واكتسبت اسمها بسبب شكل منقارها الذي يشبه السيف.
تمتلك سمكة أبو سيف زعانف ظهرية طويلة وظهرًا ملونًا بالألوان السوداء المائلة للبني.
سمكة المارلين
تُعرف سمكة المارلين (Marlin) بخططها الفريدة، حيث تمتلك فكًا علويًا طويلًا يشبه الرمح وزعانف ظهرية طويلة.
سمكة الواهو
تتميز سمكة الواهو (Wahoo) بألوانها الخضراء المائل للزرقاء، وتنتشر بكثرة في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية في المحيط الأطلسي، الهادئ، الهندي، والبحر الكاريبي.
سمكة التونة
يظن الكثيرون أن سمكة التونة (Tuna) من أبطأ الأسماك البحرية نظرًا لظهورها وهي تسبح ببطء، لكن في الحقيقة، قد تصل سرعتها إلى أكثر من 64 كيلومتر في الساعة.