تُعرف الأحجار الصغيرة التي تُستخدم في التزيين بتقنية الفسيفساء، وهي تجسد فنًا قديمًا لا يزال يحتفظ بسحره وإبداعه على مر العصور. ويعود ذلك إلى ما تحمله من أفكار خلاقة ومنظمة ساهمت في مقاومة الاندماج مع التقنيات الحديثة، حيث ترفض الفسيفساء التخلي عن تقنياتها التقليدية التي تعتمد على الدقة والمهارة والإبداع والصبر.
تُستخدم قطع الأحجار الصغيرة الملونة في تشكيل رسومات ونماذج فنية رائعة تعكس مواضيع متنوعة مستوحاة من التراث والطبيعة، دون وجود أي حدود للإبداع.
تعريف الفسيفساء
- الفسيفساء تُعد واحدة من أشكال الفن الجميل، حيث يتجلى فيها الدقة والجمال في آن واحد.
- لإنشاء الفسيفساء، يجب تنفيذ عملية زخرفية على سطح معين أو لوحة معينة عن طريق ترتيب القطع الصغيرة.
- غالبًا ما تكون هذه القطع غير منتظمة في الحجم، إلا أنها تتجانس بشكل جذاب.
- يمكن أن تتكون القطع المستخدمة في الفسيفساء من الأحجار، المعادن، الزجاج، الطين، أو غيرها من المواد.
- يتم تجهيز مساحات معينة لتثبيت هذه القطع وفق خطة مُحددة بهدف الوصول إلى الشكل النهائي المطلوب.
- تستخدم مواد لاصقة للمساعدة في تثبيت هذه القطع وضمان تماسكها في أماكنها المحددة.
أنواع الفسيفساء
تنقسم الفسيفساء إلى عدة فئات رئيسية تعتمد على المواد المستخدمة وتقنيات التصنيع، وهي كما يلي:
أولًا: الفسيفساء التقليدية
- تستخدم في صناعتها أحجار مثل الرخام والجرانيت.
ثانيًا: الفسيفساء المصنوعة من الحصى.
ثالثًا: الفسيفساء المصنوعة من قطع بلاط السيراميك أو الزجاج، والتي تُقطع يدويًا.
رابعًا: الفسيفساء الصناعية.
- تُنتج من خلال تقطيع بلاط مُخصص بواسطة أدوات قطع صناعية.
أكبر لوحة فسيفساء في العالم
- توجد العديد من اللوحات الفسيفسائية في مختلف أنحاء العالم، وذلك بسبب انتشار هذا الفن العريق في الحضارات المختلفة.
- عند الحديث عن أكبر لوحة فسيفساء، نجد أن الأمر يتجه إلى فلسطين، وتحديدًا إلى مدينة أريحا.
- تمتاز المدينة بلوحة فسيفساء ضخمة تُغطى مساحة تقارب 826 متر مربع.
- توجد هذه اللوحة في قصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وتتكون من 28 لوحة صغيرة متصلة تعبر عن دقة ورقي في التصميم.
- تحتوي اللوحة على نحو 21 لونًا، وتقع تحديدًا في حمام القصر الذي تم تشييده عام 743 ميلادي.
- سُميت هذه اللوحة بـ “لوحة الحياة”، نظرًا لما تحتويه من رسومات تعبر عن مفاهيم السلم والحرب.
- تتوسط اللوحة شجرة بجوار أسد يُفترس غزالًا على اليسار، وغزالان آخران تعيشان بسلام على اليمين، محاطًا بأعمدة وزخارف متنوعة تتناغم مع الطابع الإسلامي.
معنى مصطلح الفسيفساء
- تستند كلمة “فسيفساء” إلى الكلمة اليونانية “muses”، والتي تشير إلى آلهة الفنون والجمال، وتعود أصولها إلى الإلهام الفني.
- انتقلت الكلمة إلى العربية عبر “psephos” وتم تعريبها لتصبح “فسيفساء”، ويُطلق عليه أيضًا مصطلحات مثل المكعبات المنتظمة وغير المنتظمة.
تصنيف الفسيفساء
يمكن تصنيف الفسيفساء إلى نوعين رئيسيين وفقًا لنوع المادة المستخدمة وطريقة التنفيذ:
- أنواع الفسيفساء حسب المواد: زجاج، حجر، سيراميك، وغيرها.
- أنواع الفسيفساء حسب طريقة التطبيق: باركيترى، تارسيا، وترصيع.
وسوف نتناول هذه الأنواع بالتفصيل.
أولًا: باركيترى
- يتم في هذا النوع استخدام شظايا فسيفساء تشكل أشكالًا هندسية متنوعة، مثل المربعات والمستطيلات مثلًا.
- يُستعمل هذا الشكل كقاعدة قبل إضافة أي رسومات.
- يتم لصق الشظايا مع الاهتمام بالتناسق اللوني.
- كما يتم استخدام المعادن مثل النحاس والبرونز بجانب الزجاج.
ثانيًا: تارسيا
- يمتاز هذا النوع بتداخل الفني، إذ تكون الفسيفساء مزخرفة وتحفظ بتنسيق دقيق.
- تُلصق بلاطات الفسيفساء بطرق دقيقة على الأسطح، مع التركيز على تساوي السطح.
- تُعتبر الأكثر شيوعًا في العصر الحديث.
ثالثًا: ترصيع
- هذا الأسلوب يعتمد على دمج قطع صغيرة مع بعضها، وغالبًا ما يستخدم في تصميم الأسطح الخشبية.
- يتم تلميع السطح ليبدو متماسكًا ومتجانسًا.
رابعًا: كتلة الفسيفساء
- يتضمن تقسيم الشكل إلى كتل صغيرة مشابهة للبلاط، وتكون بألوان موحدة.
- استمر هذا النوع في التطور في إيطاليا، ويُستخدم غالبًا لإنشاء لوحات صغيرة.
المواد المستخدمة في تصنيع الفسيفساء
تختلف المواد المستخدمة في الفسيفساء حسب التصميم المطلوب وتشمل:
- الزجاج
- الحجر
- السيراميك
- smaltovaya