يعتبر نقص النوم من المشكلات الصحية التي تؤثر بشكل كبير على حياة الفرد، حيث يؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية طالت الذاكرة والمظهر العام، بالإضافة إلى التأثير على الوزن وصحة الجسم بشكل عام. وتزداد خطورة هذه الآثار عندما يصبح نقص النوم عادة مزمنة.
أضرار قلة النوم
تترتب العديد من الأعراض والمخاطر المرتبطة بنقص النوم، ومن أبرزها:
- فقدان الطاقة
- الصداع
- الشعور بالغضب لأتفه الأسباب
- كذلك تتضمن الأعراض الأكثر خطورة مشكلات الذاكرة وضعف مناعة الجسم.
- سنستعرض في هذا المقال جميع هذه الأعراض، فضلًا عن بعض الأعشاب التي تساعد على النوم السريع.
لماذا يعتبر النوم أساسيًا؟
- يُعد النوم ضروريًا لاستمرار الحياة، حيث أظهرت الأبحاث أن الكائنات الحية التي تم حرمانها من النوم في ظروف مختبرية تعرضت لهلاك.
- حيث يعاني الأشخاص الذين يعانون من نقص النوم من مخاطر صحية جسيمة تهدد حياتهم.
- وقد أشارت دراسات أجرتها مؤسسات أكاديمية مرموقة حول العالم إلى أن الأشخاص الذين يعانون من جودة نوم منخفضة يكونون عرضة للوفاة بنسبة تصل إلى 30% مقارنةً بمن ينامون 7-8 ساعات يوميًا.
تأثير النوم على الدماغ
- تؤكد الدراسات الأمريكية الحديثة على أهمية النوم في مساعدة الدماغ على التخلص من السموم المتراكمة نتيجة العمل.
- والمعلوم أن دماغ الإنسان يبقى نشطًا طالما كان الشخص مستيقظًا.
- يساهم النوم أيضًا في تعزيز الذاكرة، وتحسين قدرة الفرد على فهم الظواهر والتعلم.
- فخلال فترة النوم، يتمكن العقل من تسجيل المعلومات المستوعبة أثناء فترة اليقظة واسترجاعها بشكل أسرع.
العمليات الحيوية التي تحدث أثناء النوم
- يجهل الكثيرون أن النوم يمكن أن يسهم في فقدان الوزن بعض الشيء نتيجة التعرق والتنفس.
- كما ينتج أيضًا زيادة طفيفة في الوزن بسبب تمدد فقرات العمود الفقري لتخفيف الضغط الناتج عن وزن الجسم.
- تحدث أثناء النوم انخفاضات في معدل ضربات القلب وضغط الدم، حيث يكون الجسم في حالة من الاسترخاء وقلما يحتاج لضخ الكثير من الدم.
- كما تؤثر حالة النوم على نشاط الأطراف، مما يشلها مؤقتًا لتفادي ردود الفعل عند التعرض للأحلام.
- فعلى سبيل المثال، تمنع هذه الظاهرة الشخص من السير أثناء نومه.
- كما كشفت الأبحاث تأثير النوم على ارتعاش العينين وانخفاض درجة حرارة الجسم وزيادة الغازات المعوية نتيجة ارتخاء العضلات.
- ويعزز النوم من إنتاج الكولاجين، مما يساهم في الحفاظ على صفاء البشرة وصحتها.
- تظهر هذه الظواهر القيمة الحقيقية للنوم كعنصر حيوي في حياة الإنسان.
دورات النوم الطبيعية
- تنقسم فترة النوم لدى الأفراد إلى دورات، حيث تمتد كل دورة على مدار 90 دقيقة.
- تبدأ الدورة بنوم خفيف يليها نوم عميق ثم تعود إلى النوم الخفيف مجددًا.
- هذا يعني أنه سيكون من الأسهل على الشخص الاستيقاظ أثناء فترة النوم الخفيف، في حين ستصبح العملية أصعب إذا تم الاستيقاظ خلال النوم العميق.
- لتجنب هذا الأمر، يُنصح بأن ينام الأفراد مدة من الدورات التي تكون مضاعفات 90 دقيقة مثل ساعة ونصف أو ثلاث ساعات ونصف، أو أي تكملة من هذا القبيل، لتسهيل عملية الاستيقاظ.
مشروبات طبيعية تعزز النوم السريع
مشروب اليانسون
- يساعد اليانسون في استرخاء عضلات الجسم، ويعتبر من أفضل المشروبات التي يمكن تناولها.
- يمكن شرب مغلي اليانسون المحلى بالعسل قبل ساعة من موعد النوم.
مشروب الزنجبيل
- يُعد الزنجبيل من الأعشاب التي تساهم في تهدئة الأعصاب والتخلص من الأرق.
- يمكن تحضير مشروب الزنجبيل المغلي عن طريق إضافة شرائح من الزنجبيل الطازج إلى الماء حتى الغليان، ثم تحليته بالعسل.
الموز وحليب اللوز
- يحتوي الموز على المغنيسيوم، التريبتوفان، والميلاتونين، بالإضافة إلى غناه بالبوتاسيوم الذي يساعد على الاسترخاء.
- يساهم حليب اللوز في تحسين جودة النوم، لذا يُفضّل تناول عصير الموز مع حليب اللوز، حيث يعزز من راحة العضلات ويضمن نومًا هنيئًا دون أرق.
مشروب النعناع
- يُعتبر من أبرز المشروبات المساعدة على استرخاء الجهاز الهضمي، مما يسهل من عملية النوم العميق.
- أظهرت الدراسات أن اضطرابات الجهاز الهضمي تعتبر من العوامل المساهمة في نقص النوم.
- لذا يجب تناول مشروب النعناع المغلي أو المنقوع لمعالجة هذه المشكلة.
مشروب البابونج
- يوفر مشروب البابونج المغلي سهولة في النوم، حيث أظهرت دراسات متعددة أن تناول شاي البابونج بانتظام قبل النوم يعزز من جودة النوم ويقلل من القلق والتوتر.
الحليب الدافئ
- شرب كوب من الحليب الدافئ قبل النوم يمكن أن يساهم في تعزيز النوم العميق، بفضل احتوائه على الأحماض الأمينية، بما في ذلك التريبتوفان.
- ذلك بدوره يحفز إفراز هرمون السعادة (السيروتونين) الذي يعزز النوم ويقلل من الأرق ليلًا.
الأضرار الناجمة عن قلة النوم
استمرار نقص النوم قد يؤدي إلى الوفاة
- أظهرت أبحاث بريطانية أن الأشخاص الذين لديهم أنماط نوم غير منتظمة وعادات نوم سيئة يتعرضون لمخاطر وفاة أعلى من أولئك الذين يتمتعون بنوم كافٍ.
نقص النوم يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب
- تظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من نقص النوم هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنةً بالأشخاص الأصحاء.
نقص النوم وارتباطه بالنسيان
- يعمل الدماغ على تخزين المعلومات الجديدة في الذاكرة القصيرة المدى قبل تحويلها إلى الذاكرة الطويلة المدى، ويحدث هذا التحول بدرجة أكبر خلال النوم.
- لذا يؤثر نقص النوم سلبًا على الذاكرة الطويلة المدى وقد يؤدي للنسيان.
قلة النوم والإرهاق وتأثيرهما على الحوادث
- ترتبط العديد من الحوادث الخطيرة بقلة النوم والإرهاق الذي يعاني منه الفرد، حيث تُظهر الدراسات أن السائقين الذين يعانون من نقص النوم يتحملون نفس المخاطر كما السائقين تحت تأثير الكحول.
قلة النوم وتدهور الصحة العامة
تزيد سوء الحالة الصحية ونقص النوم من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، حيث أظهرت الدراسات أن 90% من الأفراد الذين يعانون من الأرق مصابون على الأقل بأحد الأمراض المزمنة التي تهدد الصحة.
تشمل الأمراض المرتبطة بقلة النوم ما يلي:
- السكري
- السكتات الدماغية
- أمراض القلب والأوعية
- قصور في وظائف القلب
- الأزمات القلبية
- عدم انتظام ضربات القلب
- ارتفاع ضغط الدم
قلة النوم والاكتئاب
- الاكتئاب يعد من الأعراض الشائعة لقلة النوم. في استطلاع أُجري عام 2005 حول العلاقة بين الأرق والاكتئاب، تبين أن معظم المشاركين ينامون أقل من ست ساعات ليلًا.
- الاكتئاب والأرق مرتبطان بشكل وثيق، حيث يؤدي كل منهما إلى تفاقم الآخر.
قلة النوم وزيادة الوزن
- يؤدي نقص النوم إلى تأثيرات سلبية على الشهية وإحساس الشخص بالجوع، حيث يزيد من إنتاج هرمون الجريلين الذي يعزز الشعور بالجوع ويقلل من إنتاج هرمون الليبتين الذي يقلل من الشهية.
- هذا يؤدي بدوره إلى تناول كميات أكبر من الطعام، مع ميل لتناول الأطعمة الدهنية، مما يسهم في السمنة على المدى الطويل.
- تشير الدراسات إلى أن أولئك الذين ينامون أقل من سبع ساعات في الليلة يتعرضون لخطر السمنة بنسبة 30% مقارنة بأولئك الذين ينعمون بنوم كافٍ.
قلة النوم وتأثيرها على التعلم
- يعد النوم ضروريًا للتركيز وتحصيل المعرفة، حيث يؤثر نقص النوم سلبًا على الانتباه والتركيز، مما يؤثر على الرغبة في التعلم والاهتمام بالتحصيل الدراسي.
- من المعروف أن المهارات المكتسبة خلال النهار يتم تحويلها إلى ذكريات خلال الليل. وبالتالي، يحتاج الشخص إلى كمية كافية من النوم لتخزين ما تعلمه في الذاكرة الطويلة المدى.
تأثير قلة النوم على القدرة على اتخاذ القرارات
- ينعكس نقص النوم سلبًا على قدرة الفرد على التحليل واتخاذ القرارات، كما يؤثر على ردود أفعاله وتقديم الاستجابات المناسبة.
قلة النوم وتأثيرها على صحة الجلد
- قد تساهم ليلة واحدة من الأرق في ظهور علامات التعب على الجلد، مثل الشحوب والانتفاخات تحت العين.
- ومع استمرار الأرق كعادة درب، قد تتضاعف مشكلات الجلد لتصبح دائمة، مثل التجاعيد وفقدان النضارة.
- تؤثر قلة النوم أيضًا سلبًا على مرونة الجلد، مما يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول الذي يمكن أن يؤدي إلى تفكك البروتينات المهمة لمرونة الجلد.
القضايا المرتبطة بقلة النوم
قلة النوم وتأثيرها على الرغبة الجنسية
- يعاني الأفراد، سواء من الرجال أو النساء، الذين يعانون من نقص النوم من تدني الرغبة في ممارسة النشاط الجنسي.
- إذ يؤثر نقص النوم سلبًا على مستويات الطاقة مما يزيد من التوتر، وبالتالي يجلب الشعور بالقلق تجاه النشاط الجنسي.