تعتبر دمشق واحدة من أقدم العواصم في التاريخ، وقد تجاذبت آراء العديد من العلماء حول هذا الموضوع، إلا أن الإجماع يميل إلى اعتبارها من أقدم العواصم التي عرفها الإنسان. سنستعرض في هذا المقال أبرز المعلومات المتعلقة بعاصمة الجمهورية العربية السورية، دمشق.
دمشق: أقدم عاصمة تاريخية
- تعتبر دمشق من أقد العواصم عبر العصور، حيث تعود جذور المدينة إلى ما قبل التاريخ.
- حافظت دمشق على مكانتها التاريخية كمنارة حضارية وتجارية وثقافية على مر العصور.
- تتميز المدينة بوجود العديد من الآثار والحفريات التي تدعم مكانتها التاريخية وتظهر قدم وجودها.
- تعتبر دمشق من أكثر المدن اكتظاظًا بالسكان عبر العصور، ولا تزال تحتفظ بهذا اللقب حتى يومنا هذا.
- بعد الفتح الإسلامي، اختارتها الخلافة الأموية لتكون عاصمتها، لتصبح بذلك أول عاصمة للدولة الأموية.
- فتحشعت دمشق كمركز تجاري مهم في التاريخ، وشهدت نشاطًا ثقافيًا ملحوظًا بفضل علمائها وتجارها وحرفييها.
أصل تسمية مدينة دمشق
- ترتبط تسمية دمشق بالإسم العربي “ديماشكا” والذي يعود أصله إلى اللغة السامية.
- يعتقد البعض أن اسم المدينة “شام” يعود إلى سام بن نوح، لكن المؤرخين يختلفون حول المعنى الدقيق للاسم، حيث يُعتقد أنه يعني “الأرض العامرة” أو “الزاهرة” وفقًا للأشوريين.
- تعد دمشق الآن عاصمة الجمهورية العربية السورية.
تاريخ دمشق كأقدم عاصمة
- تعود تاريخ مدينة دمشق إلى ما قبل التاريخ، حيث شهدت المدينة قيام حضارات عديدة وثقافات متلاحقة، وتعتبر ملتقى حضارات متعاقبة.
- يعود تاريخ دمشق وفق بعض المؤرخين إلى 9000 سنة قبل الميلاد، يدعم ذلك وجود حفريات في تل الرماد.
- هناك أيضًا من يعتقد أن تاريخ المدينة يعود إلى 7000 ق.م، بالإشارة إلى اكتشافات تل العلية التي ترجع إلى 4000 سنة قبل الميلاد.
- تشير الاكتشافات في تل مردخ إلى آثار تعود إلى 3000 ق.م.
- تستمر دمشق في كونها مركزًا ثقافيًا وفكريًا منذ العصور القديمة كأقدم منطقة مأهولة بالسكان ولا تزال تحتفظ بهذا اللقب.
- كما تم العثور على آثار أثناء بناء المسجد الأموي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وذُكرت اسم دمشق في محفوظات إبلا.
الأحداث التاريخية لدمشق كعاصمة قديمة
- تظهر الأدلة أن دمشق ارتبطت بالحضارة المصرية القديمة حيث غزتها مصر في القرن 15 قبل الميلاد بقيادة تحتمس الثالث، تحديدًا في عام 1490 ق.م، وذلك وفقًا للنقوش الموجودة في معابد تل العمارنة.
- تأثرت المدينة أيضًا بالحضارة اليونانية قبل احتلالها من قبل الأنباط في عام 85 قبل الميلاد، لكنهم فقدوا السيطرة عليها بعد 21 عامًا.
- تحولت دمشق إلى مقاطعة رومانية، وكانت نقطة انطلاق عسكرية ضد الفرس، وأعاد الإمبراطور هادريان مكانتها كعاصمة مجددًا في القرن الثاني الميلادي.
- تحت حكم سيفيروس ألكسندر، عادت دمشق لتصبح مستعمرة رومانية.
- بعد الفتح الإسلامي بقيادة الخليفة عمر بن الخطاب عام 636م، أصبحت دمشق مركزًا رئيسيًا لنشر الإسلام وفتحت من خلالها القدس، كما فتحت جنودها مصر وباقي البلاد الإسلامية.
- أصبحت عاصمة الخلافة الأموية بفضل معاوية بن أبي سفيان، واستمرت كعاصمة لمدة قارب القرن (661م – 750م)، محققة اتصالات ثقافية بين إسبانيا شرقًا والهند غربًا حتى سقطت الدولة الأموية على يد العباسيين.
- توالت على المدينة عدة دول إسلامية مثل الفاطميين، لكنها استعادة حيويتها في زمن الأمير نور الدين زنكي، الذي جعلها عاصمته. وازدهرت دمشق أيضًا في عهد صلاح الدين الأيوبي.
- جمعت المدينة خلال التاريخ تحت سلطة الأتراك السلاجقة عام 1076م، مما أفقدها مكانتها السياسية، لكن لم تفقد مكانتها التجارية خلال الحكم العثماني، حيث كانت مركزًا لرحلات الحج القادمة من الأناضول.
- على الرغم من المحاولات المتكررة للاستيلاء على المدينة من قبل الحملات الصليبية، فشلت جميعها في إسقاط المدينة.
دمشق في زمن المماليك
- أصبحت دمشق خلال حكم المماليك ولاية تابعة لمصر ومقرًا لنائب السلطان.
- بعد أن سقطت تحت سيطرة المماليك عام 1260م، برزت البضائع الدمشقية على الساحة العالمية، مما جعل منها مركزًا تجاريًا مهمًا خلال هذه الفترة.
- استهدف المغول المدينة نظرًا لمكانتها التجارية العالمية، وتعرضت لغزو مغولي أدى إلى نقل الحرفيين والتجار والعلماء إلى عاصمة المغول، سمرقند.
- على الرغم من ذلك، سعى المماليك لاستعادة المدينة وعملوا على إعادة إعمارها.
- خلال الحرب العالمية الأولى، كانت دمشق قاعدة عسكرية للقوات التركية والألمانية.
- نجحت القوات الفرنسية في احتلال المدينة عام 1920 واستمرت السيطرة حتى عام 1945، حيث عصى الدمشقيون الاحتلال وقدموا عدة مقاومات.
- تحقق الاستقلال الكامل لدمشق، وسحبت قوات البلدين الفرنسية والبريطانية، وتم إعلان دمشق كعاصمة للجمهورية السورية المستقلة عام 1945.
تاريخ دمشق القديم
- توجد أدلة كثيرة على وجود دمشق في مختلف الحضارات القديمة.
- تشير الدراسات إلى أن حضارة الشام ومصر تعدان من بين أقدم المدن التي سكنها الإنسان البدائي.
- تم العثور على آثار في مصر تشير إلى مدينة تدعى “دمشقا”، تعود إلى ما قبل 1500 ق.م، وقد تم غزوها من قبل تحتمس الثالث.
- كما ظهرت حفريات في المسجد الأموي تعود إلى نحو 1500 ق.م.
- بفضل موقعها الاستراتيجي ومكانتها التجارية، أصبحت قبلة للغزاة على مر التاريخ.
- نجحت المدينة في مقاومة العديد من الغزاة، لكنها سقطت في يد الأشوريين عام 732 ق.م.
- توالت الغزوات، حيث استولى بوخد نصر، ملك بابل، عليها عام 600 ق.م، وتعرضت للسيطرة من قبل الفرس، ثم الإسكندر الأكبر عام 333 ق.م، حتى أصبحت مقاطعة رومانية عام 21 ق.م.
معالم حضارية في مدينة دمشق
تتعدد المعالم في دمشق نظراً لتراكم الحضارات عليها، ومنها الجامع الأموي ومسجد السيدة زينب وخان أسعد باشا.
كنيسة حنانيا
- تعود هذه الكنيسة إلى العصر الروماني، وتعتبر من أقدم الكنائس عبر التاريخ.
قلعة دمشق
- شيّدت القلعة بواسطة الأمير أتسز بن أوق السلجوقي عام 1079، وأكمل بناءها الأمير أرسلان.
- فيما بعد، أعاد الأيوبيون بناءها وتقويتها مع إضافة أبراج جديدة في عهد صلاح الدين الأيوبي.
الجامع الأموي
- يعود تاريخه إلى الدولة الأموية ويعد من أبرز المعالم المعمارية التي تركتها الحضارة الأموية.
- يعتبر أحد أكبر المساجد في العالم وأحد أقدم المعالم الإسلامية بعد مسجد عمرو بن العاص في مصر، وقد أسسه الوليد بن عبد الملك.
القصر العظم
- يعتبر نتاجاً لتراث العثمانيين في سوريا، حيث شُيد خلال فترة حكم الأتراك في دمشق، ويتميز بتصميمه المعماري الرائع.
التكية السليمانية
- ترتبط بالتاريخ العثماني إذ أمر السلطان سليمان القانوني بتشييدها، مما يدل على التأثير العثماني في دمشق.
- تتميز بمئذنتين، وتضم أيضًا تكية كبرى تعتبر مدرسة ومسجد، بينما تكية صغرى كانت بمثابة حرم للصلاة وباحة للحرف اليدوية.
خان العظم
- أو خان أسعد باشا، تأسس عام 1167 هجريًا، ويتوسط المدينة ويتميز بتصميمه المعماري وزخرفته الخشبية.
- يتضمن الخان 82 غرفة موزعة على عدة طوابق.
البيمارستان النوري
- يعد البيمارستان النوري من أوائل كليات الطب، حيث أُسس كمشفى ومدرسة لتعليم الطب في عام 549 هجرية، بأمر من نور الدين زنكي.
- صُمم ليستوعب أكثر من 1300 سرير، إضافةً إلى القاعات الجديدة التي أضافها الطبيب بدر الدين.
مدرسة عبد الله العظم
- أنشأها عبد الله العظم عام 1193 هجرية، وتعتبر إضافة معمارية ثقافية مهمة من فترة الحكم العثماني.
- بنيت من حجارة البازلت، وتعد مكتبة ومركزًا للمدرسين أيضًا.
مدن قديمة أخرى
دمشق تعتبر أقدم عاصمة في التاريخ، ولها أيضًا مدنٌ قديمة مهمة أخرى، ومنها:
الإسكندرية في مصر
- تأسست الإسكندرية على يد الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد.
- تمتاز بكونها مدينة ساحلية تقع على البحر الأبيض المتوسط، وتعد واحدة من أهم المدن القديمة عالميًا.
- كانت مركزًا حضاريًا وثقافيًا بارزًا وتأثرت بالعديد من الحضارات مثل الإغريق والرومان والمصريين.
قرطاج في تونس
- تأسست مدينة قرطاج في القرن الثامن قبل الميلاد من قبل المستوطنين الفينيقيين.
- عُدت عاصمة الإمبراطورية القرطاجية وواحدة من أهم المدن القديمة على البحر الأبيض المتوسط.
- تاريخها العريق يتجلى في آثارها ومعالمها التاريخية مثل مسرح قرطاج الروماني.
إسطنبول في تركيا
- تأسست في القرن الرابع قبل الميلاد تحت اسم “بيزنطة”، وفيما بعد تحولت إلى العاصمة الرومانية الشرقية، وأعطيت اسم “كونستانتينوبول” نسبةً للإمبراطور كونستانتين الأول.
- أصبحت العاصمة البيزنطية بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، ومن ثم صارت عاصمة الإمبراطورية العثمانية.
- تم تغيير الاسم إلى إسطنبول في عام 1930 بعد تأسيس الدولة التركية الحديثة.