في حديث اليوم، نستعرض أبرز أقوال أبو بكر الصديق حول الصبر في مواجهة وفاة الرسول، وذلك من خلال منصة مقال.
لم يشهد المسلمون يوماً أعظم قسوة منذ بدء البشرية وحتى اليوم الذي توفي فيه سيد الخلق، الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
حقيقة وفاة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
إن وفاة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام هي حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها، رغم ثقلها على القلوب.
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزُّمر: 30]
هذه الحقيقة كان لها تأثير عميق في نفوس الصحابة والتابعين حتى يومنا هذا، حيث شكلت صدمة قوية أفقدت الكثير منهم قدرتهم على التصديق في البداية.
تاريخ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
توفي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يوم الاثنين، الثاني عشر من شهر ربيع الأول في السنة الحادية عشرة من الهجرة، وكان عمره في ذلك الوقت ثلاثة وستون عاماً.
وبحسب ما أورده ابن حجر، فإن توقيت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم هو يوم الاثنين دون خلاف، مع إجماع حول كون التاريخ هو الثاني عشر منه.
هل كان النبي مدركاً لقرب وفاته؟
- وقد أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه إلى المسلمين ليبلغ الرسالة ويؤدي الأمانة.
- وبعد إكماله هذه المهمة، ندرك أنه قد أتم عمله وأدى الأمانة بأفضل صورة.
- قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} (آل عمران: 185)، وهذا يدل بشكل قاطع على أن النبي الكريم هو واحد من البشر، وسيختبر الموت مثلهم.
- لذلك، أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن وفاته ستكون لها عواقب غير عادية.
- أقر النبي بأثر فقده على المسلمين، فقال في ذلك:
- (يا أيها الناس: من أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي بدلاً من مصيبته بأحد غيري، فإنه لن يصاب أحد من أمتي بمصيبة أشد من مصيبتي) رواه ابن ماجه.
رد فعل الصحابة عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
لا شك أن وفاة النبي الكريم كانت اختباراً صعباً للكثيرين، وقد كانت أشد فتكاً على الصحابة نظراً لقربهم منه وحبهم الكبير له.
فبعض الصحابة فقدوا القدرة على الكلام من هول الصدمة، وجلس آخرون في حالة من الذهول، بينما أنكر العديد من الواقفين حقيقة الواقعة في البداية.
في رواية أحمد، ذكر أنس: (عندما دخل رسول الله المدينة، أضاءت المدينة كلها، لكن في اليوم الذي توفي فيه، أظلم كل شيء).
وأضاف: (لم نتمكن من تحرير أيدينا عن رسول الله حتى شعرنا بأن قلوبنا قد انكفأت).
أقوال أبو بكر الصديق حول الصبر في وفاة الرسول
- عقب وفاة الرسول في بيته، كان أغلب الصحابة والتابعين محيطين به.
- لقد كانوا في حالة من القلق والحزن الشديدين بسبب مرضه.
- تأملاتهم كانت تنبع من محبتهم الكبيرة لسيد الخلق وحبيب المرسلين.
- عندما ترتب معرفة وفاة النبي، توالت ردود الفعل المختلفة بين الصحابة.
- روت عائشة رضي الله عنها: (فقد توفي الرسول وأبو بكر بالسُّنح، فقال عمر: والله ما مات رسول الله، فقالت عائشة: وقال عمر: والله ما كنت أظن ذلك، وسيبعثنه الله ليقطعن أيدي رجال وأرجلهم).
عبارات أبو بكر الصديق حول الصبر على وفاة الرسول
- عندما اقترب أبو بكر من رسول الله، كشف عنه وقبله، قائلاً: بأبي وأمي، لقد كنت طيباً في الحياة والممات.
- والذي نفسي بيده، لن يذيقك الله الموتتين أبداً، ثم خرج من المكان، قائلاً: أيها الحالف، انتبه.
- بعد ذلك، بدأ أبو بكر بالتحدث قائلاً: من كان يعبد محمداً فقد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
- استشهد بآيات من القرآن: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } (الزمر:30)، و {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ } (آل عمران:144)، مما أدى إلى بكاء الحضور.) رواه البخاري.
- قال ابن عباس رضي الله عنهما: والله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت فيهم، حتى تلاها أبو بكر—مع أنها نزلت قبل أكثر من سبع سنوات—فتلقاها الناس جميعاً.
لا تفوتك قراءة: