تحديد العضلة الأقوى في جسم الإنسان يعتبر أمرًا صعبًا، حيث أن العضلات تعمل بشكل متكامل ولا تنفرد بالعمل بمفردها. وقد أظهر العلماء أن هناك العديد من العضلات التي يمكن اعتبارها من بين الأقوى في الجسم.
تختلف هذه العضلات من حيث وظيفتها وآلية عملها وموقعها في الجسم، لذا سنستعرض في هذا المقال أهم المعلومات حول كل عضلة.
أقوى العضلة في جسم الإنسان
تعتمد قوة العضلات على عدة عوامل، مثل القوة الديناميكية والقوة المطلقة وقوة التحمل.
هناك أيضًا عوامل حيوية وميكانيكية تؤثر على هذه القوة، مثل طول العضلة ونقطة اتصالها بالعضلات الأخرى، فضلاً عن قدرتها على القيام بالعمل المستمر طيلة الحياة.
لذلك، يصعب تحديد العضلة الأقوى بشكل قاطع، نظرًا لتعاون العضلات ووحدتها في العمل.
ومع ذلك، اجمع العلماء على أن العضلة الماضغة الموجودة في الفم على جانبي الفك تعد من بين الأقوى، اعتمادًا على القوة المطلقة وقدرتها على توليد كميات كبيرة من القوة.
كما أشار البعض إلى أن العضلة الألوية الكبرى الموجودة في الأرداف تُعد من أقوى العضلات في الجسم، بالإضافة إلى العضلة الفخذية المستقيمة، التي هي إحدى العضلات الأربعة في الفخذين.
العضلة الماضغة
تُعتبر العضلة الماضغة من أقوى العضلات بناءً على القوة المطلقة، وفيما يلي ميزاتها:
- تقع في الفك وتعمل جنبًا إلى جنب مع ثلاث عضلات أخرى، وهي العضلة الصدغية، والعضلة الجناحية الإنسية، والعضلة الجناحية الجانبية.
- تساعد في فتح وغلق الفم من خلال التحكم في حركة الفك السفلي، مما يسهل عملية مضغ الطعام.
- تقوم بإغلاق الأسنان بقوة، حيث تصل هذه القوة إلى ٢٥ كيلوغرام على القواطع، و٩١ كيلوغرام على الأضراس.
- تلعب دورًا حيويًا في حياة الإنسان، حيث تعمل بشكل مستمر ودائم دون تعب.
- ترتبط هذه العضلة بعظام الوجنتين والفك السفلي بشكل متوازي أضلاع، وتنقسم إلى أجزاء سطحية وأجزاء عميقة.
- تشبه الأجزاء السطحية الأوتار في العضلات، وهي الجزء السميك المتصل بعظام الوجنتين.
- بينما الأجزاء العميقة أصغر في الحجم لكن تحتوي على نسبة أعلى من الأنسجة العضلية، وتتصل بعظام الفك السفلي.
- تتغذى العضلة الماضغة على عصب واحد من الفروع العصبية ثلاثية التوائم.
- تظهر تأثيرات سلبية على شكل الفك على الأشخاص الذين يضغطون على أسنانهم أو يطحنونها أثناء النوم، نتيجة العمل المستمر للعضلات الماضغة طوال اليوم.
العضلات في جسم الإنسان
يتكون جسم الإنسان من حوالي ٤٠% من العضلات، والتي تزيد عن ٦٠٠ عضلة مختلفة تتوزع في مختلف أجزاء الجسم. تمتاز هذه العضلات بالتالي:
- تسهل الحركة وتدعم جميع الأنشطة العضلية بالإضافة إلى حركة الأعضاء الداخلية.
- تتكون العضلات من ألياف عضلية يصل عددها إلى عشرات الآلاف في كل عضلة، ويتراوح طول الليفة العضلية الواحدة إلى ٤٠ مم.
- تتولى الأعصاب التحكم في حركة العضلات من خلال انقباضها وانبساطها، وتعتمد قوة الحركة على نسبة الألياف العضلية الموجودة.
- تستمد العضلات قوتها من جزيئات الطاقة الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي للطعام، وتحويلها إلى أدينوزين ثلاثي الفوسفات، الذي يُستخدم لاحقًا كطاقة ميكانيكية للحركة.
- تنقسم العضلات في الجسم إلى نوعين: العضلات الإرادية، التي يمكن التحكم فيها، والعضلات غير الإرادية، مثل عضلة القلب.
- يوجد ثلاثة أنواع من العضلات في الجسم: العضلات الملساء، العضلات القلبية، والعضلات الهيكلية.
عضلة القلب
يعد القلب أقوى عضلة في جسم الإنسان من حيث التنظيم والاستمرارية والقدرة على العمل بشكل متواصل. وفيما يلي نبذة عن خصائصه:
- يقوم القلب بضخ الدم في كافة أجزاء الجسم من خلال انقباضات منتظمة ومتناغمة.
- يستمر القلب في النبض بشكل منتظم، ويصل عدد نبضاته إلى حوالي ٤٠ مليون نبضة سنويًا.
- يضخ القلب نحو ٥٩ ملليلتر من الدم عند كل انقباضة.
- يحتوي القلب على جانبين: الأيسر والأيمن، ويتكون من أربع غرف تشمل بطينين وأذينين.
- تتكون عضلة القلب من عضلات غير إرادية تعمل باستمرار دون تدخل من الإنسان.
عضلة اللسان
يمكن اعتبار اللسان أقوى عضلة في جسم الإنسان من حيث السرعة والقدرة على العمل دون تعب. من أبرز ميزاته:
- يساعد اللسان في النطق ويتيح القدرة على الكلام بسهولة، من خلال حركته السريعة والمتواصلة.
- يلعب دورًا رئيسيًا في تحريك الطعام داخل الفم، مما يسهل عملية المضغ والهضم.
- يساهم بشكل كبير في عملية تذوق الطعام، بفضل وجود نتوءات صغيرة تُعرف بحليمات التذوق التي تتصل مباشرة بالمخ.
- يُغطى اللسان بأغشية مخاطية وردية، ويتصل من الأمام بقاع الفم عبر حبل صغير يسمى اللجام، ومن الخلف يرتبط بالعظم اللمي في الجمجمة.
عضلة الرحم
تُعتبر عضلة الرحم من العضلات القوية في جسم الإنسان، بفضل قدرتها على الانقباض والانبساط أثناء الحمل والولادة. وتتكون من:
- ثلاث طبقات: الطبقة الخارجية المكونة من الأنسجة الظاهرية، والطبقة الوسطى التي تضم أليافًا ملساء قوية مع وجود الأعصاب والأوعية الدموية، والطبقة الداخلية المعروفة باسم بطانة الرحم والتي تتجدد شهريًا وتخرج أثناء فترة الحيض.
- يتم التحكم في نشاط عضلات الرحم الداخلية بواسطة المبايض ومجموعة من الهرمونات، وتختلف طبيعة بطانة الرحم من أنثى لأخرى، وقد تتغير على مر الزمن بسبب الحمل والولادة وفترات انقطاع الدورة الشهرية.
عضلة الأرداف
تُعتبر عضلة الأرداف من أقوى العضلات في الجسم، ومن الخصائص الرئيسية لها:
- ترتبط نهاية العمود الفقري “العصعص” بالأجزاء القريبة منها، مما يمنحها القوة والصلابة.
- تساعد في حركة الفخذين، مما يسهل عملية الجلوس والوقوف والمشي وصعود الدرج.
- في حالة تعرض العضلات للأمراض، قد يؤدي ذلك إلى شعور بالآلام ويؤثر سلبًا على حركة الشخص.
العضلة النعلية
العضلة النعلية هي عضلة مسطحة توجد في الساقين، وتمتاز بالخصائص التالية:
- تساعد في حركة القدمين عبر تسهيل عملية ثني الكاحل عند ثبات عضلة الساق فوق الركبة.
- تلعب دورًا مهمًا في الحركة، مما يُعزز القدرة على المشي والجري.
- تنشأ العضلة النعلية من العظام السفلية للساق، وتمتد من الساق إلى العضلات المعدية عبر وتر أخيل الموجود في الكعب.
العضلة المستقيمة الفخذية
تعتبر العضلة المستقيمة الفخذية من أقوى العضلات في جسم الإنسان نظرًا لدورها الأساسي في حركات الجسم المختلفة، وخصائصها تشمل:
- تتكون عضلات الفخذ من ثلاث مجموعات: العضلات الرباعية، والعضلات المقربة، وعضلات أوتار الركبة.
- تساعد في ثني الساقين والورك، كما تسهل حركة الركبة.
- تساهم في جميع حركات القدمين المتعلقة بالركل والمشي والجري، وتعمل على الحفاظ على توازن الجسم سواء في وضع الجلوس أو الوقوف.