أنشودة “طلع البدر علينا” من ثنيات الوداع، تُعتبر من الأناشيد العريقة التي أُهديت إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند وصوله إلى المدينة المنورة. كانت هذه الأنشودة تعبيرًا عن ترحيب أهل المدينة بالنبي بعد هجرته من مكة المكرمة.
لقد انتقل النبي وأصحابه بناءً على معاناتهم من الأذى الذي تعرضوا له على يد مشركي قريش أثناء إقامتهم في مكة. وقد اكتسبت هذه الأنشودة شهرة واسعة وتم تداولها عبر الأجيال.
كلمات أنشودة “طلع البدر علينا”
تُعتبر أنشودة “طلع البدر علينا” من أجمل الأناشيد التي تُغنى للأطفال، حيث تُظهر جمال الهجرة النبوية. إليكم كلمات الأنشودة:
طَلَعَ البَدْرُ عَلَيْنَا مِنَ ثَنِيَّاتِ الوَدَاع
وَجَبَ الشُّكْرُ عَلَيْنَا مَا دَعَى لِلَّهِ دَاع
أَيُّهَا المَبْعُوثُ فِينَا جِئْتَ بِالأَمْرِ المُطَاع
جِئْتَ شَرَّفْتَ المَدِينَة مَرْحبَاً يَا خَيْرَ دَاع.
طَلَعَ النُّورَ المُبِينُ نُورُ خَيرِ المُرْسَلِين
نُورُ أَمْنِ وَسَلَامِ نُورُ حَقِّ ويَقِين
سَاقَهُ الَلَّهُ تَعَالَى رَحْمَةَ لِلْعَالَمِين
فَعَلَى البِرِّ شُعَاعُ وَعَلَى البَحْرِ شُعَاع.
مُرْسَلُ بِالحَقِّ جَاءَ نُطْقُةُ وَحْيُ السَّمَاء
قَوْلُهُ قَوْلُ فَصِيحُ يَتَحَدَّى البَلْغَاء
فِيهِ للْجِسْمِ شِفَاءُ فِيهِ لِلرُّوحِ دَوَاء
أَيُّهَا الهَادِي سَلَامُ مَا وَعَى القُرآنَ وَاع.
جَاءَنَا الهَادِي البَشِيرُ مُطْلِقُ العَانِي الأَسِير
مُرْشِدُ السَّاعِي إِذَا مَا أَخْطَأَ السَّاعِي المَسِير
دِينُهُ حَقَّ صُرَاحُ دِينُهُ مُلْكُ كَبِير
هوَّ فِي الدُّنْيَا نعيمُ وَهْوَ فِي الأُخْرَى مَتَاع.
هَاتِ هَدْيَ اللَّهِ هَاتْ يَا نَبِيَّ المُعْجِزَات
لَيْسَ لِلَّاتِ مَكَانُ لَيْسَ لِلْعُزَّا الثَّبَات
حِّدِ اللَّهَ وَوَحِّدْ شَمَلَنَا بَعْدَ الشَّتَاتْ
أَنْتَ أَلَّفْتَ قُلُوبَا شَفَّهَا طُولُ الصِّرَاعْ.
نحن أنصار نبي نوره عم البقاع
قد سعدنا بلقائه وسعدنا باتباع
في سبيل الله بعنا كل مال ومتاع
ورضينا الدين ذخرا فهو كنز لا يباع.
صلي ياربي على من حل في خير البقاع
أسدل الستار علينا ما دعى لله ساع
أنت واللـّه يا محمد أنت مفتاح الصّدور
جئتنا تمشي رويدًا نحونا يا خير داع.
قصة أنشودة “طلع البدر علينا”
الرواية المشهورة لنشيد “طلع البدر علينا”
حظيت أنشودة “طلع البدر علينا” بالعديد من الروايات.
تتحدث إحدى الروايات عن كتابة هذه الأنشودة في السنة التاسعة من الهجرة، حيث كانت المناسبة هي عودة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من غزوة تبوك، وليس عند هجرتهم من مكة إلى المدينة.
وقد أكد ابن القيم هذا الأمر في روايته، حيث أشار إلى أن الأنشودة كتبت بعد الهجرة. وهناك العديد من الآراء التي تدعم صحة هذه الرواية، في حين تروي رواية أخرى، وهي الأكثر شهرة، أن الأنشودة غُنّت عند قدوم النبي من مكة إلى المدينة، ولكن هذه الرواية ليست مثبتة.
الرواية الصحيحة لنشيد “طلع البدر علينا”
تعتبر أنشودة “طلع البدر علينا” واحدة من الأناشيد الإسلامية الأكثر شهرة، والتي يعشق الاستماع إليها المسلمون بمختلف أعمارهم، فهي جزء من التراث الإسلامي. وقد اختلف العلماء والفقهاء حول أحداث غنائها.
فبينما يعتقد البعض أنها غُنّت عند عودة النبي من غزوة تبوك، يدعي آخرون أنها تمت عند وصول النبي إلى المدينة. وعلى الرغم من هذه الاختلافات، يرى بعض الفقهاء أنه لا يوجد دليل قاطع يؤكد أن الأنشودة غنّت للنبي عند هجرته من مكة أو عند عودته من غزوة تبوك.