البحث العلمي يمثل جهدًا منظمًا لاكتشاف المعرفة وتطويرها وفحصها بعمق، وصولًا إلى عرضها بصورة شاملة ودقيقة. إذ يتطلب ذلك ذكاءً وإدراكًا لمواكبة التطورات الحضارية العالمية، ويسهم البحث العلمي بشكل فعّال في تقدم المعرفة بطرق مدروسة ومنظمة.
أنواع البحث العلمي
تتعدد أنواع البحث العلمي وفقًا لأهدافه، حيث يمكن تصنيفه إلى ثلاثة أنواع رئيسية: بحث استكشافي، بحث وصفي، وبحث تفسيري.
عادةً ما يتم إجراء البحث الاستكشافي في مجالات جديدة أو غير مألوفة في البحث.
أهداف البحث الاستكشافي
- تحديد مدى أو حجم ظاهرة معينة أو مشكلة أو سلوك.
- توليد أفكار أولية أو حدس حول هذه الظاهرة.
- اختبار إمكانية إجراء دراسة أكثر شمولاً حول هذه الظاهرة.
- على سبيل المثال، في حال كانت هناك مشاعر عامة من عدم الرضا بين المواطنين في دولة ما تجاه السياسات الحكومية أثناء فترة الركود الاقتصادي، يمكن توجيه البحث الاستكشافي لقياس مستوى الاستياء وفهم كيفية تجليه، مثل تزايد عدد الاحتجاجات العامة.
- بالإضافة إلى استكشاف الأسباب المحتملة وراء هذا الاستياء، مثل السياسات الحكومية غير الفعالة في مواجهة التضخم أو ارتفاع معدلات الفائدة أو البطالة.
- يمكن أن تشمل هذه الدراسة تحليل الأرقام والبيانات المعلنة من مصادر اقتصادية مختلفة، مثل الناتج المحلي الإجمالي ومعدلات البطالة ومؤشرات أسعار المستهلك.
- ويكون ذلك مستندًا إلى مقابلات مع خبراء اقتصاديين أو مسؤولين حكوميين بارزين.
- على الرغم من أن هذا النوع من البحث قد لا يوفر فهمًا شاملًا للمشكلة المستهدفة، إلا أنه يعتبر نقطة انطلاق مهمة لدراسات أكثر تعمقًا.
البحث الوصفي
- يهدف البحث الوصفي إلى إجراء ملاحظات دقيقة وتوثيق تفصيلي حول الظواهر المعنية، مع ضرورة استناد هذه الملاحظات على أساليب علمية موثوقة قابلة للتكرار.
- تشمل أمثلة هذا النوع من البحث جدولة الإحصاءات الديموغرافية أو إحصاءات سوق العمل، حيث تُستخدم أدوات موحدة أو مشابهة لتقدير العمالة والنمو السكاني.
- في حال تم إجراء أي تعديلات على أدوات قياس البيانات المستخدمة، يجب تقديم التقديرات بما يناسب ذلك لضمان أن تتم المقارنات بشكل عادل.
- يمكن أن تشمل الأبحاث الوصفية الأخرى دراسات إثنوغرافية تتناول أنشطة اجتماعية معينة في مجتمعات معينة، مثل سلوكيات الشباب في المناطق الحضرية ودور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الديمقراطية في مناطق مختلفة.
البحث التفسيري
- يسعى البحث التفسيري لتقديم تفسيرات للظواهر أو المشكلات والسلوكيات المرصودة، حيث يستفسر عن أسباب وكيفية حدوث تلك الظواهر.
- هذا النوع من البحث يربط النقاط الرئيسية من خلال تحديد العوامل المسببة وتأثيراتها.
- من الأمثلة على ذلك فهم الأسباب الكامنة وراء الجريمة لدى المراهقين أو عنف العصابات بهدف تحديد استراتيجيات لمواجهتها، وغالبًا ما تندرج معظم الأبحاث الأكاديمية تحت هذا النوع.
- يتطلب الأمر مهارات تحليلية ونظرية قوية، بالإضافة إلى الفهم الشخصي والخبرة.
أدوات البحث العلمي
- تتضمن أدوات البحث العلمي مجموعة من الطرق والتقنيات التي تساعد في إعداد وتجهيز الدراسات العلمية.
- تهدف هذه الأدوات إلى تسهيل جمع وتحليل وتنظيم المعلومات لنشر نتائج البحث.
- يجب على الباحث أن يكون على دراية واسعة بهذه الأدوات وأن يتمتع بفهم جيد لنقاط قوة وضعف كل أداة من أجل اختيار ما يتناسب مع البحث.
- يمكن للباحث استخدام عدة أدوات معًا، بشرط أن يكون قادرًا على معالجة التكاليف المتعلقة بذلك.
- عند استخدام أدوات متعددة، يضمن الباحث الوصول إلى نتائج دقيقة وشاملة.
- في المقابل، إن تم اختيار الأدوات بشكل غير صحيح أو استخدامها بشكل غير مناسب، فقد تؤدي إلى نتائج غير دقيقة.
الملاحظة
- تعتبر الملاحظة من أقدم أدوات البحث المستخدمة في جمع المعلومات من خلال متابعة السلوك والعلاقات بين المتغيرات.
- تتم الملاحظة وفق أسلوب علمي منظم يهدف إلى تحديد العلاقات وتنبؤ النتائج المستقبلية.
- هناك أنواع متعددة من الملاحظات، تشمل الملاحظة البسيطة والمنظمة والموثقة، مع تباين في عدد الأشخاص الذين يقومون بالملاحظة (فردية أو جماعية).
- كذلك توجد أنواع ملاحظة متعددة بحسب الهدف، مثل الملاحظة المقصودة وغير المقصودة، والملاحظة المباشرة وغير المباشرة.
الاستبيان
- يستخدم الاستبيان كأداة لجمع المعلومات المتعلقة بموضوع البحث عبر استمارات تحتوي على مجموعة من الأسئلة المصاغة بطريقة محددة.
- تتنوع أنواع الاستبيانات، ومن أبرزها:
أنواع الاستبيانات
- الاستبيان المفتوح، الذي يمنح المستجيب حرية صياغة إجاباتهم بالشكل الذي يرونه مناسبًا، مما يتيح تنوعًا في الردود ولكنه قد يسبب صعوبة في تحليل البيانات بسبب عدم وضوح الإجابات.
- الاستبيان المقيد، حيث تطرح أسئلة مع خيارات متعددة للإجابة، مما يجعل التحليل أكثر سهولة ووضوحًا.
- الاستبيان المختلط، الذي يجمع بين الطريقتين المفتوحة والمقيدة، مما يوفر مزيجًا من العمق والوضوح في المعلومات المتحصلة.
المقابلة
- تتنوع المقابلات إلى أنواع مثل المقابلة المفتوحة، وشبه المفتوحة، والمغلقة، وجهًا لوجه أو هاتفية، فردية أو جماعية.
- ينبغي على الباحث اختيار النوع الأنسب من المقابلات لتحقيق الأهداف المرجوة من دراستهم.