برز علم النفس كعلم مستقل منذ العصور القديمة، حيث كان يهدف إلى دراسة النفس والروح وفهم أصولهما. لم تكن دراساته حينها قائمة على أسس علمية، بل كانت مرتبطة بمفهوم الشعور، الذي يُعتبر ظاهرة ذهنية رئيسية.
أنواع الشخصيات في علم النفس
عندما يحدث خلل في أحد مكونات الشخصية، يُظهر ذلك ما يُعرف باضطراب الشخصية. نتيجة لذلك، يتبلور عدد من الأنماط البشرية وأنواع الشخصيات، التي قد تبدو بعضها معقدة الفهم أو تفتقر إلى التفسير الواضح.
في علم النفس، تتنوع أنماط الشخصيات، وكل نوع يمتلك خصائص فريدة تعكس طبيعته العامة. لقد تطور علم النفس ليصبح أكثر تركيزًا على دراسة السلوك والتصرفات البشرية، مما ينعكس على الشخصية نفسها، سواء كانت واعية أو غير واعية.
تعرف الشخصية في علم النفس بأنها مجموعة من الخصائص النفسية والجسدية، والتي يمكن أن تكون مكتسبة أو موروثة. هذه الأنماط قد تحمل صفات إيجابية أو سلبية. وفيما يلي نظرة شاملة حول كل منها:
شخصيات إيجابية
بعض الشخصيات تمتلك سمات مميزة تجعلها أكثر إيجابية وتساعد أصحابها على تحقيق السعادة والاستقرار. من أبرز الصفات التي تميز الشخصية الإيجابية ما يلي:
-
المحبة والعطف: هذه الشخصية تتميز بالقدرة على فهم مشاعر وغموض الآخرين، مما يسهل التواصل معهم. يسعى أصحاب هذه الشخصيات إلى تجنب إيذاء مشاعر الآخرين ويعملون على إسعادهم.
- على الرغم من أن البعض يربط بين الحنان والضعف، إلا أن هذه الصفة لا تعني بالضرورة الضعف.
-
العقلانية: الشخصية العقلانية تتسم بالموضوعية والانضباط، بما يمنحها القدرة على اتخاذ قرارات حكيمة بعيدًا عن العواطف. هذه الشخصية تمتاز بالهدوء والتركيز وتستطيع تحليل الظروف بشكل منطقي.
- تفتقر أحيانًا إلى الحساسية، مما يساعدها على التحلي بالصبر والمثابرة في مواجهة الصعوبات.
-
العاطفية والحنونة: تُعبر هذه الشخصية عن مزيج من العاطفة والحيوية، حيث تسعى لتحقيق النجاح الاجتماعي وتلبية رغباتها الخاصة، وغالبًا ما ترتبط بشخصيات تاريخية مؤثرة.
- يميل أصحاب هذه الشخصيات إلى القوة والقيادة، وقد تفسر أحيانًا إرادتهم القوية على أنها قسوة.
شخصيات سلبية
توجد شخصيات أخرى تتميز بخصائص تجعل التفاعل معها أمرًا صعبًا. تشمل هذه الشخصيات ما يلي:
-
الشخصية العصبية: يتميز أصحاب هذه الشخصية بوجود طاقة داخلية عالية ولكنها سلبية، ما يؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي والعاطفي، كما قد تكون لديهم علاقات غير موثوقة.
- تعاني هذه الشخصية من القلق وتهتم كثيرًا بإعجاب الآخرين.
-
الشخصية التجنبية: شخصية تُظهر حساسية كبيرة تجاه النقد، وغالبًا ما تكون قليلة التواصل الاجتماعي، حيث ترتبط بواحد أو اثنين من الأصدقاء فقط.
- تجد هذه الشخصية صعوبة في اتخاذ القرار دون الاعتماد على الآخرين، مما يزيد من شعور العزلة.
-
الشخصية المهووسة: تفرط في الاهتمام بالنظافة والترتيب والتفاصيل، وغالبًا ما تؤثر هذه الصفة على علاقاتها الاجتماعية.
- تتميز هذه الشخصية بضمير حاد مما يُثني عليها في الأعمال على حساب الروابط الاجتماعية.
-
الشخصية الشكاكة: تعاني هذه الشخصية من انعدام الثقة في الآخرين، مما يؤثر على علاقاتها. غالبًا ما تستند قراراتها إلى أدلة غير موثوقة.
- تأخذ الكلمات على محمل الجد وتقرأ الرسائل السلبية، مما يؤدي إلى ردود فعل قاسية في بعض الأحيان.
الشخصية النرجسية
- تُعتبر الشخصية النرجسية واحدة من أكثر الأنماط استفزازًا، حيث يتركز أصحابها على أنفسهم بشكل مفرط، مما قد يُسبب لهم قلقًا مستمرًا.
- يتطلب التعامل مع هؤلاء الأشخاص تجنب الاستسلام لمتطلباتهم العديدة، حيث أن ذلك يعزز مشاعرهم السلبية.
- ينبغي تعليم هؤلاء الأفراد كيفية إعطاء الآخرين بقدر ما يأخذون، لتجنب شعور الخسارة في العلاقات.
الشخصية الانطوائية
- تتميز الشخصية الانطوائية برغبتها في البقاء بعيدة عن التواصل الاجتماعي، مما يُعبر عن مشاعر شخصية غامضة.
- يجب توفير الدعم لهذه الشخصية للمشاركة بشكل أعمق في المجتمع، وفتح قنوات الاتصال معه تدريجيًا.
- يستحسن العمل على تعزيز إيجابيات هذه الشخصية وتوفير بيئات عمل مناسبة لها.
الشخصية الانفعالية
- تتميز الشخصية الانفعالية بتغير مزاجها السريع، حيث يمكن استثارتها بسهولة، مما يؤدي إلى تفشي الغضب.
- عند التعامل مع هذه الشخصية، ينصح بتأجيل النقاش حول الأمور الحساسة حتى تهدأ العواطف.
- من المهم تحفيز النقاشات بطرق مفضلة لدى هذه الشخصية، مع تجنب الأمور الحساسة في بداية الحوار.
الشخصية المترددة
- تعتبر هذه الشخصية من الشخصيات التي تعاني من نقص الثقة بالنفس، حيث تتصف بالخجل والقلق المفرط.
- تتطلب هذه الشخصية مساعدة لتحقيق التوازن عند التعامل مع الآخرين.
- يجب دعمها في اتخاذ القرارات، وتزويدها بالمعلومات اللازمة التي تعزز من ثقتها في نفسها.