يعتبر العنبر من المواد التي تم التعرف عليها منذ آلاف السنين، حيث يُستخدم في العديد من الصناعات المتعلقة بالعطور والبخور، للاستفادة من خصائصه ورائحته الفريدة.
ما هو العنبر؟
العنبر هو مادة شمعية صلبة تتشكل داخل جوف أنواع معينة من الحيتان، ويُعرف هذا النوع بحوت العنبر. يتميز العنبر الطازج بلونه الأسود وقوامه الرقيق ورائحته غير المقبولة قبل تعرضه للعوامل الجوية مثل الهواء والشمس ومياه البحر، حيث تُكتسب له رائحة عطرة مميزة.:
- يتغير لونه إلى الأصفر أو الرمادي بعد تعرضه لهذه العوامل.
- قد يظل العنبر طافياً على سطح البحار والمحيطات لسنوات طويلة، وكلما طالت تلك الفترة، اتصفت جودته بالارتفاع.
كيفية تشكل العنبر
لفهم كيفية تكوين العنبر، من المهم معرفة أن حيتان العنبر تعتمد بشكل أساسي على تناول الحبار. часто تتقيأ الحيتان المواد غير القابلة للهضم، وفي بعض الحالات النادرة، قد تنتقل هذه الأجزاء إلى أمعائها:
- تتحد هذه الأجزاء ببطء لتشكل كتلة صلبة داخل أمعاء الحوت، مما يُسهم في نمو العنبر هناك لسنوات عديدة.
- تبدأ رحلة العنبر بإخراجه من بطن الحوت، حيث يستمر في الطفو على سطح الماء حتى يصل إلى الشواطئ.
- خلال هذه الرحلة، يمر العنبر بعدة عوامل تؤثر على خصائصه، حيث تُغير ملمسه ولونه، فيتحول من مادة قطرانية سوداء إلى كرة من الشمع الفاتح.
- كما يكتسب العنبر روائح متعددة، مما يجعله مطلوباً بشدة في صناعة العطور، حيث يتم بيع الجرام منه في شكل كرات تشبه الحصى.
أنواع عنبر الحوت
هناك عدة أنواع من عنبر الحوت، يتميز كل منها بخصائص وشكل خاص:
- العنبر الأبيض، يُعتبر من أندر الأنواع وينتج نتيجة لعملية الأكسدة، حيث تطفو القطع على السطح لفترة طويلة. يتميز برائحته النفاذة الجميلة وزخرفته الفريدة.
- العنبر الأحمر يأتي في المرتبة الثانية من حيث الندرة ويمتاز بسعره المرتفع.
- أما العنبر المعياري، فيتميز برائحة جيدة ولكنه أقل جودة من العنبر الأبيض، ويأتي بلون رمادي داكن أو بني.
- وعنبر البلطيق، من الأنواع الشائعة في شواطئ بحر البلطيق وله تاريخ يعود إلى 44 مليون عام.
- العنبر الأسود، يتميز برائحته العطرة ويمكن أن يكون ليّناً أو جافاً. يُعتبر أقل جودة من العنبر الأبيض وغالباً ما يتم غشه.
- العنبر الأشهب يعكس جودة وسعر مرتفع مقارنة ببقية الأنواع.
- يُعرف عنبر الحوت الأزرق بأنه يقدم رائحة منعشة بجودة أقل من الأشهب.
- العنبر الأصفر يعتبر متوسط الجودة وبسعر أقل من الأنواع الأخرى.
الأهمية الاقتصادية للعنبر
تحظى مادة العنبر بأهمية اقتصادية كبيرة، يسعى الكثيرون للحصول عليها نظراً لارتفاع أسعارها. تم العثور على أكبر قطعة من العنبر في مياه المحيط، بلغ وزنها 248 رطلاً، وتم بيعها بمبلغ 13 ألف جنيه استرليني.
الاستخدامات الرئيسية للعنبر
توفر مادة العنبر العديد من المزايا للإنسان، حيث تُستخدم في صناعات مختلفة، ومن أبرز استخداماتها:
- يساهم في علاج حالات الصداع النصفي ويعالج العديد من الأمراض المتعلقة بالدماغ.
- يدخل في صناعة أفضل وأرقى العطور العالمية، حيث يُضيف رائحة مميزة تدوم طويلاً.
- يستخدم في معالجة ضعف القدرة الجنسية لدى الرجال والنساء، مما يُعزز الرغبة الجنسية.
- يساعد في فتح الشهية وزيادة الوزن بشكل أسرع.
- يعد علاجًا فعالًا لآلام المفاصل ويمكنه طرد الغازات المعوية.
- يعتبر من الأدوية المهمة لعدة أمراض مثل الكبد والمعدة والأمعاء والمثانة.
- يستخدم في تخفيف آلام الظهر وتحسين حالات الالتهابات العصبية.
- يدخل في صناعة أنواع مختلفة من البخور.
- يستخدم في تحضير بعض الأطعمة والمشروبات، وكان يُعتقد أن العنبر مع البيض كان يُقدم كوجبة رئيسية للملك تشارلز الثاني ملك إنجلترا.
- إضافة إلى استعمله في صناعة مشروبات متنوعة، مثل مشروب شجيرة الروم في القرن التاسع عشر. وتتركب من مكونات مثل اللوز والعنبر والقرنفل.
- أيضًا، يُستخدم بشكل مستمر لتزويد القهوة التركية والشوكولاتة الساخنة بالنكهة المميزة في أوروبا منذ القرن الثامن عشر.
- كما يتم استخدامه حالياً لتعطير السجائر وصناعة البهارات.
- وكان القدماء المصريون يستخدمونه كبخور في المعابد والمنازل.