تشمل أنواع ومجالات التقويم التربوي أهمية كبيرة في العملية التعليمية، حيث يُعتبر التقويم أداة لتقييم مدى تحقيق الأهداف المنشودة. ويتم ذلك من خلال دراسة العوامل والظروف المختلفة التي تساهم في الوصول إلى هذه الأهداف، بالإضافة إلى المعوقات المحتملة التي قد تعرقل تحقيقها.
ويتعلق بالتقويم التربوي النفسي مفهوم القياس، الذي لا يقل أهمية عن المفهوم التربوي.
مجالات التقويم التربوي
توسعت مجالات وأساليب التقويم التربوي، حيث لم يعد يعتمد فقط على الامتحانات كوسيلة للتقييم، فالتربية تهدف إلى تحقيق أهداف متعددة تتجاوز النجاح في الامتحانات، مما يمنح مفهوم التقويم بعدًا أكبر وأشمل.
تشمل مجالات التقويم كل ما يتعلق بالعملية التعليمية، بما في ذلك المعلومات المدرسية وكل ما يتصل بالمتغيرات الحياتية المحيطة بالطالب، مثل الاتجاهات العقلية وأساليب التفكير والخلفية الجمالية وغيرها مما تسعى التربية الحديثة إلى تحقيقه.
تنقسم مجالات التقويم التربوي إلى عدة جوانب، منها:
تقويم التلاميذ:
يهدف تقويم التلاميذ إلى تقييم قدراتهم ومستوى استيعابهم في المواد الدراسية، وذلك لاتخاذ القرارات المناسبة التي تساعدهم في تحسين مستواهم الأكاديمي.
يساعدهم ذلك في الحصول على التقديرات اللازمة للانتقال إلى المراحل العليا وتوجيههم إلى مجالات الدراسة التي تتناسب مع قدراتهم العقلية.
تُستخدم البطاقة المدرسية كأداة رئيسية لتقييم التلاميذ من جميع جوانبهم الدراسية، وكذلك لمتابعة التغيرات الحاصلة في أدائهم.
تتضمن البطاقة سجلات تفصيلية تشمل الجوانب الجسمية والعقلية والقدرات الأكاديمية، بالإضافة إلى تفاصيل عن الهوايات والبيانات الشخصية والبيئة المحيطة بالطالب وتأثيراتها.
تقويم المعلم:
يعتبر تقويم المعلم أحد جوانب التقويم التربوي الهامة، حيث يتضح تأثيره الكبير على تلاميذه. يُعد المعلم أحد أبرز العناصر المؤثرة في العملية التعليمية.
تشمل أهداف تقويم المعلم توضيح موقعه لدى التلاميذ وفهم نواحي قوته وضعفه مما يعزز وعيه بمسؤولياته.
تقويم التدريس:
يحتل تقويم التدريس مكانة بارزة في التقويم التربوي والإنتاجية التعليمية، ويعتمد على:
- تحليل خصائص المدرسين كمعيار لتقييم كفاءة التدريس.
- تقييم العملية التعليمية وسلوك كل من المعلم والطالب.
- تحديد نتائج التعليم كمؤشر رئيسي على جودة التدريس.
تقويم المنهج:
يعد تقويم المنهج عملية ضرورية لنجاح العملية التعليمية، ويتطلب تحليل المناهج وتطويرها لتناسب الاحتياجات الحديثة للمدارس والتلاميذ.
أنواع القياس
القياس يعرف بأنه مقارنة شيء بوحدة معيارية معينة بهدف تقدير كمية ذلك الشيء. فعلى سبيل المثال، عند قياس طول شيء ما، نسعى لتحديد مقدار طوله بوحدات قياسية مثل الأمتار. يُطلق على هذا النوع من القياس “مقاييس النسبة”، حيث يتسم بتساوي الوحدات.
تتضمن عملية القياس وصفًا وكمية وفقاً لقواعد تقليدية، دون الحاجة إلى وجود خاصيتي الصفر المطلق وتساوي الوحدات، مما يعرف بمقاييس المسافة، حيث يتم قياسها عبر الطرق الإحصائية، ومن أشهرها الانحراف المعياري.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحديد مرتبة شيء أو مكانته من خلال مقاييس تحدد وصفه وكميته مثل: كثير، قليل، كبير، أو صغير، مما يعرف بمقاييس الرتبة.
القياس والتقويم
تسعى عمليتا التعليم والتعلم لإحداث تغيير في سلوك المتعلم، سواء عبر المعرفة أو الحركة، وهي تستند إلى مجموعة من الأهداف العامة والمحددة وأدوات القياس. ولتحقيق النتائج التعليمية، لابد من أن يقوم المعلمون بإجراء تقييمات لقياس التغير الحاصل في سلوك الطلاب بسبب عملية التعلم.
القياس:
القياس يعني تقدير شيء عبر مقارنة أخرى، وهو جزء من الحياة اليومية حيث نرغب في تقدير معطياتنا الحياتية.
التقويم:
التقويم يعد بمثابة تقييم قيمة الشيء، ويستخدم في المجال العلمي لوصف عملية إصدار أحكام محددة تتعلق بقيمة القدرات والمعلومات والأفكار وفقاً لمعايير محددة.
أغراض التقويم التربوي
تتعدد أغراض التقويم التربوي لتعكس القرارات المتعددة التي يتخذها المعلمون بشأن طلابهم، ومنها:
- تعزيز دافعية الطلاب عبر تقديم أهداف قصيرة المدى.
- مساعدتهم على الاحتفاظ بالتعلم ونقله إلى مستويات أعلى من الفهم.
- تقييم الطلاب لأنفسهم.
- تقدير فعالية عملية التعلم.
- توجيه وتحقيق جودة العملية التعليمية.
أهداف القياس والتقويم
- الحصول على معلومات دقيقة تعكس مستويات المجتمع المختلفة.
- الاختيار والتصنيف وفقاً لمستويات الطلاب وسماتهم.
- الكشف عن فعالية البرامج والأنظمة التعليمية.
- تمكين الطلاب من معرفة مستوياتهم التعليمية من مصادر متعددة.
- تشخيص العملية التعليمية وتحديد المشكلات المحتملة.
- تحديد مستوى الطلاب في المهارات الأساسية.
- تحليل الخصائص الشخصية والنفسية للطلبة.
- توزيع المعلومات الضرورية للمعلمين والمرشدين.
- تقييم أداء عناصر العملية التعليمية.
- تحديد مدى توافر الشروط اللازمة للقيام بمهمات معنية.
أنواع التقويم التربوي
يتوفر ثلاثة أنواع رئيسية من التقويم:
التقويم القبلي:
وفيه يتأكد المعلم من مدى قدرة الطلاب على امتلاك المهارات اللازمة للدراسة، وعند ملاحظته لأي ضعف في هذه المهارات، يقدم الدعم أو ينظم الصفوف حسب الحاجة.
التقويم أثناء التدريس:
يركز على مراقبة ودعم نمو التعلم لدى الطلبة، حيث يقوم المعلم بملاحظة مدى التقدم في أداءهم.
التقويم التكويني:
يتم خلال التدريس مع هدف توجيه التعلم في الوقت المناسب أثناء تشكيل المفاهيم.
التقويم التشخيصي:
يركز على تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلبة في تحقيق الأهداف التعليمية وفهم الأسباب وراء ذلك.