يعد الدين الإسلامي ركيزة أساسية في حياة الأمة، مثلما هو الحال مع الماء والغذاء. فهو السبيل الوحيد لتحقيق الخير والابتعاد عن الشر. تعتبر الدعوة إلى الله إحدى الخطوات الأولى للتعريف بالدين الإسلامي بين الناس.
أهمية الدعوة إلى الله
- تعتبر الدعوة إلى الله من أسمى الأعمال، حيث قال الله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ). وقد أرسل الله الأنبياء خلال مختلف العصور لتكون لهم دور في هداية الناس وصلاحهم.
- تجب الدعوة إلى الله على كل مسلم، كما بين ذلك العديد من العلماء، ومن بينهم ابن تيمية الذي أشار إلى أن الدعوة فرض كفاية، ولكن إذا لم يقم بها أحد، تصبح فرض عين على من فعل ما يمكنه.
- لقد اتخذت الدعوة أشكالاً متعددة عبر العصور، منها الأنبياء، الرسل، الخلفاء الراشدين، والصحابة، والآن يقوم المسلمون بدعوة الآخرين إلى الدين الإسلامي.
- كما قال ابن القيم: (الدعوة إلى الله تعالى وظيفة المرسلين وأتباعهم، وهم خلفاء الرسل في أممهم، والناس تابعون لهم، وقد أمر الله رسوله بتبليغ ما أُنزل إليه).
- وقد ضمن الله عز وجل حفظه وعصمته للمرسلين وللذين يبلغون رسالته من أمته وفقاً لقيامهم بدينه.
- فضائل الدعوة إلى الله مذكورة في القرآن الكريم والسنة، حيث ورد في القرآن: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
حكم الدعوة إلى الله
- تتحدث الأدلة الشرعية عن حكم الدعوة إلى الله، حيث تُعتبر من فرائض الكفاية، وقد تصبح فرض عين في حال عدم وجود داعٍ آخر. في هذه الحالة، يصبح الأمر ملزماً.
- ومن الأدلة القرآنية على حكم الدعوة قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
- تبرز في القرآن الكريم والسنة أيضاً أهمية الدعوة حيث قال الله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
فضل الدعوة إلى الله
- تستند الدعوة إلى الله إلى جهود الأنبياء والرسل الذين واجهوا العديد من التحديات لنشر الدين الإسلامي.
- وقد تحدث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن فضل الدعوة، مشيراً إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه في غزوة خيبر: (لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم).
- وذكر صلى الله عليه وسلم أيضًا: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا).
- هناك أيضاً أدلة من القرآن الكريم تدل على أهمية الدعوة، حيث قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم).
طرق الدعوة إلى الله
- تتنوع طرق الدعوة بحسب الفئة المستهدفة، ومن الضروري اتباع أساليب سلسة ولطيفة دون إهانة أو تجريح. إليكم بعض الأساليب الفعالة:
- يمكن استخدام الطريقة الحسنة، والتي تعتمد على الدعوة إلى الله بأسلوب لين وحكيم، بالاعتماد على الموعظة الحسنة.
- بالإضافة إلى ذلك، هناك جهاد في سبيل الله كما يُستخدم في بعض الأحيان كوسيلة لنشر الدين الإسلامي، وهذه تمثل أسلوب القوة.
لذا يُمكنكم الاطلاع على:
شروط واجبة في الدعوة إلى الله
- تتطلب الدعوة معرفة جيدة بما تتحدث عنه، واختيار العبارات والأساليب المناسبة.
- ينبغي التمتع بمهارات الإقناع والتأثير على الآخرين، بالإضافة إلى امتلاك الأدلة من القرآن والسنة.
- من المهم التحلي بالصفات الحسنة والأخلاق العالية لتعزيز قدرة الإقناع والتأثير. ودعوة الناس مع تجاهل القيم الأخلاقية تُعد تناقضاً.
- يجب التمتع بثقافة إسلامية شاملة، وفهم أحوال الناس، واستخدام الأساليب الحديثة المتاحة على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وواتس آب.
- ينبغي توظيف الحكمة والموعظة الصالحة في الدعوة، فامتلاك العلم دون حكمة ليس كافياً، حيث قال الله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ).
- من الصفات التي يجب التحلي بها اللين والرفق، والتي أشار الله تعالى إليها عندما وجه موسى للتحدث برفق مع فرعون.
- لا تقتصر الدعوة على الأنبياء والخلفاء، بل يجب على كل مسلم المشاركة في الدعوة بأسلوب لين وموعظة حكيمة.
مبدأ لا إكراه في الدين في الدعوة
- يجب التركيز على هذا المبدأ الذي يعد أحد أهم مبادئ الدعوة إلى الله، حيث أن الدين الإسلامي ليس دين إجبار بل يقوم على اللين والكلمة الطيبة.
- وقد أكد الله في القرآن الكريم على هذا الأمر قائلاً: “لَا إِكْرَاهَ في الدِّينِ قَد تَبَيَّنَ الرُّشْد مِنَ ألغَى فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ استَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم”.