تعتبر أهمية النحل للبيئة وللإنسان بالغة، وهناك اقتباس تم نسبه بالخطأ إلى العالم الفيزيائي المعروف ألبرت أينشتاين، وهو يقول: “إذا انقرض النحل من على وجه الأرض، فلن يعيش الإنسان أكثر من 4 سنوات”.
على الرغم من عدم وجود دليل قاطع يدعم صحة هذه المقولة، أو يشير إلى أن هذه العبارة تعود لأينشتاين، إلا أنه من الواضح أن اختفاء النحل لن يؤدي بالضرورة إلى انقراض البشرية. ومع ذلك، فإن ذلك لا يقلل من حجم أهمية النحل بالنسبة للإنسان والبيئة وكوكب الأرض ككل.
أهمية النحل للبيئة وللإنسان
يلعب النحل دوراً حيوياً في حياة الإنسان وفي النظام البيئي، ويغفل عدد كبير من الأفراد عن الأهمية العظيمة للنحل. سنستعرض فيما يلي جوانب أهمية النحل للبيئة والإنسان:
أهمية النحل للإنسان
إن النحل نوع من الحشرات التي تؤثر بشكل كبير على حياة الإنسان، ومن أبرز تأثيراته ما يلي:
تلقيح المزروعات
- يعتبر النحل مسؤولاً عن تلقيح حوالي 90% من المحاصيل الزراعية، مما يشكل 1 من كل 3 قضمات من الطعام الذي يتناوله الإنسان.
- فضلاً عن ذلك، يمكن اعتبار أن 80% من المواد الغذائية المتاحة في المتاجر يعود الفضل في توفيرها إلى عمل النحل في التلقيح.
إنتاج العسل
- النحل هو النوع الوحيد من الحشرات القادر على إنتاج العسل، حيث ينقل الرحيق من الأزهار إلى الخلية، ليقوم بعد ذلك بخلط الرحيق مع لعابه لإنتاج العسل.
- لا يمكن إنكار الفوائد الكثيرة للعسل، خاصة في المجال الطبي، بما في ذلك حماية الجسم من السرطان، وعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي، وأمراض القلب والسكري، بالإضافة إلى خصائصه في تسريع شفاء الجروح وتعزيز الأداء الرياضي وتقليل السعال.
إنتاج شمع العسل
- عند إنتاج العسل، يبدأ النحل في تكوين الشمع، وهو مادة قابلة للاشتعال استخدمها الإنسان في صنع الشموع لآلاف السنين.
- شمع العسل يستخدم أيضاً كزيت تشحيم، وختم للمواد الغذائية والأجبان، ويستخدم كمرطب للجلد والأقمشة، وللحفاظ على رطوبة الخشب، وتسهيل عمليات الخياطة.
إنتاج غذاء ملكات النحل
- النحل يفرز سائلًا حليبيًا غنيًا بالماء والدهون والمعادن والأحماض الأمينية والسكريات والبروتينات والفيتامينات، يُعرف بغذاء ملكات النحل.
- هذا الغذاء الأولي يعالج عددًا من المشاكل الصحية في البشر مثل ارتفاع الكوليسترول، وأمراض الربو، ومتلازمة ما قبل الحيض، وأيضًا يساعد في تقوية الجهاز المناعي ومحاربة علامات الشيخوخة.
المساهمة في الاقتصاد
- تشير التقديرات إلى أن النحل يساهم بحوالي 40 مليار دولار أمريكي سنويًا وفقًا لإحصائيات عام 2010.
- بينما يساهم عدد كبير من الملقحات البرية بخلاف النحل، يحقق النحل متوسط عائد يبلغ 3,251 دولارًا للهكتار الواحد سنويًا، حيث يلقح حوالي 80% من المحاصيل في جميع أنحاء العالم.
- تربية النحل توفر دخلًا كبيرًا ومربحًا للمربين وعائلاتهم.
توفير فرص عمل
- تعد مزارع النحل من المصادر الرئيسية للوظائف في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يستفيد حوالي 5 ملايين شخص من هذه الصناعة.
- وفقاً لإحصائيات وزارة الزراعة الأمريكية، يوجد 212 ألف مربي نحل في مختلف أنحاء البلاد، ويقوم كل مربي بتوظيف ما لا يقل عن 4 مساعدين لإدارة العمليات.
أهمية النحل للبيئة
- يسهم النحل، من خلال إنتاج الغذاء والتلقيح، في حماية البيئة واستدامتها، إضافة إلى المحافظة على التنوع الحيوي والجيني.
- يمثل وجود النحل مؤشرًا على صحة البيئة، حيث يمكن من خلال متابعة صحة النحل التنبؤ بحدوث تغييرات بيئية والتدخل المبكر لحماية النظام البيئي.
ماذا سيحدث إذا انقرض النحل؟
في السنوات الماضية، بدأ العديد من الباحثين في جهود حماية النحل من الانقراض نظرًا لانخفاض أعداده بنسبة تصل إلى 89%. وفي حال انقراض النحل، ستواجه البشرية العديد من التحديات، ومن أبرزها:
- اختفاء عدد كبير من الأنواع الغذائية.
- صعوبة نمو بعض النباتات بسبب اعتماد 90% من النباتات على النحل.
- تأثير سلبي على توفر اللحوم، نظرًا لتغذية العديد من الحيوانات على النباتات التي يلقحها النحل.
- صناعة العديد من الأدوية تعتمد على النباتات الملقحة بواسطة النحل، لذا فإن انقراض النحل سيقلل من توفر هذه الأدوية.
لماذا يُعتبر النحل من أهم حشرات التلقيح؟
يمتلك النحل العديد من الخصائص المميزة التي تجعله من أفضل الملقحات:
- جسم النحلة المستدير المغطى بالشعر يعد ميزة بارزة تساعدها في جمع ونشر حبوب اللقاح.
- بينما تتغذى بعض الحشرات على رحيق أنواع متعددة من الأزهار، يعتمد النحل بشكل أساسي على نوع واحد من الأزهار خلال كل عملية تغذية.
- تستطيع خلية النحل أن تحتوي من 40 إلى 100 ألف نحلة، مع وجود حوالي 25 ألف نحلة تعمل على بناء الخلية وجمع العسل ورعاية البيض، حيث تقوم كل نحلة بعدد عشر رحلات يوميًا، مما يعني أن خلية واحدة يمكنها تلقيح حوالي 250 مليون زهرة يوميًا.
- تمتاز القدرة التلقحيّة للنحل بالفعالية العالية والقدرة الكبيرة.