تعتبر مسألة حظر الهواتف الذكية خلال العام الدراسي من القضايا البارزة التي تهم العديد من المعلمين والآباء على حد سواء. تبقى هذه القضية في صميم النقاشات التربوية الحديثة.
الآباء يعون تماماً أهمية الهواتف المحمولة كوسيلة للتواصل مع أبنائهم. فهي تساعدهم في الاطمئنان على سلامتهم، وتمكنهم من التواصل السريع في حالات الطوارئ.
من جهة أخرى، يشير بعض المعلمين إلى المخاطر المرتبطة باستخدام الهواتف المحمولة في المدرسة، حيث أنها قد تؤدي إلى مشاكل متعددة وتسبب تشتت الانتباه. كما أن هناك مخاطر تتعلق بالغش في الامتحانات وسوء الاستخدام، من خلال التقاط صور غير ملائمة أو اللعب بالألعاب المتاحة على الهواتف.
أثر الهواتف الذكية على التعليم
-
عند مناقشة استخدام الهواتف المحمولة في التعليم، يجب أن ننظر إلى الصورة الشاملة.
- تتباين الآراء وتتأثر الظروف بحسب البلدان والمناطق.
- ففي بعض الدول، يمنع استخدام الهواتف المحمولة كلية في المدارس.
-
وفي حالات معينة، قد تقتصر هذه القيود على المعلمين أو تستخدم فقط تحت ظروف معينة.
- بعض المدارس تسمح باستخدام الهواتف مع قيود معينة، بينما أخريات تتبنى سياسات أكثر مرونة.
- حتى مع فرض قيود، تبقى الهواتف جزءًا لا يتجزأ من الحياة المدرسية.
- ويتم استعمالها لأغراض متعددة، تتفاوت في طبيعتها ووظيفتها.
قرار منع الهواتف المحمولة بالمدارس
- تعتبر فترة ما بين 2008 و2012 بداية جهود حظر الهواتف المحمولة في العديد من المدارس حول العالم.
-
تساهم الهواتف في تشتيت الانتباه بسبب المحادثات المتواصلة، مما ينعكس سلباً على الانخراط في النشاطات الداخلية.
- فقد يقضي الأفراد وقتًا طويلاً في النظر إلى شاشاتهم بدلاً من التواصل مع من حولهم.
- في الوقت ذاته، يشير البعض من المعلمين والإداريين إلى الفوائد التعليمية التي يمكن أن توفرها الهواتف الذكية.
-
ومع ذلك، تظل الهواتف في الصفوف الدراسية مصدرًا للانشغال والإلهاء.
- ولا تقتصر التشتيت على الطلاب، بل تشمل أيضاً بعض المعلمين.
أضرار الهواتف الذكية في التعليم
-
تطرح المخاوف الصحية حول التأثيرات المحتملة لاستخدام الهواتف لفترات طويلة.
- هناك جدل بشأن المخاطر المرتبطة بالإشعاع الناتج عن الهواتف، خاصة بالنسبة للأطفال.
- وإلى جانب ذلك، صدرت توجيهات حديثة من منظمة الصحة العالمية بهذا الشأن.
-
كما تتواجد مخاوف أخرى حول تأثيرات الهواتف على البصر.
- بالإضافة إلى دور هذه الأجهزة في زيادة حالات الإدمان الإلكتروني.
- وغالباً ما تكون تلك المخاوف حادة لدى صانعي السياسات في مناطق مثل شرق آسيا.
تأثير الهواتف المحمولة على الطلبة
-
تلعب الهواتف دورًا في ظاهرة التنمر الإلكتروني المعروفة، والتي أصبحت قضية بارزة بين الطلاب.
- إذ أن التأثير النفسي السلبي للهواتف يمكن أن يكون كبيرًا.
- كما توجد مخاوف أيضًا من أن الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة قد يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعقلية للطلاب.
- في بعض المدارس الأمريكية، تُستخدم أجهزة للكشف عن المعادن لمنع الطلاب من إدخال الأسلحة، بينما تُستخدم في مدارس بالصين للحد من إدخال الهواتف المحمولة.
أسباب منع الهواتف في المدارس
- يُعتبر الغش من أبرز الأسباب التي تقف وراء منع استخدام الهواتف المحمولة في المدارس.
- طوال التاريخ، تمتع الطلاب بقدرة على توظيف التكنولوجيا لابتكار وسائل جديدة للغش في الامتحانات.
- وفي هذا الصدد، تعتبر الهواتف أداة مهمة تسهل عليهم القيام بذلك.
- وعلاوة على ذلك، لطالما كانت المؤسسات التعليمية في مرحلة البحث عن أساليب جديدة لمحاربة الغش.
- أيضًا، يعد موضوع السرقة من الأسباب الرئيسية لمنع الهواتف، حيث تصبح الهواتف الثمينة سبباً لاستهداف الطلاب من قبل اللصوص.
تأثير الهواتف الذكية على التحصيل الدراسي
-
على مستوى أداء الطلاب، لا توجد دلائل تدل على أن وجود الهواتف يؤثر إيجاباً على التحصيل الدراسي.
- الأدلة المتاحة في هذا المجال ضعيفة جداً، على الرغم من وجود دراسة حديثة في إنجلترا تشير إلى تأثيرات سلبية.
- وخاصة بالنسبة للطلاب من الأسر ذات الدخل المنخفض.
-
هناك محاولات متواصلة لإيجاد دلائل جديدة لدعم الرأي القائل بأن الهواتف قد تؤثر سلباً على الأداء الدراسي.
- ومع ذلك، تعتمد النتائج بشكل كبير على السياقات والبيئات المختلفة.
- ويمكن أن تختلف هذه النتائج بشكل واضح بين الدول النامية والمتطورة.
استخدام الهاتف النقال في التعليم
-
من الناحية المالية، إذا تم السماح باستخدام الهواتف في المدارس، فمن المحتمل أن يمتلكها الطلاب من عائلات موسرة.
- الهواتف التي يمتلكها الأطفال الأثرياء عادةً ما تكون أكثر تطوراً من تلك الخاصة بالطلاب من الأسر ذات الدخل المنخفض.
- ويعكس هذا الوضع مشكلات تتعلق بالعدالة الاجتماعية داخل الفصول الدراسية.
-
هنالك حاجة ملحة للنظر في الأسباب الأخرى التي تدعو إلى حظر الهواتف في المدارس.
- فقد تساهم القتامة الاجتماعية والتفاخر بالمستوى الطبقي في ظهور العديد من المواقف السلبية.
- إذ يمكن أن يظهر الطلاب مهاراتهم وقدراتهم، ما يثير الغيرة وقد يسبب عدم الرضا بينهم.
دراسات تثبت أهمية حظر الهواتف أثناء العام الدراسي
-
شهدت الحملات الشعبية لدعم حظر الهواتف المحمولة خلال العام الدراسي دعمًا واسعًا.
- وفقًا لاستطلاع تم إجراؤه مؤخرًا شمل أكثر من 2000 بالغ في أستراليا، أيد 80٪ تقريبًا حظر الهواتف في الفصول الدراسية.
- بينما كانت نسبة الذين أيدوا حظراً تاماً أقل بقليل من الثلث.
-
الملفت للنظر أن الدعم للحظر ضمن الفصول الدراسية كان متسقًا عبر مختلف الفئات السكانية، بما في ذلك الفئات العمرية والميول السياسية.
- هذا دليل إضافي على أهمية حظر الهواتف خلال العام الدراسي، حيث أن الطلاب أنفسهم يظهرون رغبة قوية في تحقيق ذلك.
التنمر كأحد أضرار استخدام الهاتف المحمول في المدارس
-
شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في التقارير المتعلقة بالتنمر عبر الإنترنت بين الأطفال والمراهقين.
- إلا أن طبيعة هذه الظاهرة معقدة، والأبحاث تشير إلى وجود صلة بين التنمر الإلكتروني وأشكال التنمر التقليدية.
- وتظهر الدراسات أن الأجهزة الرقمية تسهم في تعزيز هذه السلوكيات.
-
غالبًا ما يحدث التنمر عبر الإنترنت خارج أوقات الدراسة وخارج أسوار المدرسة.
- وهناك قلق من أن حظر الهواتف قد يؤدي إلى تحويل الاهتمام عن الأسباب الجذرية للتنمر.
- خاصة في ظل الضغوط المستمرة لمعالجة قضايا العنف ضد الأطفال والشباب.
-
وبهذا نجد أن هناك مؤيدين ومعارضين لحظر الهواتف خلال العام الدراسي.
- وزن الفوائد والمخاطر هو أمر بالغ الأهمية، لذا يجب رسم سياسات واضحة حول الاستخدام السليم للهواتف المحمولة.
- مع مرور الوقت، يمكن أن يصل الطلاب إلى الاستفادة من الهواتف المحمولة بشكل إيجابي، بينما يتجنبون الأضرار المحتملة.