أهمية التوحيد كمسألة وجودية
- قال الله -تعالى-: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، وهذا يمثل الغرض من خلق الله للجن والإنس وإرسال رسله.
- تشمل العبادة معرفة الله، ومحبته، والإقبال عليه، والابتعاد عن كل ما سواه.
- إن من عرف ربه بشكل أعمق كانت عبادته أكثر كمالاً، وقد أنذر الله في آياته بأنه من يطيعه يجزه خير الجزاء، ومن يعصيه سيكون عقابه أكثر شدة، وهو الغني عن الجميع كونه الخالق والرازق.
- لقد خلقنا لنعبد الله وحده، دون شريك، ويجب أن نخصص له أدعيتنا وخوفنا ورجائنا وصلواتنا وصيامنا وذبحنا ونذورنا.
- لا تعتبر العبادة عبادة إلا في ظل التوحيد، كما أن الصلاة لا تكتمل إلا بالطهارة، إذ إن الشرك يُفسد العبادة.
التوحيد كفطرة الله في الإنسان
- قال الله -تعالى-: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾، فطرة ثابتة تدل على طبيعة الإنسان.
- الدين يتضمن الإسلام والإيمان والإحسان، بأن يُوجه المرء قلبه ونيته وجسده إلى إقامة شعائر الدين الخفية والظاهرة.
- يجب أن نعبد الله كأننا نراه، فإن لم يكن ذلك ممكنًا، فهو يرانا، والأحكام الشرعية ظاهرة وباطنة وضعها الله في قلوب الناس.
- وضع الله تعالى فطرة محبة الحق، ومن يخرج عنها يُفسدها، ولا يمكن لأي إنسان تغيير خلق الله.
- إن فطرة الله تميل لقبول الحق والطمأنينة إليه، بينما تنفر من الكذب والباطل.
- لو كانت فطرة الإنسان تتعاون مع ما خُلق عليه، لكان الحق متجلياً له، ولما سكن إلا إليه.
- لذا فإن بطلان الشرك يبدو واضحًا للعقل السليم، وفهم قبح الشرك أظهر من فهم قبح جميع الأمور السيئة.
- ويجب أن يُترك المخلق على ما خُلق عليه من الفطرة دون تغيير.
يمكنكم كذلك الاطلاع على:
أهمية التوحيد كسبب لنزول الكتب وإرسال الرسل
- قال الله -تعالى-: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾، فقد أُشير في هذه الآية إلى أن لا إله إلا الله والأدلة العقلية تقر بذلك.
- التأكيد على أن جميع الأنبياء والرسل كانوا يحملون رسالة التوحيد الخالص.
- قال تعالى: ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾، إذ يبين الكتاب عظمة كلماته وصحة أوامره.
- كانت ألفاظه فصيحة وبيانه واضح، وقد وضع الله الأمور في نصابها.
- وإذا كان الله حكيمًا في أحكامه، فإنه لا ينبغي أن تسأل عن رحمة الله وجلالته إلا بما تقتضيه حكمته.
- لقد أنزل الله كتابه لإخلاص الدين له، وحذر من الشرك وبيّن عقوباته في الدنيا والآخرة.
أهمية التوحيد كواجب أول على المكلف
- ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾.
- إن حق الله على العبد هو العبادة، وحق العبد على ربه هو حمايته من النار.
- من يخلص توحيده لله كانت أعماله صالحة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ”.
التوحيد كحق لله على عباده
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟))، فأجبت: الله ورسوله أعلم، فقال: ((فإنَّ حقَّ الله على العباد أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا)).
- التوحيد هو دين الله الذي جاء به جميع الرسل، وحق الله على العبيد ألا يعبدوا سواه.
التوحيد كشرط للشفاعة
- ﴿يَوْمَئِذٍ لاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً﴾، حيث يؤكد الله أن الشفاعة متعلقة بإرادته ومن يختاره.
تتأتى أهمية التوحيد في أداء العبد للعبادة من عدة نقاط:
- الانحياز إلى الله الواحد: يعزز التوحيد أهمية التوجه الكامل لله الواحد، وهو المفتاح لفهم جوهر العبادة.
- توحيد النية والعمل: يسهم التوحيد في توجيه نية الفرد لأداء العبادات الخاصة بالله وحده، وهو أساس قبول الأعمال.
- التركيز والإخلاص: يشحذ التوحيد همم الأفراد ويزيدهم اجتهادًا في عباداتهم، مما يعزز تفانيهم في البر.
- الإيمان والطمأنينة: يساعد التوحيد في بناء إيمان قوي ويعطي الأفراد الشعور بالراحة أثناء العبادة.
- التواضع والإخلاص: يعزز التوحيد تواضع الفرد عند الله وإخلاصه في العبادة، حيث يدرك أنه لا فخر في العمل الديني.