تعتبر اختبارات الذكاء بمثابة أدوات يعتمد عليها العديد من الجامعات حاليًا في عملية قبول أو رفض الطلاب، مما أثار فضول الكثيرين للتعرف على نشأة هذه الاختبارات ومصدرها.
مؤسس مقياس الذكاء
يسعى الكثيرون لمعرفة من هو العالم الذي وضع فكرة اختبار الذكاء، والذي يُعرف بأنه:
- ألفرد بينيه، هو أول من قام بتطوير مقياس فعلي لقياس مستوى الذكاء، سواء كان ضعيفًا، متوسطًا أو مرتفعًا.
- يُعتبر بينيه عالم نفسي تربوي فرنسي الأصل، وُلِد في عام 1857.
- توفي في عام 1911 بعد أن ساهم بشكل كبير في وضع الأسس لمقياس الذكاء الذي يقيّم القدرات العقلية بدقة.
- كان هدفه الأساسي هو التعرف على الطلاب المتفوقين وذوي القدرات المحدودة الذين يحتاجون إلى دعم خاص في التعلم.
- بدأ بينيه دراسته من خلال استكشاف العلاقات بين حجم الدماغ وكتلة المخ، وكيفية تأثيرهما على الذكاء والقدرة على حل المسائل المعقدة.
- من خلال أبحاثه، توصل إلى أن الاختلافات في الذكاء لم تكن تعتمد على حجم الدماغ، بل على القدرات العقلية، وهو ما دفعه لإعادة توجيه تركيزه نحو مهام قياس الأداء العقلي.
- وبذلك، وضع بينيه مجموعة من المكونات التي تتعلق بحل المشكلات ومهارات الفهم والإدراك، لتمييز الطلاب بناءً على أدائهم في هذه المهام.
ثاني مؤسس لمقياس الذكاء
في سياق الحديث عن مؤسسي اختبارات الذكاء، يجدر بالذكر أنه كان هناك عالمان وليس واحد فقط، وأحدهم هو:
- فرانسيس غلتون، الذي يُعتبر ثاني من وضع اختبارات الذكاء.
- بدأت أولى أبحاثه حول الذكاء والقدرات العقلية في مجال الإحصاء.
- غلتون كان مقتنعًا بأن كل شيء يمكن قياسه، لذلك بحث عن طرق لقياس الذكاء البشري.
- أجرى أبحاثه في لندن حيث أسس مختبرًا للأذكياء، واستمر في هذا العمل لأكثر من ست سنوات.
- خلال هذه الفترة، قام بتطوير مجموعة من القياسات المتعلقة بالوظائف الحسية والحركية بما في ذلك قياسات التمييز الحسي والتآزر الحركي.
- أدّت أعماله التجريبية إلى فهم أعمق لقدرات العقل البشري في أوائل القرن العشرين.
- تعاون غلتون مع ألفرد بينيه لإنشاء أول اختبار لقياس الذكاء في عام 1905، حيث بدأوا بإجراء الاختبارات على مختلف الأفراد.
- كان الهدف من هذه الاختبارات هو تحديد نسبة الذكاء، حيث وجدوا أن المعدل العام هو 100 درجة، وكلما ازدادت النتيجة، كان الشخص يُعتبر أكثر ذكاءً.
تطورات اختبارات الذكاء
شهدت اختبارات قياس الذكاء تطورات ملحوظة منذ بدايتها، ويمكن تلخيص هذه التطورات كما يلي:
- عمل ألفرد بينيه وزميله ثيودور سيمون على تحسين المقاييس التي وضعوها لكي تزيد دقتها وكفاءتها في قياس الذكاء.
- نجحوا في نشر هذه التحسينات قبل فترة قصيرة من وفاتهم.
- في عام 1916، قام لويس تيرمان بإجراء تعديلات إضافية على تلك المقاييس لتعزيز فعاليتها.
- نتيجة لذلك، قام بتطوير اختبارات جديدة تحت ما يُعرف باسم اختبار “ستانفورد – بينيه” تكريمًا للعالمين المؤسسين.
- يُعتبر هذا الاختبار الأساس الذي بُنيت عليه جميع اختبارات الذكاء التي تلتها حتى يومنا هذا.
تصنيفات مقياس الذكاء
بعد التعرف على العلماء الذين وضعوا مقياس الذكاء في أوائل القرن الماضي، من الضروري فهم تصنيفات هذا المقياس، والتي تشمل:
- أدنى درجة في هذا المقياس تنحصر بين 58 إلى 68، والتي تُشير إلى الأفراد ذوي الإعاقات العقلية الذين يعانون من مشكلات في الدماغ.
- الحد العام للذكاء يتراوح ما بين 68 إلى 80 درجة.
- بالنسبة للذكاء الجيد، فهو يتراوح بين 80 و115، بينما الجيد جدًا يبدأ من 116 حتى 125.
- أما الذكاء الممتاز والقريب من العبقرية، فيتراوح بين 126 و135 درجة.
- ويُعتبر العبقري هو من يحصل على 135 درجة فما فوق، وصولًا إلى 200 درجة.