تعتبر الغزوة الأولى في الإسلام من بين الأحداث التاريخية ذات الأهمية الفائقة، حيث تمثل الخطوة الأولى للمسلمين في طريقهم لنشر دين الله. وقعت هذه الغزوة في السنة الثانية من الهجرة، خلال شهر صفر. وقد تم تجنب وقوع أي صدامات عسكرية خلال هذه الغزوة نتيجة لاتفاقية سلمية أبرمها الرسول محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم مع قبيلة بني ضمرة التابعة لكنانة. وبالتالي، لم تشهد هذه الغزوة أي معارك.
أول غزوة في الإسلام
-
أول غزوة تتكون من سبعة أحرف هي معركة الأبواء أو ما تعرف بغزوة ودان.
- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي قاد هذه الغزوة بنفسه.
- تضمنت الاتفاقية المبرمة مع بني ضمرة عدم تعرضهم للرسول أو للمسلمين أو السماح بالغزو.
- في حالة دعوة الرسول لهم لمواجهة أي عدو، فإنهم سينضمون إليه.
-
كما اتفقت بني ضمرة على أن أي نزاع يتعرضون له سيتم فيه مساعدة المسلمين.
- وسميت الغزوة بالأبواء نظرًا لقربها من تلك المنطقة.
- تُعرف أيضًا بغزوة ودان لموقعها الجغرافي.
أسباب وقوع معركة الأبواء
-
عندما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بوجود قافلة تمر من تلك المنطقة.
- كانت القافلة تابعة لقريش وقد قرر المسلمون مواجهتها.
- شارك في الغزوة حوالي سبعين من المهاجرين.
- وقد أوكل سعد بن عبادة رضي الله عنه مسؤولية المدينة المنورة.
-
انطلق المسلمون برفقة الرسول وقد تركوا خلفهم ممتلكاتهم وأسرهم ليجاهدوا في سبيل الله.
- كانت هذه المسيرة طاعة للرسول ودعوة للدين.
-
رافق المهاجرين عم الرسول صلى الله عليه وسلم، حمزة بن عبد المطلب.
- حمل حمزة الراية أثناء الغزوة.
- وعند وصولهم إلى بني ضمرة، تم التوقيع على اتفاقية نصرتهم.
أهداف معركة الأبواء
خاض الرسول صلى الله عليه وسلم غزوة الأبواء في العام الثاني من الهجرة بمكة برفقة المسلمين بهدف تحقيق عدة أهداف، لنصرة دين الإسلام، وحماية المسلمين، ومواجهة قريش، ومن بين أبرز هذه الأهداف ما يلي:
- وقف أي إيذاء للمسلمين من قريش ودعوتهم لعدم عرقلة نشر الدين.
- عدم تعرضهم للرسول صلى الله عليه وسلم خلال رحلاته للدعوة.
- إيصال رسالة لقريش عن قوة المسلمين.
- توجيه النصيحة للقبائل اليهودية.
-
إبرام اتفاقيات مع كافة القبائل حول المدينة.
- ومنها الاتفاقية مع بني ضمرة، التي نصت على عدم تعرضهم للمسلمين وتوفير الحماية.
- اكتشاف الطرق التي تؤدي إلى مكة، مما سيساعد في نشر الرسالة خارج المدينة.
بنهاية الغزوة، تحقق النجاح للرسول والمسلمين في تنفيذ أهدافهم من دون أي معارك، حيث استطاعوا تحمل إيذاء قريش والقبائل اليهودية بلا خسائر في الأرواح.
أهمية معاهدة الصلح مع بني ضمرة
-
واجه الرسول صلى الله عليه وسلم تحديات كبيرة أثناء نشر الإسلام، حيث كانت تمت مواجهته بمعارضة شديدة.
- لم يكن هناك إلا قلة من الناس تؤمن به في المدينة، مما جعله بحاجة ملحّة لدعم خارج نطاق المدينة.
-
كان عليه نشر الدعوة لعبادة الله وحده وترك الوثنية.
- تعرّض للعديد من المضايقات من قريش والقبائل اليهودية بهدف منع انتشار الدعوة.
- في المقابل، آمن المسلمون بالله وتركوا عبادة الأصنام.
- لذا كانت هناك الحاجة لعقد معاهدات مع قريش أو الذهاب للحرب، لتسهيل نشر الدعوة.
تابعونا:
حالة المسلمين بالمدينة قبل وبعد معركة الأبواء
-
قبل المعركة، ذاق المسلمون ويلات من التعذيب والإيذاء، عانوا من أذى القبائل المختلفة بما في ذلك قريش.
- بعد المعركة وتوقيع الصلح مع القبائل، تبدلت الأوضاع تمامًا.
- حصل المسلمون على الأمان من قريش والقبائل الأخرى، وتحقق نص الاتفاقية الذي ينص على نصرهم ضد أي هجوم.
-
كذلك، أصبح من الضروري على المسلمين نصرة قريش في حال تعرضهم للاعتداء، مما عزز من تأمين الجميع.
- كما تمكن الرسول صلى الله عليه وسلم من التعرف على طرق جديدة جداً تؤدي لمكة، مما ساعده في نشر دعوته بلا أذى.
تأكيد النصرة الإلهية للرسول في أول غزوة
-
تجلت عظمة النصرة الإلهية للرسول من خلال الاتفاق الذي أُبرم.
- هذا اتفاق كان علامة طمأنينة من الله تعالى تدلل على أنه سيقف بجواره وينصره على أعدائه.
- استمر الرسول في نشر رسالته بسلام دون التعرض للإيذاء.
- رغم الصعوبات التي واجهها، استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينقل رسالة الإسلام بنجاح.