خلق الله سبحانه وتعالى الأرض وما تحويه من كائنات حية، وبعد اكتمال هذه العملية الخلقية، أصبحت الأرض مهيأة لاستقبال البشر. ثم خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم من الطين ليكون أول إنسان على وجه الأرض.
بعدها نفخ الله تعالى في روح آدم ليحيا، ثم خلق السيدة حواء لتكون شريكة حياته، ليسكن كلاهما بجوار الآخر.
أين هبط آدم وحواء؟
- إن المعلومات المتداولة حول موقع هبوط آدم وحواء تبقى معلومات ظنية وغير مؤكدة.
- يمكن أن تكون بعض هذه التفاصيل صحيحة، بينما قد تكون أخرى خاطئة.
- الأمر المؤكد هو أن الهبوط كان بشكل منفصل، حيث قام كل منهما بالبحث عن الآخر ليؤسسا عائلة واحدة.
- وقد ورد عن علي بن أبي طالب، وقتادة، وابن عباس رضي الله عنهم أنه، أسس آدم في الهند، بالتحديد على جبل يعرف باسم نوذ، داخل أراضي سرنديب.
- أما السيدة حواء، فقد هبطت في منطقة جدة، والتقيا في عرفات، لذا سمي جبل عرفات بهذا الاسم.
- ثم اتجه سيدنا آدم نحو جمعهما، وتوالت حواء عليه، مما أدى لتسمية تلك المنطقة بالمزدلفة. كما يقال إن آدم هبط في البرية.
- هناك روايات تفيد بأن آدم هبط في الهند مع الحجر الأسود. وقد روى ابن سليمان قائلاً إن سيدنا آدم هبط في الهند بينما هبطت حواء بجدة.
- أيضاً، هناك من يشير إلى أن آدم هبط بمنطقة دجناء في الهند، وقد روي عن ابن أبي حاتم أنه هبط في أرض بين مكة والطائف تُعرف بدجنا.
- كما ذكر عن ابن عمر رضي الله عنه أن آدم هبط على جبل الصفا بينما هبطت حواء على جبل المروة.
- ما هو السبب الذي جعل آدم وحواء ينزلان إلى الأرض وما هي قصتهما؟
للتعرف على المزيد:
قصة آدم وحواء
- قبل أن يخلق الله آدم، أبلغ الملائكة أنه ينوي خلق إنسان ليكون خليفة له على الأرض.
- لكن الملائكة شهدت مخلوقات سابقة دمرت في الأرض، وكان لديها وعي بما يحدث.
- فتساءلت الملائكة: هل تريد أن تخلق من يفسد ويسفك الدماء؟
- فأجابهم ربهم: إنني أعلم ما لا تعلمون.
- ثم أمر الله تعالى الملائكة بالذهاب إلى الأرض ليجمعوا لها جزءًا من ترابها.
- وعندما جاء جبريل، استعاذت الأرض بالله، فتركها وغادر.
- ثم أرسل الله الملك ميكائيل، الذي واجه نفس الاستعاذة، فأرسل الملك الثالث عزرائيل، الذي تمكن من أخذ قبضة من تراب الأرض.
- ويقال إن سبب قيام عزرائيل بقبض الأرواح يعود إلى ذلك الموقف.
- خلق الله آدم من مزيج من الماء والتراب، حيث كان التراب مختلطًا بعناصر الأرض.
تتابع قصة آدم وحواء
- في المرحلة الثانية، تم تصنيع آدم باستخدام الحمأ المسنون، ثم الصلصال.
- (intervals) تم تنفيذ الخطوتين بعد فترة من عمله من الطين.
- أما الخطوة الثالثة، فتتمثل في تشكيل جسد آدم، والذي اكتمل في يوم الجمعة.
- وقد قيل إن طوله كان يبلغ نحو ثلاثين متراً.
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خلق الله آدم على صورته، وطوله ستون ذراعًا)).
- في المرحلة الرابعة، نفخ الله في آدم من روحه، ومنحه السمع والشم والبصر.
- وبعد فترة من الزمن، خُلقت حواء من ضلع آدم.
- لم يشعر آدم بأي ألم عند خلق حواء، واستفاق ذات يوم ليجدها عند رأسه بأجمل صورة.
- علم الله آدم أسماء جميع الطيور والحيوانات، وعلمه الكثير من المعارف.
- بعد خلق آدم وزوجته حواء، أمر الله الملائكة بالسجود لهما.
- وسجد الجميع ما عدا إبليس، الذي عصى ربه ورفض السجود، مما أدى لطرده من الجنة.
قصة هبوط آدم وحواء من الجنة
- بعدما خلق الله آدم وأسكنه الجنة مع حواء، منحهما الله نعيم الجنة، بإستثناء شجرة واحدة.
- تناولت الكثير من الروايات نوع الشجرة، بين من يقول إنها شجرة السنبلة أو التين أو الكافور.
- على الرغم من تحذير الله لهما من الأكل منها، وسوس لهما إبليس ليأكلوا منها، مُدعيًا أنه يسعى لخيرهما.
- فقد شجعت حواء آدم على تناول الثمر من هذه الشجرة، فبدأت هي بالأكل، ومن ثم تبعها سيدنا آدم، فتغيرت حالهما وسقطت ثيابهما، وأخرجهما الله من الجنة.
- كان عقاب الله لهما بأن أنزلهما إلى الأرض، وأخطارهما من إبليس وذريتهما.
- أوحى الله لآدم وزوجته بكلمات للتوبة عن ذنبهم.
- من المهم أن ندرك أن الأرض كانت المكان المحدد الذي خلق الله آدم لأجله، لكي يعمرها هو وزوجته وينجبا.
- إن قصة آدم وحواء كانت مقدرة، فقد كان الله يعلم مسبقًا بما سيحدث وأنهما سينزلان إلى الأرض ليعمراها.
- روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال إن آدم وزوجته شعرا بالندم الشديد على ما قاما به من ذنب، ولم يتمكنا من رؤية الطعام والشرب لمدة أربعين يوماً.
- هبوط آدم وحواء إلى الأرض تم على مرحلتين، الأولى كانت من الجنة إلى السماء الدنيا، والثانية من السماء الدنيا إلى الأرض.
- لتبقى العداوة بين إبليس وآدم وذريتهما قائمة إلى يوم القيامة.
الدروس المستفادة من قصة آدم وحواء
- عدم الاستسلام لوساوس الشيطان وتحذير النفس من مكائده.
- تكريم الله للإنسان بجعله خليفة له على الأرض.
- تذكير الإنسان بأصله المستمد من التراب، مما يعزز التواضع وعدم الكِبر.
- طبيعة الإنسان ترتبط بالنسيان والخطأ، ولا ينبغي له أن يفقد الأمل في رحمة الله عند وقوعه في المعصية.
- إيضاح أهمية العلم، حيث ألهم الله آدم فئات الأجناس وأسمائها.
- تمييز آدم عن باقي المخلوقات ومنح الخلافة له.
- تنويه بإكرام آدم بواقع السجود الكامل من الملائكة.
- دعوة لطاعة الله وعدم العصيان، والتوبة عند ارتكاب الأخطاء.
- الرجوع إلى القرآن الكريم كمعين وقت الأزمات، والالتزام بالمسار الصحيح في الحياة.