تُعتبر بحيرة قارون واحدة من أكبر البحيرات الطبيعية في جمهورية مصر العربية، وقد كانت في السابق تحتوي على أعداد هائلة من الأسماك. لكن على مر الزمن، تأثرت البحيرة بالعديد من العوامل، مما أدى إلى تراكم الأملاح وفقدان الكثير من هذه الأسماك.
موقع بحيرة قارون
- تقع بحيرة قارون في محافظة الفيوم، ضمن منطقة جنوب الوادي في مصر.
- تمتاز البحيرة بعمقها الذي يصل إلى حوالي 14 كيلومتر، مما يجعلها أعمق بحيرة في مصر، بينما تصل مساحتها إلى حوالي 330 كيلومتر مربع، بطول يبلغ 40 كيلومتر وعرض مقداره 7 كيلومتر.
- وفقًا لمخطوطات هيرودوت المتعلقة بتاريخ مصر القديمة، كانت بحيرة قارون تستخدم في العصور الفرعونية كخزان لمياه نهر النيل خلال فترات الفيضان.
- كانت تُخزن مياه الفيضان لمدة تصل إلى 6 أشهر، مما مكن من ري الأراضي الزراعية من هذه المياه خلال تلك الفترة.
- كان يبلغ حجم بحيرة قارون في السابق أكبر بكثير، حيث كانت تغطي محافظة الفيوم بأكملها، لكن تعرضها للجفاف عبر الزمن أدى إلى تقليص مساحتها.
- تتصل بحيرة قارون بنهر النيل عبر قناة قديمة تُعرف باسم بحر يوسف، التي أنشأها الملك أمنمحات الثالث.
- تأسست هذه القناة في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، بهدف تزويد بحيرة قارون بمياه الفيضانات.
- تُعتبر بحيرة قارون من أقدم البحيرات الطبيعية في العالم، وهي أيضًا جزء من بحيرة قديمة تُدعى بحيرة موريس.
- تقع البحيرة على بُعد 27 كيلومتر شمال محافظة الفيوم.
- توجد بحيرة قارون شمال غرب محافظة بني سويف، والتي تبعد حوالي 50 كيلومتر عن نهر النيل.
أسباب تسمية بحيرة قارون
- سُميت بحيرة قارون سابقًا ببحيرة أوزيريس أثناء الدولة الفرعونية، لكن مع مرور الوقت استبدل الاسم بـ “قارون”، وهو مستمد من القصة المذكورة في القرآن الكريم.
- كان قارون يمثل أغنى رجال زمانه، حيث عاش في عصر سيدنا موسى عليه السلام، وقد منح الله المال والثروات الكثيرة لهذا الرجل، لكنه أنكر فضل الله وتجاهل نعمه.
- أعلن قارون أنه حقق ثروته بمجهوده فقط، دون الاعتراف بأي فضل من الله، مما أدى إلى خضوعه لعقوبة إلهية ولقي مصيره المحتوم، واعتقد الناس أن البحيرة هي المكان الذي كان يقيم فيه نقدًا لقصة قارون، ولكن هذا اعتقاد خاطئ.
- التسمية جاءت أيضًا نتيجة للبروزات والخلجان العديدة في البحيرة، والتي يُطلق عليها الناس اسم “القرون”، مثل جزيرة “قرن أبو نعمة” وجزيرة “القرن الذهبي”.
- لذا، سميت في البداية بحيرة القرون، وبعد فترة، وتحديدًا في العهد الإسلامي، تم تحويل الاسم إلى “قارون”، وأصبح اسم البحيرة لا يرتبط بالقصة المذكورة في القرآن الكريم.
مميزات بحيرة قارون
- كان يتميز ماء بحيرة قارون بعذوبته وتوافر العديد من المصائد. وقد ساهم ذلك في زيادة إنتاج الأسماك في البحيرة.
- لكن مع مرور الوقت، أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى تبخر معظم المياه، مما نتج عنه زيادة تركيز نسبة الملوحة وفقدان أعداد كبيرة من الأسماك، بالإضافة إلى تقلص مساحة البحيرة.
- تعتبر محافظة الفيوم منخفضة تشبه الوادي، ولا تتصل مباشرة بمياه نهر النيل، مما أدى أيضًا إلى زيادة تركيز الملوحة في البحيرة.
- تتميز بحيرة قارون بأنها تحتوي على عوامل جيولوجية مهمة من الناحية العلمية والتاريخية، بالإضافة إلى تنوع الحياة الطبيعية بها حيث تضم أنواع مختلفة من الطيور المهاجرة والمقيمة، فضلاً عن نباتات نادرة متعددة.
- تعد بحيرة قارون بحيرة داخلية نظرًا لانفصالها عن نهر النيل.
- تتدفق المياه إلى بحيرة قارون عبر مجموعة من المصارف الرئيسية والفرعية، منها مصرف الوادي ومصرف البطس، ويبلغ عدد المصارف الفرعية التي تغذي البحيرة حوالي 12 مصرف، حيث تسهم هذه المصارف بتدفق نحو 69% من مياه الصرف في محافظة الفيوم.