أين يقع الأخدود العظيم في العالم؟

تُعتبر المملكة العربية السعودية موطنًا للعديد من المواقع الأثرية التي تحظى بسمعة مرموقة، ومن بين هذه المواقع الشهيرة تأتي منطقة الأخدود العظيم.

موقع الأخدود العظيم

  • يقع الأخدود العظيم في منطقة الأخدود، تحديدًا في جنوب نجران بالمملكة العربية السعودية.
  • تم ذكر هذه البلدة في القرآن الكريم في سورة البروج، حيث قال الله تعالى: (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتَ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ).
  • تروي هذه القصة التي ذُكرت في القرآن الكريم أحداثًا مهمة قام بها آخر ملوك حمير، الملك (ذي نواس).
    • كان ملك اليمن آنذاك يُدعى ذرعة بن تباين أسعد أبو كرب.
  • أمر الملك جنوده بإقامة أخدودًا عميقًا في الأرض وإشعال النار فيه، ثم قاموا بإلقاء كل من ارتد عن أوامر الملك.
    • حيث ألزمهم بالتخلي عن دينهم، لكنهم تمسكوا بمعتقداتهم ولم يطيعوا أوامره.

للمزيد من المعلومات: 

مميزات مدينة الأخدود

  • تعد مدينة الأخدود إحدى المدن العريقة التي تعود جذورها إلى أكثر من 2000 سنة.
  • شهدت المدينة محرقة كبيرة تركت خلفها بقايا وعظام، بالإضافة إلى ثروات متنوعة.
    • وقد تم العثور على العديد من النقوش والكتابات المنقوشة على جدران وصخور المدينة، وكانت بلغة سكانها.
  • ازدهرت المدينة بخيراتها المتنوعة، بما في ذلك الحيوانات الفريدة مثل الخيول العربية الأصيلة والجمال.
  • رغم حرق أجزاء كبيرة من المدينة في تلك الفترة، إلا أن هناك بقايا تدل على ثروتها وتراثها الغني.
    • من بين هذه البقايا جبل أثري يُعرف بتصلان، والذي يقع شرق مدينة نجران، وقد بُنيت فوقه كعبة تصلان.
  • تضم المدينة أيضًا القصر التاريخي للإمارة، بالإضافة إلى القرى الأثرية القديمة الواقعة على جانبي وادي نجران، جنبًا إلى جنب مع الآبار القديمة.
  • لا تتوقف أهمية المدينة عند هذا الحد، بل تحتوي على آثار من العصور العباسية والبيزنطية والأموية.
    • كل تلك الآثار تشير بوضوح إلى أهمية المدينة وحضارتها العريقة.
  • يمثل موقع الأخدود جزءًا أساسيًا من تلك الأهمية، حيث يُعد من أبرز المدن من حيث المعالم الأثرية، وقد أُقيمت عليها مدينة نجران منذ زمن بعيد.
    • وقد وُجدت فيها نقوش عديدة وتم بناء قلعة أو قصبة عليها.
  • تم تحصين هذه المدينة بسور يبلغ طوله 235 مترًا، مع وجود نظام قوي لحماية القلعة وسكانها من أي هجوم خارجي.

قصة أصحاب الأخدود

  • تُعتبر قصة أصحاب الأخدود واحدة من القصص المعروفة، التي يُعاد كتابتها من قبل كُتاب ومؤلفين حتى يومنا هذا، وتدور أحداثها قبل ظهور الإسلام وانتشاره.
  • وقد أوحى الله- سبحانه وتعالى- إلى سكان هذه القرية بعدم الانصياع للملك الذي يحكمهم.
    • لأنهم أدركوا أن الملك ينتهج سلوكيات سيئة، وكان يطلب منهم التخلي عن دينهم بينما يهددهم بالقتل والحرق.
  • ورغم الضغوطات، تمسك أهل القرية بدينهم، وظلوا متمسكين بمعتقداتهم، حتى جاء الإسلام على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآمنوا به.

أعمال التنقيب والتطوير في منطقة الأخدود

  • تحظى منطقة الأخدود بأهمية كبيرة، حيث تحتوي على العديد من المواقع التاريخية، ويتولى كل من هيئة التراث الوطني وهيئة السياحة أعمال الترميم لمجموعة من المعالم الأثرية والسياحية.
    • وفي إطار البحث، تم اكتشاف مسجد يقع أسفل القلعة، تحديدًا في شمال شرقها.
  • يعود تاريخ هذا المسجد إلى القرن الأول الهجري، ولا تزال أعمال التنقيب مستمرة للعثور على المزيد من الآثار.
  • أثناء عمليات التنقيب، تم العثور على مجموعة من الأواني الفخارية والأواني المصنوعة من الفضة والنحاس، بالإضافة إلى أدوات الزينة والمدافن التي تعود إلى فترات ما قبل الميلاد.
  • وتم كشفت نقوش أثرية صخرية تعود إلى عصور سابقة، مما زود الباحثين بمعلومات قيمة حول تلك الفترات وكيف عاش الناس حينها.
  • كما تم تحديد كيفية استخدامهم للأسلحة وتصنيعها، بالإضافة إلى استئناس الحيوانات مثل الجمال.

أهمية الأخدود العظيم

تشدد هيئة السياحة على أهمية هذه المنطقة:

  • تُعتبر الأخدود من أبرز المعالم السياحية في الجزيرة العربية بأكملها، ولا تقتصر أهميتها على مدينة الأخدود وحدها.
    • إنها من بين الأماكن الأكثر جذبًا للسياح، حيث يسعون لمشاهدة الآثار العظيمة والمواقع المرتبطة بتلك القصة التي ذكرناها.
  • تُجرى بشكل دوري عمليات تطوير وتحسين للموقع، بما في ذلك إنشاء ممشى وصيانات مستمرة، مع الاستمرار في عمليات التنقيب بحثًا عن معالم سياحية جديدة.
    • جميع العلماء اتفقوا على أن هذه المنطقة تحتاج إلى سنوات عديدة لاكتشاف كل محتوياتها وأسرارها.
  • منذ عام 1997، تم اكتشاف عدد كبير من الآثار الإسلامية، التي تبرز الطريقة التي عاش بها السكان خلال تلك الفترة.
    • بالإضافة إلى أساليبهم في التصنيع وطرق دفن الموتى.
  • لا تحتوي منطقة الأخدود على أي مباني سليمة، حيث جميع المباني عبارة عن بقايا مدمرة ومهددة.
  • كما توجد قطع أثرية متعددة في منطقة السوق التجاري، بالإضافة إلى عدد كبير من القطع الفخارية المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، التي استخدمها السكان في تلك الفترة، مما يجذب السياح والزوار من جميع أنحاء العالم لاستكشاف آثار المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top