أين يقع جبل إيفرست؟ – موسوعة بيكا

يعتبر جبل إيفرست، الذي يقع في سلسلة جبال الهيمالايا، واحدًا من أبرز العلامات الجغرافية في العالم، حيث يحتضن أعلى قمة جبلية على وجه الأرض.

سُمي الجبل تيمناً بجورج إيفرست، الذي كان المدير العام للمساحة في الهند. يُعتبر جبل إيفرست من الجبال الحديثة جيولوجياً، ويعد الحجر الجيري هو المكون الرئيسي في تكوينه.

موقع جبل إيفرست

بدأت عمليات مسح الجبال في الهند وتحليل ارتفاعاتها والخصائص الجيولوجية لها في إطار عدة مشاريع بريطانية منذ عام 1802م.
استغرقت هذه الدراسة نحو 28 عامًا حتى تمكن البريطانيون من الوصول إلى نيبال في عام 1830م.
في عام 1847م، تم تحديد قمة جبلية في المنطقة الشمالية من سلسة جبال الهيمالايا، لكن الاستكشافات توقفت بسبب الظروف المناخية القاسية.
في عام 1856م، نجح جورج إيفرست في اكتشاف هذا الجبل الذي أطلق عليه لقب أعلى جبل في العالم.
رفض السكان المحليون في المناطق المحيطة استخدام هذا الاسم، وفضلوا تسميته “تشومولانغما” التي تعني آلهة الجبال.
كما أطلق النيباليون عليه اسم “ساجار ثا” والذي يعني جبهة السماء.
يمتد جبل إيفرست في الجهة الجنوبية من قارة آسيا، على الحدود بين إقليم التبت الصيني ونيبال.
يعد الجبل الأبرز في مجموعة جبال الهيمالايا، حيث يُعتبر الأعلى عالميًا بارتفاع يبلغ حوالي 8850 مترًا.
يتخذ الجبل شكل هرم بوجهات مسطحة، مغطاة بالثلوج.
تتدنى درجات الحرارة على جبل إيفرست في الشتاء إلى نحو 60 درجة مئوية تحت الصفر.
تبلغ درجة غليان الماء على قمة الجبل حوالي 71 درجة مئوية.
نجح نحو 5000 شخص في تسلق جبل إيفرست، بينهم رجل كفيف وطفل وامرأة مسنّة.

تكوين جبل إيفرست

تعتبر الحركة التكتونية السبب وراء تكوين سلسلة جبال الهيمالايا، حيث تحركت اللوحة الهندية الأسترالية من الجنوب إلى الشمال.
أدت هذه الحركة إلى دفع اللوحة الهندية تحت الصفيحة الأوراسية بعد تصادمها منذ أكثر من 40 مليون عام.
بدأت سلسلة جبال الهيمالايا في الحصول على شكلها الحالي خلال العصر الجليدي.
زادت ارتفاعات جبل إيفرست بمعدل جزء من البوصة سنويًا حتى اليوم.
يتكون الجبل من طبقات متراكمة من الصخور والشعيرات، مغطاة بطبقات من الصخور النارية الجرانيتية.
تشكل الصخور الجيرية الطبقة السطحية لجبل إيفرست.

أول متسلق لجبل إيفرست

كان أول من تسلق جبل إيفرست هو النيوزيلندي إدموند هيلاري، الذي وصل إلى قمته في التاسع والعشرين من مايو عام 1953م.
بدأ هيلاري مغامراته في تسلق الجبال منذ عام 1939م عند تسلق جبل أوليفييه.
شارك في العديد من الحملات الاستكشافية، بما في ذلك رحلة استكشاف جبل إيفرست في عام 1951م.
كما كان جزءًا من الحملة الاستكشافية للكومنولث للقطب الجنوبي.
استطاع هيلاري تسلق 11 جبلًا بارتفاع يتجاوز 20 ألف قدم.
خصص هيلاري حياته بعد تسلق جبل إيفرست لأعمال الخير والمساعدات الإنسانية.

شروط تسلق جبل إيفرست

وضعت عدة حكومات شروطًا صارمة لتسلق جبل إيفرست بهدف حماية الأرواح، ومن أبرز هذه الشروط:

التسجيل في دورات تدريبية قبل التوجه لتسلق الجبل، تمتد بين عام وعام ونصف.
التأكد من عمر المتسلقين، حيث لا يُسمح لمن هم دون السادسة عشر بتسلق الجبل.
إجراء فحوصات طبية للتأكد من سلامة المتسلقين.
تحقيق مستوى عالٍ من اللياقة البدنية، وعدم السماح للأشخاص ذوي الوزن الزائد بالتسلق.

تكلفة تسلق جبل إيفرست

تتراوح تكلفة تسلق الجبل بين 25,000 و45,000 دولار، وتتأثر بعدة عوامل، أبرزها:

الموقع، حيث تكون تكلفة التسلق لمنطقة الجبل الشمالية (التبت/الصين) أقل من منطقة الجبل الجنوبية (ساجارماثا/نيبال).
تكلفة تصاريح التسلق، التي تبلغ حوالي 11,000 دولار لدخول الجهة الجنوبية، و8,000 دولار للدخول من الجهة الشمالية.
اختيار مرافق مرشد تسلق أو عدمه، حيث تقل التكلفة في حالة عدم وجود مرشد.
أدوات التسلق، التي تكلف نحو 10,000 دولار وتتضمن الإسعافات الأولية، الأدوية، القفازات، واللباس المناسب.
تكلفة تعبئة الأكسجين، حيث تصل تكلفة زجاجة واحدة من الأكسجين حوالي 460 دولار.
تحتاج المعسكرات لمتطلبات مرتفعة التكلفة، مثل المراحيض وأدوات التسلق والأجهزة الكهربائية.
فريق الصيانة الخاص بالثلوج، والذي يتطلب رسومًا لصيانة وإصلاح السلالم والحبال.
لجان مكافحة التلوث، المسؤولة عن إزالة النفايات والتخلص منها.
تكاليف إضافية تتعلق بالإقامة والطعام، والتي قد تصل إلى حوالي 4,000 دولار.

الأشخاص المفقودون على جبل إيفرست

عثر على العديد من جثث الأشخاص الذين حاولوا تسلق جبل إيفرست، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، مما أدى إلى وفاتهم.

تُستخدم الجثث كمعالم استرشادية أثناء التسلق، ومن أبرز هذه القصص:

الشخص المعروف باسم “ذي الحذاء الأخضر”، وهو مُتسلق هندي مشهور، فقد حياته خلال تسلقه إيفرست عام 1996م.
الثنائي فرانسيس وسيرغي، حيث كانت فرانسيس تسعى للحصول على لقب أول امرأة تتسلق إيفرست دون استخدام الأكسجين الإضافي، ولحظة بلوغها القمة سقطت على الجليد وفارقت الحياة، ولحق بها زوجها الذي لم يتمكن من إنقاذها.
جورج مالوري، متسلق بريطاني توفي خلال محاولة تسلقه في عام 1924م بسبب عاصفة ثلجية؛ وقد وُجدت جثته غير متحللة بعد 75 عامًا من وفاته، أي في عام 1999م، وذلك بفضل البرد القارس.

أول متسلق عربي لجبل إيفرست

الشاب الأردني مصطفى سلامة، البالغ من العمر 38 عامًا، يعد أول عربي يتمكن من تسلق جبل إيفرست.
نجح سلامة في تسلق الجبل بالتزامن مع عيد استقلال الأردن في الخامس والعشرين من مايو.
رفع مصطفى علم الأردن وأدى الأذان أثناء تواجده على قمة الجبل.
تُعتبر محاولة مصطفى سلامة مبادرة لدعم مرضى السرطان.
تمكن من تسلق قمة إيفرست في عام 2008م بعد تجربتين فاشلتين.
حظي رحلته بدعم الملك عبد الله الثاني، والتي استغرقت حوالي 72 يومًا.
واجه سلامة خلال رحلته العديد من التحديات، مثل نقص الأكسجين، لكن عزيمته على تحقيق الهدف كانت أقوى.
كانت بداية رحلته بشعار “من أخفض نقطة على الأرض إلى أعلى قمة في العالم”.
انطلقت رحلة مصطفى سلامة من البحر الميت نحو قمة إيفرست حاملاً طموحات الشعب الأردني والعربي، ليصبح أول عربي يتسلق أعلى قمة في العالم ويرفع الأذان من هناك.