يتطلع العديد من الناس إلى معرفة مكان قبر السيدة مريم العذراء، التي تُعتبر شخصية بارزة جدًا في حياة الكثيرين، سواءً من المسلمين أو المسيحيين.
ويعدّ ما ذُكر عن مريم العذراء في القرآن الكريم، سواء في الآيات المتناثرة أو السورة الكاملة التي تحمل اسمها، دليلاً واضحًا على مكانتها العظيمة. في هذا المقال، سنتناول موقع قبر السيدة مريم.
مَن هي مريم بنت عمران العذراء؟
قد لا يعرف الكثيرون عن السيدة مريم سوى أنها والدة نبي الله عيسى عليه السلام، ولكن هناك الكثير من المعلومات الهامة حولها، حيث أنها تُعتبر من أبرز النساء المذكورات في القرآن الكريم:
نسبها ونشأتها
- نظرًا لأهمية السيدة مريم بنت عمران، فقد ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمَلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا: آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ).
- وُلدت مريم لوالدين هما عمران وحنة؛ وقد كانا من الصالحين ولم يُرزقا بالأبناء لفترة طويلة.
- ذات يوم، رأى والدها طائرًا يساعد فرخًا على الطيران، مما دفعها للدعاء إلى الله بأن يُرزقها ذرية صالحة وتمنت أن تُنذر ما في بطنها لله.
- استجاب الله لدعائها، وحملت، ولكن توفي زوجها خلال فترة الحمل.
- أعقب ذلك ولادة السيدة مريم، التي كانت مشيئة الله أن تصبح سيدة نساء العالمين.
كفالة زكريا لها
- منذ ولادتها، تولى الله عز وجل رعايتها، وتمت كفالتها من قِبل نبي الله زكريا، الذي كان زوج خالتها.
- وعندما كان زكريا يدخل إلى محراب السيدة مريم، كان يجد لديها رزقًا وفيرًا، وعندما يسألها عن مصدره، كانت تجيب بأنه رزق من الله.
بشارتها بعيسى بن مريم
- جاءت البشارة بميلاد عيسى عليه السلام عبر الملائكة، حيث بُشرّت مريم بأن ابنها سيكون نبيًا، وقد جاء هذا الحدث معجزيًا لأنه لم يكن له أب.
- في سورة آل عمران، وردت تفاصيل البشارة التي جاء بها الملاك لمريم، مع الحديث عن معجزات عيسى عليه السلام مثل إحيائه الموتى وشفاء المرضى بإذن الله.
- تشير الآيات القرآنية إلى تلك البشارة، حيث قُدِّمت تفاصيل حول ميلاد عيسى عليه السلام وما رافقه من أحداث. ومن الآيات:
(فَأَجاءَهَا المَخاضُ إِلى جِذعِ النَّخلَةِ، قالَت يا لَيتَني مِتُّ قَبلَ هـذا وَكُنتُ نَسيًا مَنسِيًّا…).
وفاة مريم بنت عمران
هناك اختلاف في الروايات حول كيفية وفاة السيدة مريم، ومكان وفاتها ودفنها، وذلك نتيجة الاختلافات بين الطوائف والكنائس المسيحية. وفيما يلي الرأي الشائع:
- تُروى قصة وفاة السيدة مريم أنها كانت تعبد الله في الجبل عندما جاء ملك الموت إليها، بينما كان نبي الله عيسى عليه السلام في طريقه لجلب الطعام.
- عند عودته، وجدها قد فارقت الحياة، وتركت عالمنا انتقلت إلى الله سبحانه وتعالى.
- يعتقد بعض المؤرخين أن السيدة مريم توفيت بعد خمس سنوات تقريبًا من رفع النبي عيسى إلى السماء، وكان عمرها حينها نحو ثلاث وخمسين عامًا.
- تتباين الآراء حول انتقالها إلى السماء، حيث يذهب البعض إلى أنها لم تمت ولكن رُفعت كما حدث مع نبي الله عيسى عليه السلام، بينما تذهب الكنيسة الكاثوليكية إلى أنها رُفعت بجسدها وروحها في آن واحد.
- بينما تطالب الكنيسة الأرثوذكسية بأن روحها قد انتقلت أولاً، ومن ثم جسدها. وهناك طوائف أخرى تنكر تمامًا انتقال السيدة مريم وتعتبر ذلك حقيقة مقتصرة على نبي الله عيسى.
مكان قبر السيدة مريم
من الحقائق الثابتة عن السيدة مريم أنها اصطفاها الله من بين نساء العالمين لتكون أمًا لنبيه عيسى، وفيما يلي معلومات حول مكان دفنها:
- تعتقد الطائفة الأرثوذكسية أن السيدة مريم دُفنت في بستان الزيتون بالقرب من القدس، حيث يزعمون أنها بُعثت من قبرها بعد فترة وجيزة.
- يُعتقد أن جسدها يوجد في كنيسة الجسمانية، تحديدًا في جبل الطور عند باب الأسباط.
- في الإسلام، تعتبر السيدة مريم من النساء الصالحات المغفور لهن، ولكن لا يُعرف مكان دفنها. يقال إنها دُفنت في دمشق أيضاً.
أين ولدت مريم العذراء؟
تاريخ حياة السيدة مريم يشمل معلومات هامة عن مكان ولادتها، وإليكم التفاصيل:
- وُلدت السيدة مريم في مدينة الناصرة بفلسطين، والتي أصبحت محل الإقامة الرئيسي لعائلتها.
- تجدر الإشارة إلى أن الناصرة هي نفسها المدينة التي نشأ فيها نبي الله عيسى.
- ومع ذلك، لم تكن الناصرة مسقط رأس سيدنا المسيح، حيث انتقلت مريم إلى بيت المقدس لوضعه.
- بفضل هذه المدينة، أطلق اليهود لقب “يسوع الناصري” على المسيح، ومن هنا جاء اسم أتباعه بـ “النصارى”.
مواضع ذكر السيدة مريم في القرآن الكريم
إن مكانة السيدة مريم المعززة في القرآن الكريم تعكس عظمة طبيعتها. لقد ذُكرت عدة مرات في سور مختلفة، ومن أبرز تلك الآيات:
- (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي…).
- (لَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى…).
- (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا…).
- (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ…).
- (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بهْتَانًا عَظِيمًا…).
- (وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ…).
- (بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ…).
- (بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ…).
- (النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهمْ وَمِنْكَّم…).