المسجد الأقصى هو الموقع الذي يُعَدُّ أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وقد اختاره الله كقبلة لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام. يُعتبر المسجد الأقصى من أكبر المساجد في العالم ويكتسب مكانة دينية هامة لدى المسلمين.
موقع المسجد الأقصى
يُعتبر المسجد الأقصى وجهة رئيسية للرحال والمصلين، إذ يحظى بمكانة عظيمة بين المسلمين، ويعتبر نقطة صعود الرسول إلى السماء.
- يقع المسجد الأقصى في فلسطين، وتحديدًا في القدس القديمة بالجهة الجنوبية الشرقية.
- تبلغ مساحة المسجد نحو 144 ألف متر مربع، وهو محاط بجدار كبير ويقع في منتصفه.
- تم بناء المسجد الأقصى على الطراز الأموي الإسلامي، ويحتوي على قبة الصخرة، التي تُغلف بالذهب، والتي أمر بإنشائها الخليفة عبد الملك بن مروان.
أسماء المسجد الأقصى
توجد عدة مسميات تُعبر عن أهمية المسجد الأقصى، وفيما يلي بعض من هذه الأسماء:
المسجد الأقصى
- الوصف: يعد الاسم الأكثر انتشارًا، ويشير إلى المسجد الكائن في البلدة القديمة في القدس، ويعتبر من الحرمين الشريفين بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة.
- الاستشهاد: ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة الإسراء (الآية 1): “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ”.
بيت المقدس
- الوصف: هو اسم تقليدي يُستخدم كمرادف للمسجد الأقصى، مما يعني “البيت المقدس”. يتكرر هذا الاسم في الأدبيات التاريخية والدينية للإشارة إلى المدينة المقدسة والقدس بشكل عام.
- التاريخ: في الكثير من النصوص الإسلامية والتاريخية، يُشار إلى المسجد الأقصى ومدينة القدس بعبارة بيت المقدس.
البيت المقدس
- الوصف: هو مصطلح آخر يُستخدم للإشارة إلى المسجد الأقصى ويترجم إلى “البيت المقدس”. يُستخدم هذا المصطلح بشكل أقل شيوعًا من “بيت المقدس” و”المسجد الأقصى”، لكن يحمل نفس الدلالة على تعظيم المكان وقدسيته.
- الاستشهاد: يُستخدم في السياقات القرآنية ليعبر عن تقديس المكان، على الرغم من أن مصطلح “بيت المقدس” هو الأكثر استخدامًا في النصوص الإسلامية.
تاريخ إنشاء المسجد الأقصى
-
بداية البناء:
- تذهب بعض الروايات إلى أن أول بناء للمسجد الأقصى قد بدأ في زمن النبي سليمان عليه السلام، بينما تشير التقديرات التاريخية إلى دور كبير للنبي سليمان في إنشاء المسجد، مع وجود اختلافات حول التفاصيل الدقيقة للبناء.
-
التطويرات اللاحقة:
- بعد عهد النبي سليمان، شهد المسجد عدة تجديدات عبر العصور، حيث قام الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بإعادة بناء المسجد بشكل كبير في نهاية القرن السابع الميلادي، مما أضفى عظمة وفخامة على المعمار الإسلامي في تلك الفترة.
-
العمارة الإسلامية:
- بعد الفتح الإسلامي للقدس عام 638 ميلادي، قام الخليفة عمر بن الخطاب بإعادة تأهيل المسجد الأقصى بما يتماشى مع التعاليم الإسلامية، وتواصلت أعمال التجديد وإعادة البناء خلال مختلف الفترات التاريخية.
حادثة الحريق في المسجد الأقصى
-
التفاصيل:
- في 21 أغسطس 1969، اندلعت نيران كبيرة في المسجد الأقصى عندما أقدم الأسترالي مايكل روهان على إشعال النار، مما ألحق أضرارًا جسيمة بالمسجد وبقبة الصخرة الشهيرة.
-
الأضرار:
- أسفر الحريق عن تدمير جزء من مصلى قبة الصخرة وتسبب في أضرار جسيمة للعناصر المعمارية التاريخية الهامة في المسجد.
-
التحقيقات والتداعيات:
- أجريت التحقيقات بعد الحادث، وأدان المجتمع الدولي ما حدث، مما ترك تأثيرات كبيرة على الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة وزاد من الوعي حول أهمية حماية الأماكن المقدسة.
المفاهيم الخاطئة حول حدود المسجد الأقصى
-
المفهوم الخاطئ حول “المسجد الأقصى”:
- يعتقد بعض الناس أن المسجد الأقصى يقتصر فقط على المبنى المخصص للصلاة، لكن الحقيقة هي أن المسجد الأقصى يشمل أيضًا المساحات المحيطة به، بما في ذلك ساحة الحرم الشريف والمناطق المجاورة.
-
حدود المسجد الأقصى:
- ثمَّ يوجد من يعتقد أن المسجد الأقصى هو مجرد المبنى الذي يحتوي على قبة الصخرة، بينما الحقيقة هي أن المسجد الأقصى يشمل مجمل الحرم القدسي الشريف بأكمله والذي يضم المباني والمساحات المجاورة للمسجد.
-
الخلط بين الأقصى وقبة الصخرة:
- يوجد اعتقاد شائع بأن قبة الصخرة هي المسجد الأقصى، على الرغم من أن قبة الصخرة هي مبنى يقع ضمن حرم المسجد الأقصى، والذي يمثل مجمعًا يتضمن قبة الصخرة وعددًا من المباني الأخرى.
-
المعتقد أن المسجد الأقصى هو الموقع الأساسي:
- يعتبر البعض أن المسجد الأقصى هو فقط موقع الصلاة، دون الانتباه إلى أن الحرم بأكمله يمتد ويتضمن الأماكن التاريخية الأخرى.
-
المفاهيم الخاطئة حول حجم المسجد الأقصى:
- يوجد تصور غير صحيح بأن المسجد الأقصى صغير الحجم، وهو في الحقيقة أحد أكبر المساجد في العالم ويحتوى على مساحة شاسعة من الحرم الشريف.
مواصفات المسجد الأقصى
- المسجد الأقصى محاط بسور ويحتوي على المسجد القبلي والمصلى المرواني، بالإضافة إلى نحو 200 معلم تاريخي.
- يستوعب المسجد نحو 500 ألف مصلي، ومبني على صخرة مميزة تُعرف بقبة الصخرة التي تقع في وسط المسجد.
- تبلغ مساحة المسجد حوالي سدس مساحة مدينة القدس القديمة، ولم يتم إجراء توسعات منذ إنشائه بل تقتصر التحسينات على التجديدات فقط.
- يمتلك المسجد الأقصى أربعة مآذن، ويحتوي على سبع مصليات و15 قبة، من بينها قبة الصخرة الشهيرة.
- يتوفر في المسجد الأقصى 15 بابًا، لكنها ليست جميعها مفتوحة، إذ يُستخدم منها 10 أبواب فقط بينما لا تزال 5 أبواب مغلقة منذ العصور القديمة.
- كما يشمل المسجد أروقة، وهي ممرات مغطاة تسهل الحركة داخل المسجد للتنقل بين المعالم المختلفة.
- يحتوي أيضاً على عدد من المدارس التي كانت تُستخدم كمراكز للتعلم والعبادة في عصور قديمة.
- يضم المسجد الأقصى أيضاً 8 بوائك، وهي أعمدة ترتبط ببعضها من الأعلى وتقع في صحن الصخرة في قلب المسجد.
- تحتوي المسجد أيضًا على سبلة، وهي أماكن مخصصة لتخزين مياه الأمطار وقد تم تحديثها لتزويدها بالصنابير.
أسماء ومواصفات الأروقة
الرواق الغربي
يتموضع الرواق الغربي في الجهة الغربية من المسجد ويبلغ طوله حوالي 55 عقدًا ويحتوي على سقف لتسهيل الحركة بين المعالم.
الرواق الشمالي
يمتد الرواق الشمالي على طول الواجهة الشمالية للمسجد الأقصى، وقد تم تصميمه لتيسير الحركة بين المعالم الموجودة في الجزء الشمالي.
أسماء مصليات المسجد الأقصى
- المصلى المرواني.
- الجامع القبلي.
- المسجد القديم.
- مسجد قبة الصخرة.
- مسجد البراق.
- مسجد المغاربة.
- جامع النساء.
واجهة المسجد الأقصى
- تأسست الواجهة في عصر الفاطميين عام 1065 ميلادي، وأُخضعت لعمليات تجديد في عصر الأيوبي بعد تعرضها للتشوه بسبب الحملات الصليبية.
- تم تزيين الواجهة بالبلاط في العصر الأيوبي وتحتوي على أربعة عشر قوسًا، من بينها القوس المركزي الذي يميز المدخل.
قباب المسجد الأقصى
يتسم المسجد الأقصى بوجود 15 قبة تُعد من التحف الإسلامية، حيث تضفي هذه القباب جمالًا وقدسية على المكان. وفيما يلي أسماء بعض من هذه القباب:
- قبة الصخرة.
- قبة السلسلة.
- قبة النحوية.
- قبة الأرواح.
- قبة النبي سليمان.
- قبة النبي الخضر.
- قبة النبي موسى.
- قبة محراب النبي.
- قبة المعراج.
- قبة الميزان.
- قبة يوسف آغا.
- قبة يوسف الأيوبي.
- قبة عشاق النبي.
- قبة الشيخ الخليلي.
أسماء مآذن المسجد الأقصى
- مئذنة باب المغاربة.
- مئذنة باب الغوانمة.
- مئذنة باب السلسلة.
- مئذنة باب الأسباط.
أسماء أبواب المسجد الأقصى
توجد بعض الأبواب التي تم فتحها وأخرى مغلقة، بينما نعدد الأبواب المفتوحة كما يلي:
- باب الأسباط.
- باب حطة.
- باب العتم.
- باب الغوانمة.
- باب الناظر.
- باب الحديد.
- باب القطانين.
- باب المطهرة.
- باب السلسلة.
- باب المغاربة.
أما بالنسبة للأبواب المغلقة، فقد أُغلقت لأسباب معينة، وتأتي تحت الأسماء التالية:
- الباب المنفرد.
- الباب الثلاثي.
- الباب المزدوج.
- الباب الذهب.
- باب الجنائز.
عدد وأسماء المدارس في المسجد الأقصى
بلغ عدد المدارس في المسجد الأقصى 12 مدرسة، حيث كانت تُعد أماكن لتلقي العلم والعبادة في آنٍ واحد.
أسماء هذه المدارس تشمل:
- مدارس ورياض الأقصى الإسلامية.
- المدرسة البكرية.
- المدرسة الجادرية.
- المدرسة الباسطية.
- المدرسة الأمينية.
- المدرسة الملكية.
- المدرسة الأسعردية.
- المدرسة المنجكية.
- المدرسة العثمانية.
- المدرسة الأشرفية.
- المدرسة التنكزية.
- المدرسة العمرية.
كما يحتوي المسجد على 8 بوائك تتمركز في الاتجاهات المختلفة، وهي كالتالي:
- بائكة شمال.
- بائكة جنوب.
- بائكة شرق.
- بائكة غرب.
- بائكة شمال غرب.
- بائكة شمال شرق.
- بائكة جنوب شرق.
- بائكة جنوبي غرب.
أسماء بعض السبلة:
- سبيل الكأس
- سبيل شعلان
- صهريج المعظم عيسى الأيوبي
- سبيل البصيري.
- سبيل قايتباي.
- سبيل قاسم باشا.
- سبيل سليمان القانوني.
- سبيل باب المغاربة.
- بركة النارنج.
- سبيل باب الخطة
- سبيل الشيخ بدير
- سبيل منبر برهان الدين
- سبيل الزيتونة
- سبيل الرحمة
أهم معالم المسجد الأقصى
يوجد في المسجد الأقصى العديد من المعالم التي تصل إلى حوالي 200 معلم، وأهمها:
- حائط البراق.
- منبر نور الدين الزنكي.
- آبار الأقصى.
- مصاطب المسجد الأقصى التي يبلغ عددها 26 مصطبة.
مكانة المسجد الأقصى
- يتمتع المسجد الأقصى بمكانة رفيعة عند المسلمين، فهو يُعتبر أول القبلتين وثالث الحرمين، ويُنظَر إليه كوجهة دينية هامة.
- يتسم أيضًا بأنه كان نقطة انطلاق الرسول في رحلة الإسراء والمعراج، ويعكس مركزية الدعوة لجميع الأنبياء.
- تُعتبر مكانة المسجد مقدسة حيث يُقال إن الصلاة فيه تعادل 500 صلاة في أي مكان آخر.
- تشير التعاليم الإسلامية إلى أن ثواب الصلاة فيه أكبر بخمسة أضعاف مقارنة بالصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي.
- يأتي بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي كوجهة رئيسية لزيارة المسلمين.
- تم ذكر المسجد الأقصى في القرآن الكريم في سورة الإسراء، ووردت فيه العديد من الأحاديث النبوية التي تعزز من قيمته الروحية.
- تُعلِّق قبة الصخرة آيات من القرآن الكريم، مما يُضفي عليها قيمة روحية خاصة.
بناء المسجد الأقصى
-
النبي سليمان عليه السلام:
- وفقًا للروايات الإسلامية والتقاليد، يُنسب بناء المسجد الأقصى إلى النبي سليمان، حيث يُعتقد أنه أنشأه كمعلم ديني ووجهة للعبادة في فترة حكمه.
-
التجديدات والتوسعات:
- مر المسجد الأقصى بفترات من التجديدات والتوسعات بعد بناء سليمان، حيث قام الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بتطويره وإعادة بناء قبة الصخرة في نهاية القرن السابع الميلادي.
-
الفتوحات الإسلامية:
- بعد الفتح الإسلامي للقدس في عام 638 ميلادي، قام الخليفة عمر بن الخطاب بتأهيل المسجد الأقصى وفق التعاليم الإسلامية.
تاريخ المسجد الأقصى
-
العصور القديمة:
- يُعتقد أن المسجد الأقصى يعود إلى عصور قديمة ويرتبط بالنبي سليمان، وقد أُشير إليه في العصور اليهودية على أنه معبد سليمان.
-
الفتح الإسلامي:
- تم الفتح الإسلامي للقدس عام 638 ميلادي تحت قيادة الخليفة عمر بن الخطاب، الذي أعاد تأهيل المسجد ليصبح مكانًا مقدسًا للمسلمين.
-
التجديدات الأموية:
- في نهاية القرن السابع الميلادي، قام الخليفة عبد الملك بن مروان بتجديد بناء المسجد الأقصى وقبة الصخرة، والتي أصبحت رمزًا معروفًا في المسجد.
-
الاحتلالات والتجديدات:
- شهد المسجد الأقصى عدة احتلالات وتجديدات عبر التاريخ بما في ذلك فترة الصليبيين، وعُمل على تحسينه في عصور مختلفة من التاريخ الإسلامي والعثماني.
-
الحريق والتجديد الحديث:
- تعرض المسجد الأقصى لحريق كبير في عام 1969، مما ألحق أضراراً واسعة، ومنذ ذلك الحين تمت جهود كبيرة للحفاظ عليه وترميمه.