إعمال العقل في الدين يمثل موضوعًا حيويًا في الفكر الإسلامي. يظن البعض أن استخدام العقل في فهم أوامر الله يعد كفراً، لكن في الواقع، لإعمال العقل دورًا مهمًا في توضيح العقيدة والامتثال لأوامر الله. في هذا المقال، سنستعرض المزيد حول هذا الموضوع.
إعمال العقل في الإسلام
- تتعدد معاني كلمة “عقل” في اللغة العربية، حيث تعني الحبس، فهو ما يمنع العاقل عن الوقوع في الخطأ والشر.
- كما يمكن أن تعني عكس الجهل، لأن استخدام العقل يساعد الإنسان في معرفة ما يجهله.
- قال الله تعالى في كتابه الكريم: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ).
- وفي هذه الآية، تشير عبارة “أفلا تعقلون” إلى ضرورة الفهم والوعي بمدى خطورة المعصية التي تقومون بها مع علمكم بأن طاعة الله حق عليكم مثلما هي حق على الآخرين.
- تعبر عبارة “عقول” عن الفطنة وسرعة الفهم.
- في بعض السياقات، يظهر معنى العقل كنوع من النهي.
- بصفة عامة، تشير جميع معاني كلمة العقل إلى كونه أداة للمعرفة والتمييز بين المفاهيم.
- لم يفرق ابن المنظور بين العقل والقلب، كما رأى سيبويه أن العقل هو صفة ربانية.
- عرف مجموعة من العلماء العقل بأنه الروح، وذلك اعتماداً على الفكرة القائلة بأن العقل لا يعمل دون روح.
- هناك من يعتبر العقل هو القلب، بينما يراه آخرون كحالة جوهرية للإنسان، حيث إن العقل هو ما يميز الإنسان عن سائر الكائنات.
- يعتبر أبو الوليد الباجي العقل “العلم الضروري الذي ينشأ في الأذهان ويدركه العقلاء.”
- العلم هو ما يتطلبه الإنسان ولا يستطيع الانفصال عنه، ويشير إلى أنه يأتي من دون الحاجة لمكاسب مادية.
- يعني العلم المكتسب من إعمال العقل أن الضدين لا يجتمعان، ويشمل هذا العلماء المميزين وأولئك الذين يعتبرون في حكم المجانين.
- تجدر الإشارة إلى أن بعض أنواع العلوم تعتمد على غريزة الإنسان وعدد منها يكون تعلمها ضروريًا، مثل المعرفة بأن الكل يشمل الجزء، بينما يتم تعلم أشياء نظرية أخرى عن طريق الاستدلال.
أهمية العقل في الإسلام
- يعتبر العقل أداة لإدراك يؤكد الفرق بين البشر وبقية المخلوقات، لكنه في الوقت نفسه له حدود.
- قد يدرك العقل بعض الأشياء ظاهريًا دون أن يعي جوهرها.
- من خلال تدبر القرآن الكريم، يمكن للإنسان أن يسعى لفهم معانيه وأهدافه.
- ستكشف تأملاتهم عن العديد من الآيات التي تشجع على التفكير والتأمل.
- لم يرد ذكر العقل في القرآن الكريم إلا بصيغة الأفعال، حيث جاء مدحًا وتعظيمًا، مشملًا جميع معاني التفكير البشري.
- دعوت نصوص القرآن الكريم إلى إعمال العقل ورفض الانصياع الأعمى، حيث من يغفل عن استغلال نعمة العقل يساوي نفس مرتبة الكائنات الدنيا.
- قال الله تعالى: (وَلَقَد ذَرَأنا لِجَهَنَّمَ كَثيرًا مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ لَهُم قُلوبٌ لا يَفقَهونَ بِها وَلَهُم أَعيُنٌ لا يُبصِرونَ بِها وَلَهُم آذانٌ لا يَسمَعونَ بِها أُولـئِكَ كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلُّ أُولـئِكَ هُمُ الغافِلونَ).
- لقد أشاد الله سبحانه وتعالى بالعقول، فهي ما يجعل الإنسان مسؤولًا عن اتباع الخير والاجتناب عن الشر.
- يعكس العقل الإبداع والذكاء بطريقة لا يمكن وصفها، وكلما استثمر الإنسان عقله بشكل إيجابي، تمكن من الابتكار وإنتاج كل ما هو جديد ومبدع.
أهمية العقل
- تتجلى مسؤولية الإنسان في إعمال عقله بفاعلية من أجل خدمة الآخرين وجلب الخير لهم دون أي شروط، مما يتطلب إدراك كاف لقيمة العقل.
- الإسلام حرم كل ما من شأنه تعطيش العقل أو تحييده، حيث كان من دواعي تحريمه للخمر أنها تجعل العقل في حالة غياب.
- بينما وضح القرآن أن شرب الخمر هو من أساليب الشيطان لإثارة العداوة بين المسلمين.
- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ).
- هذا التحريم شامل أيضًا للمخدرات وجميع ما يسبب فقدان العقل.
إعمال العقل والوحي
- تختلف طريقة إعمال العقول بين الأفراد، ويرجع هذا التفاوت إلى طبيعتهم الفطرية وليست فقط ما يحققونه من تعليم أو اكتساب.
- حتى لو حصل نفس الأفراد على ذات المستوى التعليمي، سيظل البعض أكثر حكمة وعقلانية من غيرهم.
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “الصحيح الذي عليه جماهير أهل السنة وهو ظاهر مذهب الإمام أحمد.
- وأصح الروايتين عنه، وقول معظم أصحابه إن العلم والعقل يقبل الزيادة والنقصان، وهو ما يدل على أهمية إعمال العقل.”
ترتبط وظيفة العقل بشكل وثيق بعمل الدماغ والقلب، حيث إن الفكر يستند إلى الدماغ، في حين أن الإرادة تُشعر بها القلوب. اعتمد الإسلام في كسب المعرفة على طريقتين:
- الوحي: وهو الخبر الصادق من الله تعالى، وكل ما يأتي من الوحي هو حق. يتعلق الوحي بأمور غيبية، مثل حديث الجنة والنار.
- الطريقة الثانية تعتمد على المعرفة من خلال التجربة العملية، والتي تجمع بين العقل والمشاعر.
- حارب الإسلام جميع مظاهر الجاهلية التي تعارض إعمال العقل، وأرشد البشر إلى أهمية الاختراع والاكتشاف.
- استفادت أوروبا في وقت سابق من هذه المناهج عند احتكاكها بالحضارة الإسلامية.
- تميز أهل السنة بتوازنهم بين إعمال العقل والوحي، حيث اعتبروا أن اتصال الاثنين يشبه الاتصال بين نور العين وضوء الشمس.
معنى نقص العقل والدين عند النساء
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما رأيت من ناقصات عقلٍ ودينٍ أذهب للبِّ الرجل الحازم من إحداكنَّ يا معشر النِّساء).
- عندما سُئلت النساء عن نقصان العقل، أوضحن أن الأمر يتعلق بشهادة المرأة التي تعادل نصف شهادة الرجل.
- أما نقصان الدين، فهو بسبب عدم صيام المرأة أو صلاتها في أوقات الحيض والنفاس، وتكون غير محاسبة على هذا التقصير لأنه تسهيل لها.
- من رحمة الله عز وجل، أن النساء غير مكلفات بأداء الصلاة والصيام في هذه الأوقات دون الحاجة لقضاء.
- يمكنهن قضاء الصيام بعد زوال العذر دون استبعادهم من الاعتبار في رمضان.
- من الممكن أن تتفوق المرأة في العديد من المجالات، ولها القدرة على الحقيقي بعمل الخير الذي يعلي مكانتها في الحياة الدنيا والآخرة.
- مدح النبي صلى الله عليه وسلم النساء لتأكيده على هذا النقص، ومع ذلك، يظل لديهن القدرة على التأثير في الرجال ذوي العقول.