إستراتيجيات إدارة المياه في العراق

تعد إدارة الموارد المائية في العراق قضية في غاية الأهمية ينبغي أن توليها السلطات اهتماماً كبيراً، نظراً لأن العراق يقع في منطقة تتميز بالجو الجاف والشبه الجاف.

تواجه البلاد تحديين رئيسيين يتعلقان بالمياه، وهما “ندرة الموارد المائية وسوء إدارة هذه الموارد”، مما قد يؤدي مستقبلاً إلى تفاقم أزمة المياه في العراق.

إدارة الموارد المائية في العراق

بين عامي 1960 و1980، تم دراسة وتطوير خطط لتوجيه إدارة الموارد المائية في العراق.

أدت هذه الدراسات إلى إدراك الحاجة الملحة لعقد اتفاقيات قانونية متينة تحت إشراف منظمات دولية يهدف إلى تحسين أساليب إدارة الموارد المائية، مما أسفر عن النتائج التالية:

  • ساهمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالعمل مع وزارة الموارد المائية لوضع خطة لتطوير الأوضاع المائية في سنة 2005.
  • بين العامين 2007 و2010، خلال تنفيذ هذه الخطة، تم إصدار لوائح تتضمن تعليمات لإدارة الموارد المائية.
  • علاوة على ذلك، ساعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تطوير استراتيجية تدعم الإدارة المؤسسية للمياه.
  • في عام 2015، أكملت وزارة المياه والموارد المائية استراتيجية وضعها خبراء دوليون بالتعاون مع نظرائهم العراقيين.
    • تتضمن هذه الاستراتيجية خطط وسيناريوهات متنوعة تهدف إلى تحسين إمدادات المياه في العراق.
  • ركزت الاستراتيجية بشكل خاص على تطوير البنية التحتية، لكن للأسف لم يتم تنفيذها بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يمر بها العراق.
  • حالياً، تحاول وزارة المياه تحقيق توازن بين احتياجات القطاعات المختلفة من المياه، مثل: الري، الشرب، إنتاج الطاقة الكهرومائية، والصناعات.
  • كما تعمل الوزارة مع عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة، اليونيسيف، ومنظمة الصحة العالمية.
    • دونت خططاً لتنفيذ برامج متنوعة، مثل: تحسين موارد المياه، صيانة محطات الضخ، ودعم المشاريع البحثية.
  • قامت منظمة الصحة العالمية بتدريب عدد من الفنيين والمفتشين على الجودة المائية ونفذت حملات توعية صحية وبيئية في العراق.

ما معنى إدارة الموارد المائية؟

يمكن تلخيص تعريف إدارة الموارد المائية على النحو التالي:

  • هي عملية تهدف إلى مساعدة الحكومات والأفراد والمؤسسات في إدارة موارد المياه المتاحة حالياً وفي المستقبل.
    • وذلك من أجل المساهمة في التنمية الاقتصادية، تحسين البيئة، تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الغذائية، وتقليل مخاطر الفيضانات في البلاد.
  • كما تشير إلى كيفية استخدام الموارد المائية المتاحة بشكل فعال وجيد لتقليل الفاقد منها.

مصادر المياه في العراق

توجد في العراق مصادر متعددة للمياه، وتنقسم إلى موارد مائية تقليدية وأخرى غير تقليدية، ويمكن تلخيص هذه الأنواع على النحو التالي:

الموارد المائية التقليدية

المياه السطحية

  • تعتبر نهري دجلة والفرات من أبرز مصادر المياه السطحية في العراق، حيث يمثلان نحو 100% من المياه السطحية المتوفرة.

تشير التقديرات العراقية إلى ما يلي بشأن نهر الفرات:

  • يعد أطول نهر في غرب آسيا، ويتغذى بشكل رئيس من مياه الأمطار في مرتفعات أرمينيا.
  • يمر النهر عبر ثلاث دول هي: تركيا، سوريا، والعراق.
  • تتضمن روافده المهمة: نهر الساجور، الخابور، ونهر البليخ.
  • تستخدم مياه النهر في الري، حيث يستهلك قطاع الزراعة حوالي 70% منها.
  • كما تُستخدم مياه النهر لإنتاج الطاقة الكهرومائية، وللشرب أيضاً.

يعد نهر دجلة المصدر الثاني المهم للمياه في العراق، نظراً لما يلي:

  • يعتبر ثاني أطول نهر في غرب آسيا، ويمر عبر أربع دول هي: تركيا، العراق، إيران، وسوريا.
  • ينبع هذا النهر في الأساس من بحيرة هزار في جبل طوروس، بتركيا.
  • يتدفق النهر موازيًا لنهر الفرات، ويلتقيان في نهايته.
  • من روافده الرئيسية: نهر الزاب الأكبر والأصغر، نهر الكرخة، نهر ديالي، والنهر العظيم.
  • تستخدم مياه النهر في الري، الشرب، وإنتاج الطاقة الكهرومائية.

المياه الجوفية

  • تتعاون الحكومة العراقية مع منظمة اليونسكو لدراسة طبقات المياه الجوفية بشكل أعمق.
  • ترتبط مخزونات المياه الجوفية بالمياه السطحية ووفرتها، وأي تغييرات في آبار السحب قد تؤثر على تصريف الأنهار، مما قد يؤدي لاحقاً إلى نقصان كمية المياه الجوفية.

الموارد المائية غير التقليدية

  • تشمل هذه الموارد مياه الصرف الصحي، مياه الصرف الصناعي والزراعي، والمياه المالحة من جميع الأنواع.
  • جميع هذه الموارد غير التقليدية تحتاج إلى عمليات معالجة معقدة ومكلفة قبل استخدامها.
  • بسبب الحاجة الملحة إلى إدارة فعالة للموارد المائية في العراق، يمكن ترشيد استهلاك هذه الموارد غير التقليدية.

كفاءة إدارة المياه

لزيادة كفاءة إدارة الموارد المائية، ينبغي اتخاذ الخطوات التالية:

  • من الواجب أولاً معرفة كمية الموارد المائية المتاحة من المصادر التقليدية وغير التقليدية.
  • ضرورة دراسة استخدامات المياه، خصائصها الكيميائية، ودرجة استغلالها من أجل وضع خطط استخدام مثالية.
  • كما ينبغي تقدير الكميات المتاحة من المياه وتوزيعها بشكل عادل ومتنوع، مع ضرورة حمايتها من التلوث.
  • من المهم تحسين شبكات النقل والتوزيع بشكل فعال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top