الشخص الذي أسس علم العروض في الشعر العربي

يُعتبر علم العروض من العلوم الأساسية في الأدب العربي، ويبرز هذا العلم كعنصر جوهري في الشعر الفصيح. وقد اكتسب شهرة كبيرة في المناطق العربية القديمة مثل مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وعمان.

يهدف علم العروض إلى وزن الشعر وتقييمه، مما يتيح التمييز بين الأبيات الصحيحة والفاسدة، والسليمة من المعتلة، ومن هنا جاءت أهمية هذا العلم. لذلك، يحظى مبتكره بكل الاحترام والتقدير.

مخترع علم العروض في الشعر العربي

علم العروض هو علم بارز يُعرف أيضًا بأسماء أخرى مثل “الطريق الصعب”، أو “الخشبة المعترضة”، أو “السحاب الرقيق”. وفيما يلي نلقي نظرة أدق على هذا العلم ومخترعه:

  • يهدف علم العروض إلى تسهيل ترويض الجمل التي تتعذّر قيادتها.
    • غالبًا ما تتطلب التفعيلة الأخيرة في الشطر الأول من البيت الشعري ميزانًا شعريًا خاصًا.
  • تعتبر علم العروض المقياس الفني واللغوي الذي يعتمد عليه عرض الأبيات الشعرية والتأكد من صحتها ووزنها.
  • لذا، بعد استعراض أهمية علم العروض، يتضح استحقاق مبتكره كل هذا التقدير.
    • فهو من وضع الأسس لقوانين وزن الشعر، حيث لم يكن هذا العلم معروفًا في البداية خلال عصر ازدهار الشعر العربي.
    • وكان الشعراء الموهوبون هم القادرون فقط على كتابة الشعر بشكل موزون دون مساعدة من علم العروض.
    • إذ كانوا يعرفون الوزن الصحيح للشعر ويدركون العيوب الموجودة فيه.
  • الفارق الوحيد آنذاك هو أنهم لم يكونوا يعرفون تسميات البحور الشعرية.
    • كما لم يكن لديهم معرفة كافية في كيفية تقسيمها.
  • استمر الوضع على هذا الحال حتى جاء في القرن الثاني الهجري العلامة الإمام الخليل بن أحمد الفراهيدي، الذي أصبح أول من ابتكر علم العروض في الشعر العربي.

مبتكر علم العروض الإمام الخليل

فيما يلي، نتناول بعض المعلومات المهمة حول علم العروض وهدف ابتكاره:

  • الدافع الرئيسي وراء ابتكار علم العروض لدى الإمام الخليل كان امتلاكه حساً مرهفًا وقدرة فريدة على تقدير الشعر والأدب.
    • كل هذه القدرات ساهمت في تمكينه من ابتكار علم العروض من عمق اللغة العربية.
  • ولقد قام الإمام الخليل بوضع قواعد وقوانين لتمكين الكتّاب غير الموهوبين من كتابة الشعر بشكل منظم.
    • دونها، كان الأمر صعبًا على غير الموهوبين.
  • تتجلى جهود الإمام الخليل في استخراجه خمسة عشر بحرًا.
    • ويُسجل الفضل للأخفش، الذي أضاف بحرًا آخر وهو “الخبب” أو “المتدارك”، ليصبح العدد الإجمالي للبحور الشعرية ستة عشر بحرًا.

البحور الشعرية في علم العروض

إجابةً لمن يتساءل عن أول من ابتكر علم العروض في الشعر العربي، قد تكون جديدة بالنسبة للبعض، حيث أن الغالب لا يعرف الإمام الخليل بن أحمد كأول مبتكر لهذا العلم.

لكن لا بُعد عن تخصصه كعالم في أصول الأصوات والموسيقى، مما ساعده في تحقيق هذا الابتكار. ولنتعرف فيما يلي على البحور الشعرية:

  • بفضل الإمام الخليل، لدينا قواعد وأصول ثابتة في علم العروض.
    • نتج عن ذلك وجود قوانين جوهرية لم تتغير كثيرًا حتى يومنا هذا، مما ساهم في ضبط اللغة العربية مع اللغة الشعرية.
  • تنقسم البحور الشعرية في علم العروض إلى خمسة عشر بحرًا للإمام الخليل، وبحرًا واحدًا للأخفش، ويتمتع كل بحر بمميزاته الخاصة. وفيما يلي تفاصيل هذه البحور:
  • البحر الطويل يُعرف بمفتاحه الطويل، حيث يتميز بفضائله.
    • كمثال لذلك، يمكننا ذكر: (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن).
  • البحر المديد يتميز بمفتاحه الممدد، ويحمل صفات فريدة.
    • مثال هذا البحر هو: (فاعلاتن فاعلن فاعلاتن).
  • البحر البسيط يُعرف ببساطته، ويعكس تبسيط المعاني.
    • كمثال على هذا البحر: (مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن).
  • البحر الوافر يتميز بأنه أحد أجمل بحور الشعر.
    • مثال له: (مفاعلتن مفاعلتن فعولن).
  • البحر الكامل يُعتبر من البحور الكاملة، رغم صعوبته بعض الشيء.
    • كمثال لهذا البحر: (متفاعلن متفاعلن متفاعلن).
  • البحر الهزج يُعرف بالإيقاع السهل.
    • مثال له: (مفاعيلن مفاعيلن).

البحور الشعرية للإمام الخليل بن أحمد الفراهيدي

نستمر في تقديم معلومات حول البحور الشعرية التي أسهم بها أول من ابتكر علم العروض في الشعر العربي، وهو الإمام الخليل بن أحمد الفراهيدي:

  • البحر الرجز يُعتبر من البحور السهلة:
    • ومثال له: (مستفعلن مستفعلن مستفعلن).
  • البحر الرمل يتميز بتكرار التفعيلة:
    • ومثال له: (فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن).
  • البحر السريع يختلف بخصائصه المُميزة:
    • ومثال له: (مستفعلن مستفعلن فاعلن).
  • البحر المنسرح يتميز بالشبه بالمثل:
    • ومثال له: (مستفعلن مفعولات مستفعلن).
  • البحر الخفيف يتميز بحركاته الرشيقة:
    • ومثال له: (فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن).
  • البحر المضارع يتميز بتنوع المضارعات:
    • ومثال له: (مفاعيل فاعلاتن).
  • البحر المقتضب يُعرف بالاختصار:
    • ومثال له: (مفعولات مفتعلن).
  • البحر المجتث يمتاز بجذور حركاته:
    • ومثال له: (مستفع لن فاعلاتن).
  • البحر المتقارب يبرز بتقاربه:
    • ومثال له: (فعولن فعولن فعولن فعول).
  • البحر المحدث أو المتدارك يعتبر بحرًا خاصًا فريدًا:
    • مثاله هو (فعلن فعلن فعلن فعل)، وهو البحر السادس عشر الذي أضافه الأخفش.

عيوب الشعر العربي

بعد إلقاء نظرة على علم العروض ومؤسسه، يجب أيضًا التعرف على بعض العيوب المعروفة في الشعر العربي منذ العصور القديمة.

يمكن لهذه العيوب أن تُنتج بمفردها أو نتيجة للمدرسة الأدبية التي ينتمي إليها الشاعر. وفيما يلي نذكر بعض هذه العيوب:

  • العيب الأول هو الإقواء، أي وجود اختلافات واضحة في تنغيم القوافي ضمن قصيدة واحدة.
    • على سبيل المثال، قد تكون هناك قافية مرفوعة أخرى، مقابل قافية مخفوضة.
  • العيب الثاني هو الإيطاء، وهو عيب يُشير إلى تكرار نفس القافية أكثر من مرة في القصيدة الواحدة.
  • العيب الثالث هو السناد، والذي يعني وجود اختلافات في الحركات.
  • والعيب الرابع هو الإكفاء، والذي يُعبر عن اختلاف الروي بأحرف قريبة المنفذ.
  • العيب الخامس هو الإجازة، والذي يحدث عند الاختلاف في الروي بأحرف بعيدة المنفذ.
  • أخيرًا، العيب السادس هو الإخلال، والذي يشير إلى عدم اكتمال المعنى في التعبير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top