يُعتبر شهر رمضان المبارك واحدًا من أكرم الشهور الهجرية والعربية، حيث يحظى بمكانة خاصة لدى الله تعالى ويُعَدّ أحد أكثر الشهور المحبوبة من قبل المسلمين حول العالم.
ينتظر المسلمون هذا الشهر من عام إلى آخر بشغف كبير. في هذا المقال، سنستعرض أجر تفطير الصائمين خلال شهر رمضان.
كيفية كسب أجر تفطير الصائم في رمضان
يعتبر تفطير الصائم من الأعمال التي حثّنا عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، استنادًا إلى قوله:
- “من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا”.
- عندما يقوم المسلم بهذا الفعل، يُظهر شكر الله تعالى على نعمه ورزقه.
- هذا العمل الصالح يمنح المسلم أجر تفطير الصائم في رمضان.
- كان الصحابة رضي الله عنهم يتنافسون في فعل الخير خلال رمضان.
- فبعضهم كان لا يفطر إلا بعد أن يؤمن طعام الإفطار لجميع الحاضرين.
- وفي موقف من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين كان يتناول الإفطار مع أسرته، جاءه سائل فأعطاه نصيبه من الطعام قبل أن يأكل.
- يرتبط بفعل الخير هذا تعزيز الحب والتعاون والترابط بين أعضاء المجتمع.
- هذا بالإضافة إلى رفع مكانة من يقوم بهذا العمل العظيم عند الله والحصول على الثواب.
- فأجر تفطير الصائم في رمضان عظيم جدًا عند الله سبحانه وتعالى.
- لقد شرع الله عز وجل للعباد المسلمين التعاون في جميع الأعمال التي ترضى الرحمن.
- بشرط أن تكون هذه الأعمال صالحة.
- جاء في سورة المائدة:
- “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب”.
- يمثل شهر رمضان فترة تُزهر فيها الخيرات ويتنافس فيها المسلمون.
- حيث تزداد الأفعال الحسنة ويكثر الجود.
- يأتي رمضان ببركات وبهجة خاصة، تحمل معه الفرح والسعادة.
- كما قال ابن عباس رضي الله عنه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
- “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلتقي جبريل عليه السلام.
- وكان يلقاه جبريل كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، فيعرض عليه النبي القرآن.
- فإذا لقيه جبريل كان رسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة” رواه مسلم والبخاري.
مسائل تتعلق بتفطير الصائم
ما يشمل تفطير الصائم
- اختلف العلماء في تقدير أجر من يفطر صائمًا بغرض مرضاة الله وجني الأجر.
- تباينت الآراء حول مقدار الأجر الذي يتلقاه الشخص الذي يقوم بتفطير الصائمين، واشتُقّت الآراء إلى رأيين رئيسيين:
الرأي الأول
- يؤكد مؤيدو هذا الرأي أن تفطير الصائم يعني إطعامه أي نوع من الطعام، حتى وإن كان بسيطًا.
- يمكن أن يكون ذلك مجرد رشفة ماء، ثمرة، أو كوب لبن.
- وفقًا لهذا الرأي، يكسب من يقوم بذلك أجر تفطير الصائم في رمضان.
- بالإضافة إلى ذلك، يستند مؤيدو هذا الرأي إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- “يعطي الله عز وجل من فطر صائمًا على مذقة لبنٍ أو تمرة، أو شربة ماء. ومن أسقى صائمًا أسقاه الله من حوضي شربةً لا يظمأ حتى يدخل الجنة”.
- بينما يشير بعض العلماء إلى أن هذا الحديث ضعيف، يرى آخرون أنه صحيح دون إجماع على تضعيفه.
الرأي الثاني
- حسب أنصار هذا الرأي، فإن تفطير الصائم يعني إشباعه بالطعام الذي يمنحه الشبع.
- هذا الطعام يمكن أن يُغنيه حتى صيام اليوم التالي.
- الذي يعمل على إشباع الصائم يعزز قوة جسده وقدرته على أداء العبادات.
- وبذلك يكسب الشخص الذي يقوم بذلك أجر تفطير الصائم في رمضان.
حكم إطعام من أفطر في رمضان بدون عذر
- اعتبر العلماء أن الإفطار في رمضان بدون عذر يعد ذنبًا من الذنوب الكبرى.
- الشخص الذي يفطر خلال النهار وهو قادر على الصيام يكون قد ارتكب إثمًا عظيمًا.
- لأن الصيام يعد ركنًا من أركان الدين الإسلامي.
- كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان” رواه مسلم والبخاري.
- الاستثناء فقط لمن لديه عذر شرعي مثل المرض أو الحيض عند النساء.
- من يقدم الطعام أو الشراب لمن يفطر بدون عذر يقع في نفس التحريم، لأنه يعينه على ارتكاب الذنوب.
حكم تقديم الطعام للمجنون أو فاقد العقل في نهار رمضان
- يُعامَل الشخص الفاقد للوعي مثل الطفل الصغير، وهو غير محاسب على أفعاله.
- لذا، يجوز للمجنون أو فاقد العقل أن يفطر في نهار رمضان.
- كذلك يُسمح لهم بتقديم الطعام والشراب من المتكفلين برعايتهم، ولا يُعتبر ذلك محرمًا.
- استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:
- “رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب في عقله حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم”.
- استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:
حكم الإفطار عند من يكسب ماله من مصدر محرم في رمضان
- عندما خلق الله الإنسان، أمره بالسعي في الأرض بحثًا عن الرزق.
- لكن الله وضع لنا الطرق الشرعية للكسب، وحدد الطرق التي يجب تجنبها.
- لذا، لا يجوز للمسلم كسب المال من مصادر لا ترضي الله، مثل تجارة الخمور أو الربا.
- يجب على المسلم أن يسعى إلى الكسب من عمل صالح وبدخل يرضاه الله ليبارك له في رزقه.
- أما بالنسبة للإفطار لشخص معروف بأمواله المحرمة، فهذا جائز.
- لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبِل دعوة يهودي لتناول الطعام.